تم الكشف عن وثيقة حكومية كادت أن تحرم الملكة البريطانية من الوصول إلى العرش، وذلك عبر مقترحات لإجراء تغيير جذري في خط التوريث.
لندن:&الملكة اليزابيث الثانية، التي تحتفل بعيد ميلاها التسعين في 21 نيسان (ابريل)، هي الأطول عهدًا بين ملوك بريطانيا وملكاتها، ولكن مؤامرة نُسجت خيوطها في اروقة الحكومة كادت تحرمها من العرش، بحيث كُشفت وثيقة حكومية، أُعدت قبل تنازل الملك ادوارد السابع عن العرش، تتضمن مقترحات تدعو الى اجراء تغيير جذري في خط توريث العرش. &
وتقترح الوثيقة المكتوبة بخط اليد، والتي كشفت عنها صحيفة التايمز، تنصيب الملكة ماري، والدة ادوارد وأخيه الأصغر البرت، وصية على العرش. واستمرار ماري في الجلوس على العرش الى ان يصبح الأمير جورج، عم الملكة اليزابيث، ملكًا في وقت لاحق.&
وكانت الوثيقة، التي كتبها السير موريس غواير، المستشار الأول للشؤون البرلمانية، موجهة الى السير هورايس ولسن، مستشار رئيس الوزراء ستانلي بولدوين.
ترحيبٌ حار
وتشير الوثيقة الى ان تتويج البرت والد اليزابيث، قد لا يلقى ترحيبًا حارًا من البريطانيين، في حين ان تنصيب الملكة ماري وصية سيرمم بعض ما اصاب سمعة الملكية من ضرر بعد فضيحة الملك ادوارد وعلاقته بالمطلقة الاميركية واليس سمبسون، التي تنازل عن العرش للزواج منها.
وتكشف الرسالة المستلة من الأرشيف الوطني البريطاني قول مستشار رئيس الوزراء إن كاتبها غواير قدّم "اقتراحًا مثيرًا للاهتمام ومفعما بالأمل، بحيث اني أُحيلها اليكم على الفور، وهو دعوة الملكة ماري لتكون وصية على العرش". &
وأوضح المستشار غوير في رسالته ان الصعوبة في توريث البرت، دوق يورك، تكمن في ان "شريحة واسعة من الشعب لا&تزال تفضل الملك الحالي وتنظر الى أخيه على انه متطفل. وان تنصيب الملكة ماري وصية على العرش سيعيد سمعة الملكية"، واضاف: "ان دوق يورك (والد اليزابيث) لا يستطيع ان يعترض، وان رعايا الملك كلهم سيفرحون برؤية الملكة ماري تواصل مهامها من جديد".&
متشنّج للغاية
وكان كثيرون وقتذاك يعتقدون أن البرت لا يصلح ان يكون ملكًا، بينهم السير ستانلي هيويت، طبيب الملك جورج الخامس، الذي قال عنه: "إنه الأسوأ بين الأبناء الأربعة ... وهو رصين وموثوق، لكنه ممل".&
وأُثيرت مخاوف من ألا يكون البرت قادرًا على قيادة البلد. فإلى جانب طبعه الحاد، لاحظ تقرير اعده مدير الخدمات الطبية في سلاح الجو الملكي جيمس بيرلي، أن البرت "متشنج للغاية"، بحيث لا يستطيع الطيران بمفرده. كما انه كان يعاني من تأتأة عصبية في الكلام، صوَّرها الممثل كولن فيرث في فيلم "خطاب الملك". &
وكان البديل عن البرت، برأي البعض في اروقة الحكومة، الأمير جورج، دوق كينت. وقالت صحيفة التايمز إن ديرموت موراه، كاتب خطابات الملك، أكد ان التفكير كان يتجه نحو تنصيب عم الملكة الحالية، باتفاق بين افراد العائلة المالكة، لأنه الوحيد بين اخوة الملك المتنازل عن العرش الذي لديه ابن يصبح أمير ويلز، أي ولي العهد، "وبذلك تفادي القاء عبء ثقيل كهذا على كاهل امرأة".&
في النهاية كان البرت مَنْ اعتلى العرش ليصبح الملك جورج السادس مُمهدًا طريق وراثته على العرش لابنته اليزابيث، والتي توّجت ملكة بريطانيا في عام 1952. &
&
التعليقات