يعتبر البعض أن الانتخابات البلدية اللبنانيّة تشكل امتحانًا لمدى قوة المصالحة بين التيار العوني والقوات اللبنانية، وهذه الانتخابات ستشكل "بروفا" لمدى قوة العلاقة بين الطرفين في الانتخابات النيابية المقبلة، فهل المصالحة بين الطرفين صبّت في توريث جعجع الشارع المسيحي من عون؟.
بيروت: بعدما إرتكب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المحظور، وانقلب على كل التحالفات، وسحب ترشيحه، ورشّح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، إعتبر البعض أن هذه الخطوة الأولى الجديّة كسرت الموازين السياسيّة في لبنان، وبدّلت التحالفات في داخل فريقي 14 و8 آذار، وذهب البعض إلى الحديث عن توريث سياسي، يعمد إليه عون من حيث لا يدري، من خلال توريث الشارع المسيحي إلى جعجع، وذلك بحسب التحالفات اليوم في الانتخابات البلدية، التي تجعل من جعجع الكاسب الأكبر، وربما وريث عون المستقبلي للكتلة والشارع المسيحي.
تعقيبًا على الموضوع، يرى النائب سليم سلهب (التيار العوني) في حديثه لـ"إيلاف" أن الانتخابات البلدية لا تشكل ميزانًا كافيًا للمقارنة إذا ما كان التحالف العوني القواتي قد نجح أو سقط، خصوصًا أن الانتخابات البلدية تحكمها عوامل أخرى غير سياسية، تدخل على الخط، والعوامل السياسية خصوصًا في البلدات الصغيرة تكون عاملًا غير مؤثر في الكثير من الأحيان، لذلك لا يمكن أن نلمس جديًا خلال الانتخابات البلدية مدى جدية المصالحة بين القوات والتيار العوني.
أما النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن التفاهم بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر كان هدفه وطنيًا إلى أقصى الحدود أكثر مما كان هدفه تعزيز الروابط خلال الانتخابات البلدية في لبنان.
يضيف: "كان هناك تناحر وتنافس في السابق بين القوات اللبنانية والعونيين، فأتى هذا التفاهم بينهما لكي يزيل العقبات، ويوحد وجهات النظر".
الانتخابات النيابية
عن اعتبار البعض أن الانتخابات البلدية ستشكل "بروفا" لمدى قوة العلاقة بين العونيين والقوات في الانتخابات النيابية المقبلة، يرى سلهب أن الأمر صحيح، ومدى صلابة التعاون بينهما سيظهر في الانتخابات النيابية، والأمر يعطي فكرة واضحة خلال الانتخابات النيابية المقبلة إذا ما كان الفريقان قد تخطيا كل الماضي، وبنيا علاقة متينة.
في هذا الخصوص يرى أبو خاطر أن الانتخابات النيابية بالفعل تشكل امتحانًا لمدى قوة العلاقة بين الطرفين، ففي الانتخابات النيابية تلعب السياسة دورها في هذا الخصوص، ونعرف حينها أحجام التحالفات السياسية، فالهدف من التفاهم بين القوات والعونيين كان بناء دولة قوية، فالتشرذم بين الفريقين أدى إلى استباحة الساحة المسيحية من قبل الآخرين، وكانت هناك أزمة في الشراكة الوطنية سابقًا، وما نطالب به اليوم هو الوصول إلى قانون انتخابي عادل يشكّل نواة الحياة السياسية في لبنان، حيث نشهد على مماطلة في مختلف الموضوعات، من خلال إظهار الطائفية والمذهبية في مختلف المسائل التي تطرح.&
توريث جعجع
ولدى سؤاله هل صحيح أن عون يعمد من حيث لا يدري إلى توريث الشارع المسيحي لجعجع، من خلال تحالف جعجع وعون، خلال الانتخابات البلدية المقبلة؟، يجيب سلهب أن هذا الكلام غير صحيح، وهو يتم التداول به لإثارة الشكوك بين القاعدة العونية والقواتية، ونحن كفريقين تخطينا هذا الكلام، وهناك بعض الأدلة تشير إلى أن التعاون متين بين الفريقين.
يقول أبو خاطر في هذا الصدد إن القوات اللبنانية تتميز نوعًا ما عن مواقفها من التيار الوطني الحر، رغم أنها في استحقاقات كثيرة اتفقت القوات مع التيار الوطني الحر، لبناء الدولة، لكن هذا لا يعني أن القوات تريد إلغاء التيار العوني، أو أن ترثه، فكل فريق لديه فكره السياسي، والأعمار بيد الله، فليس مؤكدًا بالتالي أن الانتخابات البلدية ستجعل جعجع وريث عون للشارع المسيحي في لبنان.
لقاء عون جعجع
هل نشهد لقاء مرتقبًا بين عون وجعجع، وما هي أهم البنود المطروحة خلال هذا اللقاء؟، يجيب سلهب أن التنسيق يتم بين الطرفين، رغم عدم اللقاء المستمر بينهما، ولا سبب سياسيًا اليوم كي يلتقي عون وجعجع في المنظور القريب، ولكن التنسيق قائم، ومنذ فترة كان رئيس حزب التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في معراب للقاء جعجع.
يقول أبو خاطر إن اللقاء الأخير، الذي جرى بين عون وجعجع، عرفنا به قبل يوم واحد، ولم يضعنا أحد في جو لقاء مرتقب بين عون وجعجع، لدواعٍ أمنية قد يحصل اللقاء من دون معرفة سابقة من أحد، ولا شك أن التواصل بين الفريقين قائم، حتى لو لم يلتقِ عون بجعجع.
التعليقات