عقد البرلمان البريطاني أمس الأربعاء 13 نيسان (إبريل) جلسة خاصة لمناقشة التشدد الديني، تحدث فيها خبراء من مختلف الأديان والثقافات والخلفيات،&أدان فيها المجتمعون النظرة التعميمية "الإرهابية" التي يولدها الإعلام تجاه كل مسلم، وجرت الإشادة بألبانيا كنموذج للتعايش بين الأديان.

لندن: تحدث في جلسة البرلمان أولًا "توماس ويلش" رئيس مؤسسة السلام العالمية عن التحديات التي تواجهنا، ومنها المشاكل العالمية، كالحروب وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وكذلك العلاقات بين الأديان والمذاهب والفرق المختلفة، وضرورة الحوار بينها، والتفاعل عن كثب، لحل الإشكاليات قبل أن تتفاقم، وتنتقل إلى الجمهور، كما تحدث عن الخلافات في ما بين أتباع الدين نفسه من الفرق المختلفة والحروب القاسية الظالمة بينها، مما يحمّل القادة المسؤولية الأكبر عن ذلك، فمتى اجتمع الزعماء، وحلّوا مشاكلهم، تحقن الدماء التي تسيل على الأرض بين الأطراف المختلفة.&

صناعة السلام في إيرلندا
ثم تحدث القس فيراندرا شارما، عضو البرلمان الإيرلندي من إيرلندا الشمالية، (التابعة للمملكة المتحدة، حيث الجنوبية باتت دولة مستقلة)، عن الخلافات والنزاعات بين الكاثوليك والبروتستانت، وكلاهما فرعان من المسيحية، وليست ديانات مختلفة أبدًا، وكانت الحرب تمثل "إرهابًا" بكل معنى الكلمة.&

أضاف: بعدما جرّب زعماء الحروب حظوظهم، وكانت الدماء والكوارث، فعجزوا عن صنع السلام، جاؤوا إليه يطلبون تدخله، لأنه لم يعرف عنه المشاركة في الدماء ولا تشجيعها، بل كان رجل السلام ومن أجل السلام، وهكذا كان الإتفاق بين الزعماء.&

شرح أنه كان يستمع إلى الأطراف المختلفة، ويصغي إليهم في أحاديثهم ونظرتهم إلى الآخرين. ثم يعطيهم ملاحظاته العملية، حيث لا بد من إيجاد مشتركات بين الطرفين المسيحيين، وما أكثرها، كان ذلك المشوار طويلًا، ويحتاج صبرًا وعملًا دؤوبًا.&

ألبانيا نموذجًا
أشادت ميموزة حفيظي، عضوة البرلمان الألباني، بالحرية الدينية والإنفتاح الموجود في ألبانيا في تقبل مختلف الأديان، لاسيما المسيحية والإسلام، والتعايش في ما بينها، ونبذ التشدد والتطرف، وتكوين مراكز خاصة للشباب في معالجة التشدد الديني، وظروفه ومعالجة أسبابه، فالعمل على الشباب حثيث وكثيف، وللمرأة دور ممتاز في ذلك وفي صنع السلام في البلد.

دور الإعلام&
أما اللورد البريطاني نظير أحمد، وهو أول عضو مسلم في مجلس اللوردات البريطاني، فقد تحدث عن خطأ الإعلام في تشويه صورة الإسلام والمسلمين والتعميم، لدرجة توهم أن أكثر المسلمين "إرهابيون"، وهو خطأ كبير أدى إلى وجود هوة كبيرة مع المسلمين، وكذلك نشأة فوبيا منهم ومن الإسلام، بينما يؤكد القرآن الكريم أن "لا إكراه في الدين" و"لكم دينكم ولي دين"، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وإن من يقوم بالعمليات ليس شرطًا أن يكون مسلمًا، فالعمليات التي حصلت في إيرلندا كانت بين المسيحيين الكاثوليكيين والبروتستانت.

تابع: كما يتعرض المسلمون لعمليات ضدهم بسبب هذه النظرة الخاطئة تمامًا. وبعض من يقوم بذلك يُتوهم من شكله أنه مسلم، ثم يتبيّن أنه ليس مسلمًا أصلًا، بل شرق أوسطي من ديانات أخرى. أما من كان مسلمًا مرتكبًا لجرائم فليس باسم الإسلام، وبعضهم كان يقوم بجرائم الإغتصاب والسرقة والإدمان، وكل هذه الأمور منهى عنها إسلاميًا.

كيفية التعايش
بدوره، لفت أحمد الذبيان مسؤول المركز الإسلامي في لندن إلى وجود مشكلة حقيقية في النظرة إلى الآخر، وعدم وجود التسامح والتعارف بين الطرفين، "وهذا يتطلب مسؤولية من القيادات الدينية أولًا للتعايش، فإن لم تتعايَش هذه القيادات حقيقة لا مجاملة لا يمكن أن تعكس صورتها على أتباعها. يجب أن نضع أيدينا على المشكلة الحقيقية، ونعترف بها، حتى يمكننا وضع الآليات لعلاجها. أما إنكار وجودها، فلا يؤدي إلا إلى تفاقمها وخطرها".
&