بعد ترشيح مصر رسميًا وزير خارجيتها الأسبق أحمد أبو الغيط أمينًا عاما لجامعة الدول العربية، برزت انتقادات لهذا الترشيح في الجزائر، بالإضافة إلى دعوات لتدوير هذا المنصب بحيث لا يكون حكرًا على دولة واحدة.
&
عبد الحفيظ العيد من الجزائر: تعالت دعوات جزائرية إلى الدول العربية برفض ترشيح وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفًا لنبيل العربي، وجددت المطالبة باقتراح سابق للجزائر يدعو إلى تدوير منصب الامين العام وعدم اقتصاره على البلد الذي يحتضن مقر الجامعة العربية.
&
وينتظر أن تعقد غدا الخميس الجامعة العربية دورة استثنائية لمجلس وزراء الخارجية العرب لانتخاب أمين عام جديد، وهو المنصب الذي ترشح له فقط أحمد ابو الغيط، وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
&
استغراب
&
وفي هذا الإطار، استغربت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ترشيح ابو الغيط، الذي ينتمي إلى عهد تم رفضه والإطاحة به حتى من الشارع المصري.
&
وقالت الرابطة في تصريح مكتوب لـ"إيلاف" إن "موقع الأمين العام سياسي بالضرورة، ويجب أن يتولاه شخص له موقف قومي، ولكن للأسف فقد أصبح المعيار في اختيار هذا المنصب هو المرشح الحاصل على رضا الغرب وبالخصوص الولايات المتحدة الأميركية، هل يعقل ترشيح وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط لتعيينه في منصب الأمين العام للجامعة للسنوات الخمس المقبلة، وكأن المنطقة العربية لا توجد فيها إطارات قومية& تدافع عن شعوب المنطقة" .
&
وأضافت: "حين تعلم الشعوب العربية بخبر ترشيح أبو الغيط لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، لن تتذكر سوى المشهد الأكثر شهرة لوزير الخارجية المصري الأسبق أثناء وقوفه إلى جانب نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني في القاهرة، وهي تلوح بقبضتها في ديسمبر 2008، معلنة أن إسرائيل ستمحو المقاومة الفلسطينية، وهو ما كان بمثابة إعلان للحرب الإسرائيلية على غزة".
&
وعادت الرابطة ذاتها إلى المشهد "غير المسبوق" لأبو الغيط حين هم &بـ "إنقاذ" الوزيرة الإسرائيلية من الوقوع أرضاً لما تعثّرت في سيرها، مذكرة أنه "لم تكد تمضي ساعات على هذا المشهد &الدبلوماسي، حتى كان الحقد الإسرائيلي يصبّ حممه على رأس الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بينما كان ابو الغيط يحمّل المقاومة الفلسطينية، المسؤولية عن العدوان الإسرائيلي، لأنها لم تأخذ التحذيرات على محمل الجد!".
&
ولم تصدر الخارجية الجزائرية حتى الآن أي موقف علني بشأن ترشيح ابو الغيط لهذا المنصب.
&
&وقال مصدر لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن الجزائر لم تبد أي اعتراض على المرشح المصري، غير أن الإعلامي المصري عماد الدين أديب ذكر في تصريح تلفزيوني أن الجزائر وقطر تعارضان ترشيح أبو الغيط لهذا المنصب.
&
إعادة نظر
&
لكن حسين خلدون عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الحاكم في الجزائر يرى أن الوضع الذي تعيشه الجامعة العربية أعقد من أن يربط بجانب شكلي يتعلق بمن سيتولى الأمانة العامة.
&
وقال خلدون في تصريح لـ"إيلاف": "بالنسبة لنا لا يهم &من سيتولى أمانة الجامعة العربية وموقف الحزب من موقف الدولة الجزائرية، لكن ما يهم هو إعادة النظر في عمل الجامعة العربية التي صارت اليوم قراراتها تصدر خارج الإجماع &الذي هو من أحد البنود المنظمة لها، وللأسف عدة قرارات اتخذت دون توفر ذلك".
&
وأضاف: "الجامعة العربية &تنشط اليوم خارج الأهداف التي أسست من أجلها وأصبحت محل تهديد لبعض الدول العربية، ما يطرح التساؤل حتى عن أسباب وجودها، لذلك وجب عليها الخروج من واقع العمل لخدمة أجندات غربية وأن تصب قراراتها في خدمة المصلحة العربية، ونحن في جبهة التحرير والجزائر لا نهتم بالشكليات بل بمضامين القرارات وتبعاتها".
&
وقالت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان "بعد مرور 70 عاما في 22 (مارس) آذار المقبل على تأسيس جامعة الدول العربية لتكون أداة قوة للعالم العربي في لم شمل الشارع العربي وتحقيق طموحاته في الوحدة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والجغرافية، نرى وفق هذه العناوين الكبيرة والفضفاضة أن الجامعة تبدو الآن منقسمة إلى جماعات وطوائف، ثم تحولت إلى منبر للتخاذل العربي، وساحة للتناحر والتآمر بين أعضائها، كل واحدة من الدول تفرض حقوق مواطنيها وفق انتمائها الديني والعرقي والقبلي، التي تتغذّى من انقسام الوطن العربي &وتشرذمه".
&
تدوير&
&
وتساءلت الرابطة عن دور الدبلوماسية الجزائرية في سعيها لتحقيق مطلبها الذي رفعته منذ 11 سنة المتعلق بـ"تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية وإخراجه من دائرة الاحتكار المصري".
&
وكانت الجزائر قد قدمت عام 2005 قبل احتضانها القمة العربية في &العام نفسه عن طريق وزير خارجيتها الأسبق عبد العزيز بلخادم إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمشروع لتعديل ميثاق الجامعة يدعو إلى التناوب على منصب الأمين العام للجامعة، بحيث لا يكون من نصيب مصر بصفتها دولة المقر وهو العرف الجاري العمل به&حتى اليوم، لكن تم بعدها سحب هذا المقترح خلال تلك القمة.
&
ورغم تأييدها لضرورة تدوير منصب الأمين العام، إلا أن مسؤولين جزائريين أكدوا في أكثر من مرة عدم &ترشيح الجزائر أي أحد لهذا المنصب، بالنظر للوضع الذي تعيشه اليوم الجامعة العربية.
&
ويقول حسين خلدون "نحن في جبهة التحرير الوطني مع موقف الدولة الجزائرية"، مجددا التأكيد أن إصلاح حال الجامعة العربية اليوم لا يتعلق بجانب شكلي يتعلق بمن يتولى الأمانة العامة، إنما بالوظيفة التي صار يؤديها هذا التكتل العربي بعد أن حاد عن الطريق الذي أسس من اجله.
&
أما هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان فدعا القادة العرب إلى "معالجة المشاكل &الجوهرية العربية وقضاياها المصيرية"، وعدم الانشغال بما أسماه "عمالتهم المفضوحة &للغرب، ولا سيما للولايات المتحدة& على سبيل المثال لا الحصر".
&
ودعا هواري قدور القادة العرب إلى "احترام إرادة الشعوب العربية الرافضة لكل أشكال التبعية والانحياز لمحاور الهيمنة إقليميا ودوليا والمساندة لكل حركات التحرر".
&
التعليقات