يقال الكثير في زها حديد، فهي عمّرت ولم تبنِ، لأنها وضعت في كل عمارة رفعتها جانبًا من نفسها التواقة إلى الحداثة، من دون قطيعة مع الأصالة.&
لندن:&أبكرت زها حديد الرحيل، لكنها بكل تأكيد تركت في جنبات هذا الكون آثار لا مناص من تذكرها.
فهي عناوين خلودها.
& |
مركز الفنون الحديثة بروما من الداخل |
&
وحدها عاصمتها بغداد لم تنل كفايتها من إبداع زها المشرق، وهي التي طالما تاقت أن تسبغ عليها هيئة من حجر ومعدن وزجاج.
& |
جناح برنهام في شيكاغو 2009 |
&
حديد ابنة بغداد، فيها ترعرعت ودرست حتى مرحلتها الثانوية، لتحصل على إجازة في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1971، ثم تغادر المشرق إلى بريطانيا حيث استقرت وأبدعت.&
& |
مصنع بي إم دبليو بألمانيا 2005 |
&
&
& |
محطة إطفاء الحريق بألمانيا 1994 |
&
عائلتها عريقة في الموصل العراقية، والدها السياسي والاقتصادي العراقي المعروف محمد حديد الذي شغل مناصب وزارية رفيعة بين 1946 و1960، ثم استقال من منصبة ليزاول السياسية مشكلًا الحزب الديمقراطي التقدمي ومصدرًا جريدة "البيان".
& |
زها حديد داخل مركز الفنون الحديثة بروما |
&
&
& |
محطة قطار نوردبارك بالنمسا 2007 |
&
كانت حديد أول امراة تحصل على الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للدراسات المعمارية عن مجمل أعمالها.
&
& |
منصة التزحلق في أنسبروك- النمسا 2002 |
&
&
& |
مركز لندن المائي من الداخل |
&
وهي نالت شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، إذ حصلت على جوائز وأوسمة عدّة خلال مسيرتها المهنية.
&
& |
مركز لندن المائي بلندن 2011 |
&
حصلت في عام 2012 على لقب «سيدة»، أرفع لقب تمنحه ملكة بريطانيا.
&
& |
مركز روزنثال للفن المعاصر في مدينة سينسيناتي بأمريكا 2003 |
&
شاركت حديد في تصميم بعض أشهر الأبنية في العالم: مركز الرياضات المائية حيث جرت دورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن، ودار الأوبرا في كارديف، وجسرًا في سرقسطة في إسبانيا، ومتحفًا في غلاسكو، ودار الأوبرا في غوانزهو ووانجو في الصين.&
&
& |
مركز الفنون الحديثة بروما 2009 |
&
إنها سيرة قصيرة، تستحق حديد أكثر منها وأجزل وأوسع، لأنها زرعت في كل أنحاء الدنيا معالم ظاهرها حديث باطنها عريق مستمد من ذكرياتها العراقية الجميلة.
&
& |
مصنع بي إم دبليو من الداخل |
&
لكن أحدًا لم يحضر موضوعًا تأبينيًا لها، فما ورد في حسابات من يعرفها – هي الحيوية الناشطة - &أنها ستغادر فجأة.
فهل يموت من يبني مدنًا للخيال، قارعت بها جهابذة العمارة في العالم، ليس أقلها "مركز أبحاث الشرق الاوسط" بجامعة اوكسفورد الذي افتتح قبل رحيلها بأسبوعين.
ماتت زها حديد، لكن العمارة العربية، وتحديدًا العراقية، مزهوة بابنتها الراحلة، وستبقى ما دامت العين ترى، واللسان يروي.
&
&
التعليقات