هذه أول زيارة للملك سلمان إلى مصر

رحبت صحف عربية بزيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى مصر وأهميتها في ظل الاضطرابات تشهدها المنطقة العربية.

علقت بعض الصحف على توقيت الزيارة الأولى من نوعها للملك سلمان إلى مصر، واصفة إياها بـ"التاريخية"، بينما أشار عدد من الكتاب إلى كونها "رسالة قوية إلى كل من راهن على إمكانية تعكير صفو العلاقة" بين البلدين.

من ناحية أخرى، أدانت صحف لبنانية وإيرانية وقف مصر بث قناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله على القمر الصناعي نايل سات تزامناً مع زيارة الملك سلمان، مشيرة إلى أن مصر وقعت تحت "ضغوط سعودية".

" لقاء السحاب"

رحبت جريدة الجمهورية المصرية في افتتاحيتها بزيارة الملك سلمان قائلة: "تدعم زيارة خادم الحرمين الشريفين العلاقات المصرية السعودية وتؤكد استمرار مسيرة التعاون المشترك في مختلف المجالات وتؤدي الي استقرار وأمن وسلام المنطقة لأن القاهرة والرياض صمام أمانها ويملكان مفاتيحها".

وفي السياق ذاته، وصفت صحيفة عكاظ السعودية مصر بأنها "قلب الملك عبدالعزيز وروح الملك سلمان" وأشارت إلى أن الدولتين " يعيشان على طرفي 'مصير' متلاطم، حيث المصير المشترك والمستقبل الأوحد".

من جانبه، أشار أحمد بودستور في جريدة الوطن الكويتية إلى أن "هناك امال كثيرة معقودة على الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الملك سلمان لجمهورية مصر نأمل ان تتحقق وتكون في مستوى التحديات الكثيرة التي تواجه الدول العربية وتفتح عهدا جديدا في العلاقات العربية والأهم هو دعم وضمان الأمن العربي والمحافظة على استقرار المنطقة".

ووصف بودستور الزيارة بأنها " لقاء السحاب" الذي يمثل " صفعة لقوى الإرهاب".

كما كتب أحمد بكير في صحيفة الوفد المصرية أن "زيارة الملك سلمان تأتي بعد لغط إعلامي غطَى على حقيقة العلاقات، وحاول التشويش على الزيارة والتشكيك فيها"، مضيفاً أن الزيارة "تحتاجها مصر والسعودية، لتكوين رؤية مشتركة لإدارة الأزمات التي تواجه المنطقة... المشتعلة بالاضطرابات والمؤامرات". وأضاف أنها "تؤكد أن العلاقات المصرية السعودية علاقات راسخة وعميقة وقديمة، تحكمها ثوابت، ولا تحرِكها أهواء الموتورين".

"رسالة قوية"

أما صحيفة الرياض السعودية فقالت إن المملكة "تبعث من خلال الزيارة... برسالة قوية إلى كل من راهن على أن بإمكانه تعكير صفو العلاقة، من خلال استغلال أي إشارة سياسية في زمن كثر فيه الهرج، وتأويلها باعتبارها مؤشراً على سوء العلاقة". وأضافت الصحيفة أن "شدة الأزمات التي مرت بها المنطقة وتعقيداتها تعطينا إشارة تثبت نظرية صمود العلاقة بين الرياض والقاهرة، اللتين تمضيان دون أن تلتفتا نحو من يحاول أن يقف على جانب الطريق لينفث سمومه".

وعلى نفس المنوال، رأى السيد زهرة في صحيفة أخبار الخليج البحرينية أن هذه الزيارة "تضعَ حدا نهائيا لإشاعات وأقاويل كثيرة ترددت...عن حدوثِ تغير في الدعمِ السعودي لمصر".

وقال زهرة: "جهات كثيرة معروفة وقفت وراءَ ترديدِ هذه الأقاويلِ في وسائلِ الإعلام المختلفة على الرغم من أن علاقاتِ البلدين طوال الفترة الماضية لم تشهد ما يشير إلى خلاف على النحو الذي يصورونه.

لكن هذه الجهات لا تريد خيرًا لا للسعودية ولا لمصر وتريد أن تحول دون أي تحالف عربي من أي نوع".

"ضغوط سعودية"

وصفت جريدة الديار اللبنانية الموالية لحزب الله قرار وقف بث قناة المنار على القمر الصناعي نايل سات بـأنه "استهداف لإعلام المقاومة".

واعتبرت الجريدة وقف البث "قراراً سياسياً جائراً بامتياز" وليس قراراً ادارياً "بل خضوع مصري للضغوط السعودية على حزب الله بسبب مواقف الحزب المبدئية في الصراع العربي - الاسرائيلي وقضايا الشعوب العربية والاسلامية من اليمن إلى العراق إلى ضرب الحركات الإرهابية".

وتبنت جريدة الأخبار اللبنانية الموقف ذاته، حيث قالت إن القرار "صحيح أن ظاهره تقني إجرائي، إلا أن باطنه سياسي يظهر انصياع مصر للمشيئة السعودية، فهو يأتي بعد سلسلة ضغوط تمارسها المملكة على لبنان وتحديداً على 'حزب الله'، على الأرض وفي الفضاء".

من جانبها، قالت صحيفة الوفاق الإيرانية التي تصدر باللغة العربية إن السلطات المصرية "تتعرض لضغوط سعودية مكثفة مبنية على استثمار مكشوف لمتاعب مصر الاقتصادية ولحاجة القاهرة إلى معونة مالية تتحول كالعادة إلى نافذة لضغط سياسي