أثار طلاب في إحدى جامعات باريس النخبوية سجالًا حادًا بدعوة زميلاتهم إلى التحجّب لمدة يوم واحد في محاولة "لتبسيط" ممارسة تقسيمية إلى حد بعيد في فرنسا. وفي وقت نأى معهد باريس بنفسه عن المبادرة هاجم بعض الوزراء والكتّاب ما رأوا فيه تهديدًا للقيم العلمانية وتساءلوا: "متى يوم الشريعة؟".

باريس: دعا طلاب في معهد باريس للدراسات السياسية الطالبات إلى المشاركة في "يوم الحجاب" إذا كنّ يعتقدن أن من حق النساء كافة ارتداء الملابس التي يرغبن في ارتدائها، واحترام خيارهن هذا. &

للتوعية والنقاش
تشهد فرنسا تصاعدًا في الإسلاموفوبيا، بعد موجة الاعتداءات "الإرهابية" التي نفذها "جهاديون". وقال الطلاب في صفحتهم على فايسبوك إن النساء اللواتي يتحجّبن "سيخبرن التوصيم الذي تخبره المحجبات في فرنسا".&

وقام نحو 12 طالبًا بتوزيع منشورات في الجامعة، وضعوها على طاولة تغطيها أحجبة ملوّنة، مع لافتة كُتب عليها "لدى فرنسا 99 مشكلة، ولكن الحجاب ليس واحدة منها". ونقلت وكالة فرانس برس عن لاتيتا أحد منظمي يوم الحجاب إن الهدف منه هو "التوعية وفتح نقاش وإعطاء الكلمة للنساء اللواتي كثيرًا ما يكنَّ موضع نقاش في المجال العام، ولكن نادرًا ما يُسمع صوتهن". &

وقالت الطالبة إيمان إنها تحجّبت للمرة الأولى صباح الأربعاء في قطارات الأنفاق، وشعرت بالأنظار تتوجه صوبها. وانتقد منظمو "يوم الحجاب" بشدة في صفحتهم على فايسبوك رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الذي قال في وقت سابق إن الحجاب يُستخدم رمزًا سياسيًا "لاستعباد المرأة". وكانت فرنسا منعت البرقع في الأماكن العامة. وقال فالس إن البعض يستخدم الحجاب لتحدي المجتمع العلماني في البلاد. &

جاءت تصريحات فالس بعد الضجة التي أثارتها وزيرة حقوق المرأة في آذار/مارس، عندما قارنت المحجبات بـ"السود الذين قبلوا العبودية". وأثارت مبادرة معهد باريس للدراسات السياسية، التي لاقت رواجًا واسعًا على تويتر في فرنسا، ردود&فعل متناقضة بين الترحيب والغضب. &

"يوم الحجاب" في أحد المعاهد الفرنسية يثير جدلًا

وزير: نساؤنا مرئيات
فأعرب وزير الزراعة السابق برونو لو ماير، الذي يعمل أستاذًا في المعهد، ويتنافس على الفوز بترشيح حزب الجمهوريين الفرنسي للانتخابات الرئاسية، عن معارضته، قائلًا في تغريدة على تويتر: "في فرنسا النساء مرئيات. كلا للتبشير". &

وانتقد الجناح الطلابي للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة المبادرة على فايسبوك قائلًا إنها تأتي "من طبقة باريسية وسطى، فقدت الصلة بالواقع الاجتماعي". &أضاف "إن المبادرة تثير الغثيان، بصفة خاصة في وقت تناضل النساء في سائر أنحاء العالم من أجل كسر قيودهن. ففي إيران مثلًا يُرشّ الحمض الحارق على وجوههن إذا لم يتحجبن".

ليفي: متى يوم الشريعة؟
وغرّد الفيلسوف والكاتب برنار هنري ليفي قائلًا: "يوم الحجاب في معهد باريس. متى يكون هناك يوم الشريعة؟". لكن منظمة بوليتيك إيل النسوية وقفت إلى جانب المبادرة، معلنة أن المرأة تُنتَقد أيًا يكن ما تلبسه، سواء أكان تنورة قصيرة أو حجابًا. أضافت أن الحركة النسوية يجب أن تبقى حركة شاملة في الدفاع عن سائر النساء بصرف النظر عن الدين أو الأصل أو الطبقة الاجتماعية.&

ونأى معهد باريس للدراسات السياسية بنفسه عن المبادرة في بيان على تويتر، قال فيه إن تنظيم يوم الحجاب داخل الحرم الجامعي يجب ألا يُفهم على أنه تأييد من الجامعة.&
&