نيويورك: جددت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها القوي بالتصدي الفاعل لمشكلة المخدرات العالمية مؤكدة نجاحها في خفض معدل المتعاطين داخل أراضيها إلى درجات قياسية.

جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به العقيد سعيد عبدالله السويدي مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية أمس أمام الدورة الاستثنائية الثلاثين للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مشكلة المخدرات العالمية.

وقال السويدي: "سنوات قليلة تفصلنا عن نهاية الفترة المحددة لتحقيق أهداف وغايات الإعلان السياسي لمواجهة مشكلة المخدرات العالمية، وما زلنا حتى الآن نلحظ تفاقم المشكلة واتساع تأثيرها الضار على صحة الانسان ورفاهيته"، مؤكدا أهمية الدعوة الى عقد هذه الجلسة الاستثنائية لتقويم ومراجعة استراتيجيات وسياسات المكافحة القائمة.

ونوه بان اجتماع الدورة الاستثنائية الثلاثين للجمعية العامة بشأن مشكلة المخدرات العالمية يؤكد الالتزام الدولي المشترك بالتصدي لمشكلة المخدرات العالمية ومواجهتها على نحو فعال.

وتطرق السويدي الى جهود المكافحة النشطة التي تبذلها حكومة الامارات في هذا الشأن، وقال: "لقد تبنت دولة الامارات العديد من البرامج الوطنية للوقاية من المخدرات، ما أسهم في خفض معدل المتعاطين للمرة الأولى بنسبة 7% في عام 2014 و8% في عام 2015".

وأشار إلى جهود المكافحة الميدانية التي ضاعفتها الدولة، وأسفرت عن تحقيق ارتفاع ملحوظ بمعدلات ضبط تجار ومروجي المخدرات بنسبة 9% في عام 2014 و 15% في عام 2015.

وفي ما يتعلق بمسألة حقوق الانسان والأطفال والنساء في إطار جهود المكافحة، تطرق السويدي إلى مسألة اختيار دولة الامارات بالاجماع عام 2015 لتترأس القوة العالمية الافتراضية لحماية الاطفال من مخاطر الانترنت، والذي يعد تعبيرا واعترافا بفاعلية جهود وكفاءة الشرطة الإماراتية وتوجهاتها الحضارية والانسانية والمهنية، لتأمين الحياة الآمنة للأطفال.

وألقى الضوء على قرار تعيين الدولة لشابة لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها في منصب وزيرة دولة لشؤون الشباب لتكون بذلك أصغر وزيرة في العالم تعنى بالنظر في تطلعات وآراء وقضايا الشباب بغية إشراكهم في عملية صنع القرار. ولفت إلى أن استحداث الدولة لوزارة السعادة إنما جاء مواءمة لسياسات الوزارات الأخرى مع مبادئ حقوق الانسان وضمان صحته وأمنه ورفاهيته.

تناول السويدي العمل "الارهابي" الذي أصاب أفغانستان اخيرا، وتسبب بخسائر بشرية ومادية فادحة، مؤكدا أن "الارهابيين" يقتلون الأبرياء من دون تمييز بين طفل وكبير ويسلبون الحق في الحياة بدم بارد، ذلك في وقت لا يزال يطالب فيه البعض بمنح المجرمين و"الإرهابيين" الحق في الحياة.

وقال: "لدينا في الامارات وزارة للتسامح، تفرض علينا كإماراتيين احترام ثقافة الآخر وديانته وعقيدته، فضلا عن التحاور والاستماع اليه وتدارس أفكاره سواء كانت تدعو الى إباحة تعاطي المخدرات أو إلغاء عقوبة الإعدام أو أي مقترح آخر".. وطالب في المقابل الطرف الآخر باحترام ثقافة وديانة شعب الإمارات والاستماع الى أفكاره في إطار الاحترام المتبادل.

وتمنى العقيد سعيد السويدي لجميع الدول مهما كانت توجهاتها وسياساتها في مكافحة المخدرات التوفيق في الحد من هذه المشكلة وتصدير تجاربها الناجحة في هذا المجال.