أثار حادث مقتل شاب مصري حرقًا في بريطانيا الكثير من الغضب في مصر، على المستويين الرسمي والشعبي، وحصلت "إيلاف" على معلومات جديدة تشير إلى احتمالية تعرض الشاب شريف حبيب ميخائيل إلى الضرب الشديد قبل إحراقه والعثور عليه في الرمق الأخير، فيما تقدم 60 نائباً في البرلمان المصري ببيان عاجل حول الحادث.

القاهرة: تصاعدت ردود الفعل على مقتل الشاب المصري شريف عادل حبيب ميخائيل في العاصمة البريطانية لندن، لاسيما أنه عثر عليه محروقاً في كراج للسيارات، وهو&لا يزال في الرمق الأخير، وقد مات في الطريق إلى المستشفى. وقال فؤاد ميخائيل، عم الشاب القتيل لـ"إيلاف"، إن "شريف" ربما تعرض للضرب والتعذيب قبل الحرق، مشيراً إلى أن عاملاً في الكراج أخبر والده أن الجثمان ظهرت عليه علامات الضرب والتعذيب، ولفت إلى أن هذه الإفادة تفتح الباب أمام احتمالية تعرض ابن أخيه للقتل عمدًا، لكنه رفض القول بأن القتل بدافع سياسي.

وأوضح أن شقيقه لا يشتغل بالسياسة ولا يهتم بها، ويقيم في لندن منذ أكثر من 40 عاماً، ونفى أن تكون للشاب القتيل أية ميول سياسية، لافتاً إلى أن الأسرة تنتظر التحقيقات لمعرفة الدوافع وراء الحادث والجناة المتورطين فيه، ولفت إلى أن شقيقه يمتلك مطعماً في العاصمة البريطانية لندن، ويحضر إلى مصر سنوياً لزيارة الأسرة، مشيراً إلى أن "شريف" ابن شقيقه يحمل الجنسية البريطانية.

الصديق الأقرب

ونقلت صحيفة "إيفننج استاندرد"، عن رانيا شقيقة شريف الصغرى، قولها: "إن شريف كان يتمنى الالتحاق بالجيش المصري"، مشيرة إلى أنه درس هندسة الميكانيك. وأضافت أن الجراج الذي عثر على جثمان شقيقها محترقاً فيه يقع بالقرب من محل إقامة شقيقها.

وأشارت إلى أن "شريف كان يجهز نفسه للالتحاق بأكاديمية عسكرية، لدراسة العلوم العسكرية، تمهيداً للالتحاق بالجيش المصري، لافتة إلى أنه "كان يمارس فنون القتال المختلفة"، واضافت: "هو صاحب قلب نظيف، ويقدم الآخرين على نفسه"، بينما وصفه صديقه البريطاني أنتوني كان وولز بأنه "كان ألطف من عرفتهم بحياتي، وكان الصديق الأقرب إلى قلبي".

وتصاعدت حالة الغضب في مصر بسبب مقتل الشاب، ووصل صداها إلى البرلمان، وأعلن 60 نائباً أنهم تقدموا بطلب عاجل إلى رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، لعقد جلسة طارئة لمناقشة القضية، ومعرفة الاجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية.

وقدم النائب عبد الرحيم علي بيانًا عاجلاً إلى رئيس الحكومة، المهندس شريف إسماعيل، ووزيري "الخارجية"، و"الهجرة وشؤون المصريين بالخارج"، واتهم فيه "أجهزة الأمن البريطانية (سكوتلاند يارد) بالفشل في العثور على قاتل الشاب المصري".

وطالب في بيانه العاجل الحكومة بـ"تسخير كل طاقاتها للحصول على إجابات واضحة وشفافة من الحكومة البريطانية، والمطالبة بالمشاركة مع جهات التحقيق في لندن للوقوف على جميع الحقائق والملابسات الخاصة بهذه الجريمة"، داعيًا الحكومة المصرية إلى أن "تثبت للرأي العام المصري أن هذه القضية لها أولوية قصوى لديها، وأنه لن يهدأ لها بال حتى تتضح الحقائق".

منظور انساني&

وقال النائب صلاح حسب الله، عضو إئتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية في البرلمان، لـ"إيلاف"، إن الهدف من تقديم الطلب هو إطلاع مجلس النواب على الاجراءات التي سوف تتخذها الحكومة لحفظ حق الشاب القتيل، وتقديم الجناة إلى محاكمة عاجلة، مشيراً إلى أن النواب طالبوا بحضور وزيري "الخارجية" و"شؤون المصريين بالخارج".

بينما قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزارة سهلت لأسرة ميخائيل الحصول على تأشيرة دخول عاجلة لبريطانيا، وأكدت ضرورة التعامل مع الأمر من منظور إنساني. ولفت إلى أن ناصر كامل، سفير مصر في لندن، يتابع سير التحقيقات لحظة بلحظة، وأنه اتصل بالخارجية البريطانية لكشف غموض الحادث.

وكانت الشرطة البريطانية، أعلنت يوم الإثنين الماضي، أن "حريقاً مميتاً اندلع بالقرب من أيلنج بغرب العاصمة"، &مشيرة إلى "استدعاء الشرطة الساعة الواحدة يوم الاثنين بعد تلقي تقارير عن اندلاع حريق في مبنى سكني في كرانليج جاردينز بمنطقة ساوث هول".

وأضافت الشرطة البريطانية: "توجهت الشرطة وسيارات الحريق والإسعاف إلى المكان، حيث جرى العثور على شاب يدعى شريف عادل حبيب ميخائيل، (21 عامًا) مصابًا بحروق تم نقله إلى أحد الإخصائيين في مستشفى في منطقة ساسكس، حيث جرى إعلان وفاته هناك".
&