وصل إلى المملكة العربية السعودية تسعة من السجناء اليمنيين، بعد قيام الولايات المتحدة بترحيلهم من مركز الاعتقال الذي تديره في خليج غوانتانامو في كوبا. ومن بين المرحلين، أحد السجناء الذين دخل في إضراب عن الطعام لمدة طويلة. ويقول مسؤولون أمريكيون أنه لا يمكن إرسال السجناء إلى اليمن، لأنه يعد منطقة غير مستقرة، لذا أرسلوا إلى السعودية حيث لهم جميعا أقارب هناك. وأضافوا أن الترحيل جاء بناء على اتفاق دبلوماسي بين واشنطن والرياض وافقت الأخيرة فيه على استقبال السجناء اليمنيين. ويأتي الترحيل قبيل أيام من زيارة مقررة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية بالتزامن مع قمة الدول الخليجية هناك. وتعد المجموعة التي أعلن البنتاغون عن ترحيلها أكبر مجموعة ترحل من معتقل غوانتانامو منذ إعلان أوباما في فبراير/شباط عن خطته لإغلاق منشأة الاعتقال العسكرية هذه. ومن أبرز المرحلين طارق با عودة، المعتقل اليمني البالغ من العمر 37 عاما، الذي تقوم إدراة السجن الأمريكي بإطعامه بالقوة منذ إعلانه الاضراب عن الطعام في 2007. ويتم إعطاء الطعام لبا عودة عن طريق انبوب عبر الأنف، بعد رفضة تناول أي طعام احتجاجا على اعتقاله. ويقول فريق المحاماة الذي يدافع عنه إنه فقد 74 رطلا، أي حوالي نصف وزنه خلال هذه الفترة. ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه كان يتلقى عناية مناسبة. وقال محاميه، عمر فرح، إن الحكومة الأمريكية "تلعب الروليت الروسي" بحياة موكله، وإن هذا الترحيل "ينهي أحد أكثر الفصول ترويعا في تاريخ غوانتانامو القذر". وقد اعتقل الجيش الباكستاني با عودة على الحدود الأفغانية واتهم حينها بتلقي تدريب عسكري على السلاح للقتال في صفوف طالبان. ويُنظر إلى قضية با عودة بوصفها دليلا على مقاومة الكونغرس لجهود أوباما لإغلاق مركز الاعتقال في غوانتانامو، إذ سبق أن صدر قرار بترحيله منذ عام 2009. أما بقية المرحلين فتشمل: عمر عبد الله الحكيمي، عبد الرحمن محمد صالح ناصر،علي يحيى مهدي الريمي، محمد عبد الله محمد الحميري،أحمد يسلم سعيد كومان،عبد الرحمن القعيطي، منصور محمد علي القطاع، ومشهور عبد الله مقبل أحمد الصبري. وبعد هذا الترحيل، يظل في السجن العسكري الأمريكي في غوانتانامو ثمانون سجينا، معظمهم ظل دون محاكمة أو توجيه اتهام قضائي لأكثر من عقد. وثمة 26 نزيلا ممن لا يعدون من النزلاء الخطرين في غوانتانامو على قائمة الترحيل، ويتوقع مسؤولون أمريكيون أن يتم ترحيلهم جميعا قبيل صيف هذا العام. ويسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إغلاق سجن غوانتانامو قبيل مغادرته البيت الأبيض في شهر يناير/كانون الثاني المقبل. وقد أعلن البيت الأبيض خطة تتألف من أربع نقاط لإغلاق المعتقل، قال إنها ستوفر 180 مليون دولار سنويا، بيد أنها تواجه معارضة من نواب جمهوريين بارزين وبعض النواب الديمقراطيين في الكونغرس. ويقع معتقل غوانتانامو في قاعدة بحرية أمريكية تحمل الأسم نفسه في جنوب شرقي كوبا، وكان الرئيس السابق جورج بوش الابن قرر فتحه لاحتجاز الأجانب المتهمين بالإرهاب في أعقاب هجمات سبتمبر/أيلول 2001. ولكن الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان طالما انتقدت من المعتقل الذي دخله 780 نزيلا منذ افتتاحه في عام 2002. وقد احتجز كثير من هؤلاء دون تهم او محاكمات.أكبر مجموعة
معارضة جمهورية
- آخر تحديث :
التعليقات