يركز الملك سلمان في القاهرة على التعاون العسكري بين السعودية ومصر، والذي سيساهم في حماية الأمن القومي العربي.
«إيلاف» من القاهرة: لم يكن التعاون بين مصر والسعودية اقتصاديًا أو سياسيًا فقط، بل كان تعاونًا عسكريًا أيضًا، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة عمومًا. وكان من الضروري أن يكون التنسيق والتعاون شاملًا.
تعاون عسكري
تجلى التعاون العسكري المصري - السعودي في الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، التي شاركت فيها قوات مصرية من سلاحي البحرية والجوية. واشتركت قوات مصرية إلى جانب الجيش السعودي في مناورات "رعد الشمال"، وأسهمت السعودية في تمويل صفقات لتسليح الجيش المصري.
مع زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، من المتوقع أن يتم بحث تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، للحفاظ على الأمن القومي العربي. يقول اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع المصري السابق، إن زيارة الملك سلمان إلى مصر تشهد مزيدًا من التعاون العسكري في ما يتعلق بالمنطقة العربية والأمن القومي العربي ومواجهة "الإرهاب".
يضيف لـ«إيلاف» أن الملك سلمان سيركز في هذه الزيارة على التعاون العسكري، الذي سيساهم في حماية الأمن القومي العربي، لافتًا إلى أن سقف التعاون العسكري في اليمن قد لا يرتفع عن مستواه الحالي. واستبعد أي تعاون عسكري في الشأن السوري.
لن تحيي الفكرة
لا تسعى زيارة الملك سلمان إلى مصر لاحياء فكرة القوة العربية المشتركة. ويوضح مساعد وزير الدفاع السابق أن «لهذه الزيارة بعدًا استراتيجيًا في المجالات السياسية والاقتصادية أكثر على المستويين الإقليمي والعربي».
ويلفت إلى أن الزيارة ستركز على التحالف الإسلامي، الذي يهدف إلى مواجهة "الإرهاب"، لاسيما وأن التنظيمات "الإرهابية" تعتبر التهديد الأخطر لكيانات الدول العربية والإسلامية، غير أنه يعتقد أن التعاون بين دول التحالف لن يزيد عن تبادل المعلومات وإجراء المناورات.
يصف اللواء أركان حرب محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب تحرير الكويت، التعاون العسكري بين مصر والسعودية بـ«الأكبر منذ سنوات طويلة»، لافتًا إلى أن زيارة الملك سلمان إلى مصر، تهدف إلى تأكيد الروابط في المجالين العسكري والاستراتيجي بين البلدين.
يضيف بلال لـ «إيلاف» أن السعودية وقفت إلى جانب مصر بقوة منذ 30 حزيران (يونيو) 2013، وحتى الآن، موضحًا أن المملكة قدمت إلى مصر دعمًا سخيًا، ماديًا أو بصورة مواد ومنتجات بترولية أو مشروعات استثمارية، إضافة إلى دعم تسليح الجيش المصري.
تحالف وقوة
تأتي الزيارة في سياق التأكيد العملي على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، لا سيما وأن البعض يروّج لشائعات عن خلاف بين السعودية ومصر في بعض القضايا، وخاصة ما يتعلق بالملف السوري. ويوضح بلال أن الزيارة تسعى إلى تأكيد الرؤية المشتركة بين البلدين، في استراتيجية مكافحة "الإرهاب" في المنطقة، للحفاظ على الاستقرار.
وحول إحياء فكرة «القوة العربية المشتركة» في هذه الزيارة، يشير بلال الى أن السعودية استعاضت عن "القوة العربية المشتركة" بـ"التحالف الإسلامي"، لأنه لا يمكن أن يكون هناك تحالفان لدولة واحدة في منطقة واحدة، وهو ما يجعلها تركز حاليًا على التحالف الإسلامي.
أكبر من الحملات
في المقابل، يقول اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن هناك تعاونًا عسكريًا وثيقًا بين مصر والسعودية، مشيرًا إلى أنهما أكثر دولتين يجمعهما تعاون عسكري في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ككل.
يضيف لـ«إيلاف» أن عدد التدريبات المشتركة بين البلدين، سواء تدريبات بحرية أو جوية أو المشاركة في مناورات «رعد الشمال» و«عاصفة الحزم»، تؤكد أن التعاون العسكري بين البلدين يمضي في طريق الحفاظ على الأمن القومي العربي.
ويعتبر الحلبي الزيارة تأكيدًا على «استمرار التعاون العسكري بين البلدين، كما هي مؤشر إلى مستوى العلاقات الدبلوماسية والعسكرية الرفيع»، موضحًا أن هناك توافقًا عاليًا في الرؤى بين مصر والسعودية.
ويلفت إلى وجود قوى خارجية وداخلية تسعى باستمرار إلى تخريب العلاقات بين السعودية ومصر، إلا أن محاولاتها تفشل دائمًا، ما يثبت للجميع أن الدولتين أكبر من مثل هذه الحملات التي لن تؤثر على العلاقات بينهما.
وجهات نظر
ويرى الحلبي أن لدى مصر والسعودية تطابقاً في وجهات النظر حول «القوة العربية المشتركة»، نافيًا أن تكون المملكة تقف ضدها لمصلحة «التحالف الإسلامي».
يقول إن السعودية لم تعلن توقف القوة العربية المشتركة أو إنها ضدها، كما أيضًا مصر لم تعلن ذلك. ويشير الحلبي إلى أن القوة العربية المشتركة مازالت قائمة، لكن هناك خلافات حولها من بعض الدول العربية الأخرى، وليس من بينها مصر أو السعودية، متوقعًا أن تسهم هذه الزيارة في زيادة ما وصفه بـ«التحالف العسكري بين البلدين».
أخيرًا، نفى وزير الخارجية المصري سامح شكري رسميًا توقف «القوة العربية المشتركة»، لافتًا إلى أن «بروتوكول القوة المشتركة ليس بمتعثر، وهو عمل ضخم، يتطلب المزيد من الدراسة والتشاور المستمرين، ليس فقط بين مصر والسعودية، وإنما بين كل الشركاء اﻵخرين، الذين أعربوا عن تأييدهم ودعمهم لهذه المبادرة، وتقديرهم بأنها تخدم المصلحة العربية ككل».
وأوضح شكري «نسير بخطى متأنية ليكون المخرج النهائي صلبًا، بحيث يفضي إلى تحقيق الهدف، الذي أنشئ من أجله، وهو حماية اﻷمن لهذه المنطقة وتحقيق الاستقرار ومواجهة الإرهاب، وللعلم كل اﻵراء التي طرحت من جانب المملكة في هذا الموضوع كان الغرض منها تعزيز هذه القوة وضمان قوة أدائها».
التعليقات