منذ الاعلان عن هجوم بنقردان في تونس، أعلنت الدولة الجزائرية وقوفها مع الجارة الشقيقة ضد الارهاب واضعة ترسانتها العسكرية في تأهب لأي طلب تونسي، وتأتي زيارة زعيم حركة النهضة الغنوشي للجزائر لتأكيد هذا التعاون.


الجزائر: أعلن رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، أن بلاده انتقلت من مرحلة الدفاع ضد الإرهاب إلى الهجوم عليه، وذلك لإرساء تعاون أمني &مع الجزائر من خلال تأييد الدعوة التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لإعادة بعث مشروع اتحاد المغرب العربي.
&
واستقبل الغنوشي مساء الأحد في الجزائر من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ودأب الغنوشي ومعه الرئيس التونسي باجي قايد السبسي قبل توليه الحكم على زيارة الرئيس بوتفليقة من فترة لأخرى للتباحث معه كلما استجدت أحداث في تونس أو المنطقة المغاربية.
ووصف رئيس حركة النهضة التونسية بوتفليقة بـ"الصديق العزيز".
&
وقال الغنوشي في تصريح للصحافة، "لقد طمأنت الرئيس بوتفليقة بأن تونس صامدة في مواجهة الإرهاب".
&
مرحلة جديدة
&
وأوضح &أن محاربة الإرهاب انتقلت في تونس "من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم مثلما وقع في بنقردان مؤخرًا".
&
واستهدف هجوم إرهابي،&الاثنين الماضي، مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا، وأسفرت الاشتباكات بين الإرهابيين والقوات الحكومية عن مقتل 49 إرهابيًا، وإلقاء القبض على 9 آخرين، وفق حصيلة رسمية، لكن اغتيل في العملية 12 من القوات الحكومية، ما بين أمني وعسكري، إضافة إلى 7 مدنيين برصاص الإرهابيين.
&
وبحسب الغنوشي، فإن تونس "برهنت عن القدرات العالية لقواتها الأمنية والعسكرية في مواجهة الارهاب". &&
&
ورأى الغنوشي في عملية بنقردان أن ما كان يروج بكون تونس بلداً حاضناً للإرهاب "ليس صحيحًا"، وأن الشعب التونسي "يقف صفًا واحدًا في مواجهة آفة الإرهاب".
&وقال إن "وقفة الجزائر شعبًا وحكومة ورئيسًا في دعم تونس كان له الأثر الطيب". &
&
وقضت عناصر الجيش الجزائري الجمعة الماضية على 3 إرهابيين &بمنطقة قمار بولاية الوادي الحدودية مع تونس، وصادرت ستة صواريخ "ستنغر" ارض-جو، وسترات ناسفة للاستخدام في هجمات انتحارية، وقذائف صاروخية و20 بندقية كلاشنيكوف، إضافة إلى أسلحة أخرى.
&
وزار الأحد الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري الوحدات العسكرية المرابطة على الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا وتونس.
&
&وأعطى قايد صالح تعليمات وتوجيهات عملياتية تصب جميعها في &الحفاظ على الجاهزية القتالية لأفراد الجيش.
&
وقال إن "ما تعيشه منطقتنا في الوقت الراهن من اضطرابات وتفاقمات أمنية غير مسبوقة تنذر بالتأكيد بعواقب وخيمة وتأثيرات غير محمودة على أمن واستقرار بلدان المنطقة، وهو ما يملي علينا في الجيش التحلي بالمزيد من الحرص واليقظة حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها ومحمية ومصانة من كل مكروه".
&
&شكر
&
وفي سياق آخر، توجه &الغنوشي بشكره إلى الشعب الجزائري على "وقفته الاخوية إلى جانب الشعب التونسي من خلال قيام أكثر من مليون جزائري بزيارة تونس وتعويض النقص المسجل في عدد السياح".
&
وعبر عن امتنانه للجزائر "نظير دعمها لتونس على مختلف الأصعدة الاقتصادية والأمنية والعسكرية".
&
وأطلق الجزائريون الصيف الماضي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لزيارة تونس ومساعدتها في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها بعد انخفاض عدد السياح الاجانب القادمين إليها عقب أحداث باردو وسوسة الإرهابية.&
&
ويسعى البلدان الى اقامة منطقة للتبادل الحر تقام بالمناطق الحدودية في خطوة لتشجيع التجارة القانونية ومكافحة التهريب.
&
توافق
&
وقال الغنوشي إنه "وجد في تجاوب الرئيس بوتفليقة الدعم الكبير، سواء للإرتقاء بمستوى التعاون الاستراتيجي بين البلدين أو على مستوى تحريك مشروع المغرب العربي".
&
وابرز رئيس حركة النهضة دور العلاقات الجزائرية-التونسية في "تحريك مشروع المغرب العربي من خلال إرساء علاقات استراتيجية على كل المستويات الأمنية العسكرية والإقتصادية".
&
وشدد الغنوشي على ضرورة احتواء الوضع في ليبيا لتجسيد مشروع &اتحاد المغرب العربي، الذي قال عنه إنه "تعطل كثيرًا".
&
وتحتضن تونس في 21 مارس اذار الجاري اجتماع دول جوار ليبيا بهدف ايجاد حلول عملية للازمة في هذا البلد الجار لكل من تونس والجزائر.
&
&ويشار الى أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان قد دعا في 17 فبراير الماضي، في رسائل بعثها رؤساء دول اتحاد المغرب العربي، إلى العمل المشترك لبعث الإتحاد ومواجهة التحديات والتهديدات التي تعترض المنطقة، وذلك بمناسبة مرور 27 عامًا عن إعلان قيام اتحاد المغرب العربي.
&
وأكد بوتفليقة في رسالة إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي على أهمية اعتماد استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات التي تعترض المنطقة.
&
وذكر بوتفليقة &بـ" عزم الجزائر الثابت على مواصلة العمل مع كافة الدول المغاربية، والسعي بكل حزم في سبيل تثمين وتعزيز هذا المشروع التاريخي المبارك".
&