نصر المجالي: تستضيف واشنطن اليوم الخميس، وعلى مدى يومين كاملين، فعاليات قمة الأمن النووي، التي دعا إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل رحيله من البيت الأبيض، وسيغيب عن القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويشارك في أعمال الدورة الرابعة لقمة الأمن النووي نحو 52 رئيس دولة، إضافة إلى ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنظمة الشرطة الجنائية والاتحاد الأوروبي.

وتأتي القمة السنوية هذا العام في ظل موجات من التفجيرات الإرهابية التي طالت الكثير من دول العالم، والتي كان آخرها تفجيرات بروكسل، الأمر الذي يضع قادة دول العالم أمام تحديات كبيرة، من أجل استكمال الجهود الدولية لمواجهة ومكافحة الارهاب النووي، الذي بات يشكل ملمحاً جديداً في مسارات العنف والإرهاب.

وستكون مسألة حماية المنشآت النووية في طليعة ما سيُناقش بعد الأخطار التي ظهرت في بلجيكا، حيث تبين أن إرهابيين لجأوا إلى تصوير احدى المحطات النووية وقتلوا أحد حراسها وسرقوا بطاقته الشخصية، ولكن تم إيقاف ذلك.

موقف الكرملين&

وإلى ذلك، أكد الكرملين عدم مشاركة الرئيس فلاديمير بوتين في قمة الأمن النووي. وعلل الناطق بلسان الرئاسة الروسية عدم مشاركة بوتين في قمة واشنطن بأن التحضير لهذه القمة افتقر إلى التعاون مع روسيا.

وقال الناطق الرئاسي، دميتري بيسكوف، للصحافيين، يوم الأربعاء، ردًا على سؤال عن أسباب امتناع قادة روسيا عن المشاركة في قمة واشنطن: نرى أن دراسة المسائل المتعلقة بالأمن النووي تتطلب الجهود المشتركة والأخذ في الاعتبار مصالح ومواقف الطرف الآخر، في حين واجهنا، أثناء التحضير لعقد القمة، نقص في التعاون في دراسة المسائل والمواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة. ولهذا لا يشارك الجانب الروسي في هذه القمة.

وكان البيت الأبيض قال يوم الثلاثاء، إن روسيا "عزلت نفسها وأضاعت فرصة" باختيارها التخلف عن قمة للأمن النووي في واشنطن.

وقال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، للصحافيين: "نعتقد أن روسيا بقرارها عدم المشاركة بوفد على مستوى عالٍ أضاعت فرصة على روسيا في المقام الأول"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تواصلان التعاون ومناقشة القضايا المرتبطة بالأمن النووي.

أسباب المقاطعة&

وتحدثت مصادر إعلامية روسية عن عدم مشاركة بوتين بالقول إن رفض الرئيس الروسي يأتي من فراغ، أو لأسباب شخصية، فـ"الكرملين أكد على أن التحضير لهذه القمة افتقر إلى التعاون مع روسيا".&

وأشارت إلى أن موسكو واجهت أثناء التحضير لعقد القمة نقصًا في التعاون في دراسة القضايا والمواضيع المدرجة على جدول الأعمال، ولهذا لن يشارك الجانب الروسي فيها.

ولكن المصادر عادت إلى القول: "في الحقيقة، روسيا لم تمتنع تمامًا عن المشاركة. فهي تشارك ولكن بوفد على مستوى يتناسب مع قيمة هذه القمة التي تتزامن مع حملة إعلامية استفزازية من جانب الولايات المتحدة، الأمر الذي يعكس شيئًا آخر تمامًا، ألا وهو أن واشنطن تشعر بالقلق من عدم مشاركة موسكو على مستوى رئيس الدولة".&

وختمت قائلة: "أي ببساطة تدرك واشنطن أن عدم مشاركة روسيا كقوة نووية كبرى على مستوى عالٍ يفشل هذه القمة، ويقلل كثيرًا من قيمتها ومن قيمة ما يمكن أن تسفر عنه من نتائج، ستكون في الغالب للفرقعة الإعلامية، وإرسال رسائل مباشرة وغير مباشرة من الإدارة الأميركية لأطراف بعينها".
&