يُعد ارتداء الحجاب مطلبا قانونيا يجب على المرأة تنفيذه في إيران، لكن حملة مثيرة للجدل انطلقت على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دعت السائحات إلى زيارة البلاد ونشر صورهن أثناء خلع الحجاب. وأطلقت الحملة حركة "My Stealthy Freedom" التي ليس غريبا عليها اللجوء إلى تلك الطريقة في الترويج لقضاياها. فمنذ حوالي عامين، تحدثت بي بي سي ترندينغ عن بدء الحركة ومنذ ذلك الحين نشرت الحملة عشرات الصور لنساء إيرانيات خرجن إلى أماكن عامة بدون الحجاب معرضين أنفسهن للسجن. أما الدعوة الجديدة، فجاءت استجابة لما أقدمت عليه مجموعة من النساء العاملات في الخطوط الجوية الفرنسية عندما طالبن بالحق في رفض العمل على متن الرحلات المتجهة إلى طهران. وكانت مجموعة من العاملات على الخطوط الفرنسية قد طالبن بأن يكون لهن الخيار في قبول أو رفض العمل على الرحلات المتجهة إلى إيران اعتبارا من أبريل/ نيسان الجاري بسبب إصدار تعليمة داخلية في الشركة تطالب المضيفات بارتداء الحجاب أثناء وجودهن في إيران. وتنطلق أولى رحلات الخطوط الجوية الفرنسية إلى إيران في 17 إبريل/ نيسان الجاري بعد انقطاع دام ثماني سنوات. وانتصرت مضيفات الخطوط الجوية الفرنسية في معركتهن بعدما أعلنت الشركة يوم الاثنين الماضي أنها ستسمح لهن بالعمل في رحلات بديلة إذا رفضن السفر إلى إيران. ودعت حركة "My Stealthy Freedom" الأجنبيات اللاتي يزرن إيران إلى خلع أغطية الرأس والتقاط الصور ذلك ونشرها على صفحة الحركة، وهو ما لاقى استجابة من عدد كبير من السائحات الموجودات في إيران. وأعاد عشرات الآلاف نشر تلك الصور على مواقع الإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي. ونشرت النساء المشاركات في الحملة رسائل إلى جانب صورهن تتضمن دعما للنساء في إيران. وجاء في إحدى الرسائل: "تحاول الحكومة تحقيركن باسم الدين! وتحاول أن تبقيكن صامتات، لكن هناك الكثير لتروينه". وقالت رسالة أخرى: "من المثير للشفقة أن الحجاب لا يفرض فقط على النساء الإيرانيات بل على السائحات أيضا. أشعر بالضيق، إذ لا أستطيع التعبير عن حقيقة ما بداخلي". ونشرت إحدى المشاركات في الحملة صورة لنفسها تحمل تعليقا يقول: "إيران جميلة والإيرانيون رائعون. وهناك قدر كبير من كرم الضيافة والرغبة المتقدة في الحرية والسلام. لكن الحجاب الإجباري يولد شعورا مرعبا بالعبودية. إنه يمنعني من أكون نفسي، وهو الأمر المروع. بالنسبة لي، سوف أقضي هنا 22 يوما من حياتي، لكن بالنسبة لكم، سوف ترتدونه دائما". وأكدت ماسيه ألينجاد، مؤسسة حركة "My Stealthy Freedom"، أن جميع النساء اللاتي شاركن في الحملة غادرن إيران. وقالت ماسيه لبي بي سي تريندينغ إن دعوتها الأخيرة جاءت بعد موقف مضيفات الخطوط الجوية الفرنسية اللاتي أثبتن أن القضية لا تقتصر فقط على نساء إيران. وأضافت: "عندما تعرضت نساء من خارج إيران لنفس مشكلة الحجاب في الجمهورية الإسلامية، أصبح مما لا شك فيه أنها قضية دولية. وأعتقد أن النساء اللاتي لا يرضين عن ارتداء الحجاب لابد أن يتكاتفن وأن يثرن هذا الأمر". وفي أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت بي بي سي ترندينغ تقريرا عن حملة لاقت انتشارا واسع النطاق على نفس الصفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تضمنت دعم الأزواج في إيران لزوجاتهم في مقاومة الحجاب الإجباري. ونشر الكثير من الرجال رسائل دعم تقول أنهم يشعرون بالعار لأنهم يتمتعون بحقوق أكثر من زوجاتهم.
- آخر تحديث :
التعليقات