بينما بدأت الرئاسات العراقية اجتماعًا مع القادة السياسيين اليوم، فقد هاجم التحالف الشيعي الحاكم تظاهرات التيار الصدري واقتحامها للمنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، معتبرًا أنها هدم لمؤسسات الدولة، بينما توعد العبادي بملاحقة المعتدين على النواب، ووجّه بفتح منافذ العاصمة.. فيما اعتبر النجيفي الإخفاق الحكومي والبرلماني وراء الاضطراب الذي تشهده البلاد. &

بغداد: في وقت تجددت التظاهرات وسط بغداد، وبدأت الرئاسات الثلاث وقادة الكتل اجتماعًا في القصر الرئاسي اليوم تلبية لدعوة الرئيس فؤاد معصوم، فقد بحث التحالف الشيعي والتيار الصدري بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر احد مكوناته الرئيسية خلال اجتماع طارئ في مكتب رئيسه إبراهيم الجعفريّ، حيث تدارس قادة التحالف&&"التطوُّر الخطير بقيام مجاميع من المتظاهرين باقتحام مجلس النواب والاعتداء على بعض النواب، ومن ثم التجمُّع في ساحة الاحتفالات في المنطقة الخضراء"، كما قال التحالف&في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الاحد، من دون الاشارة الى المشاركين في الاجتماع.

واشار التحالف الى انه أوَّل من استجاب لدعوة المرجعيّة العليا للإصلاح، ومُحارَبة الفساد، وتوفير الخدمات الأساسيَّة للمواطنين في الوقت الذي حشد كلَّ إمكاناته لتلبية دعوة "الجهاد" الكفائيِّ لمُحارَبة "الإرهابيِّين التكفيريِّين"، ولكنه في الوقت نفسه يدعو الشعب العراقيَّ إلى أن لا تكون هذه الدعوات إلى الإصلاح والتصدِّي سبيلاً لهدم مُؤسَّسات الدولة، أو تعطيلها، والتجاوز على الآليّات الدستوريّة لإجراء التغيير والإصلاح.

واهاب التحالف القيادات الامنية والحشد الشعبي وجميع العراقيين بالوقوف "صفاً واحداً في مُواجَهة هذه التحدِّيات الخطيرة، التي باتت تهدِّد أمن الوطن وحياة المُواطنين، وأن تتوحَّد كلُّ الطاقات لمُحارَبة "الإرهابيِّين التكفيريِّين"، وتنفيذ الإصلاحات الحقيقيَّة الجذريّة في أسرع وقت مُمكِن". ودعا المتظاهرين إلى أخذ الحيطة والحذر من المُندسِّين الذين لا يُريدون الخير للعراق من أنَّ يستغلوا الوضع الحاليَّ، فيقومون بتخريب ممتلكات الدولة... معتبرًا تعريض هيبة الدولة، والتوهين بمُؤسَّساتها، وممتلكاتها من المحذورات القانونيّة، وأنَّ التجاوز على مجلس النواب، وأعضائه، والموظفين في الدولة مُخالفة واضحة للقانون.

واشار الى أن التحلي بالوعي لمخططات أعداء العراق يقتضي الحفاظ على هيبة مُؤسَّسات الدولة الدستوريّة".. مشددًا على المتظاهرين& بضرورة "إغلاق الطريق في وجه المُتربِّصين ببلدنا ممّن يُريدون بكم السوء، ويدفعون باتجاه تشتيت مطالبكم الحقة، وتشويه صورة تظاهرتكم الوطنيّة الرامية الى الإصلاح".

وكان الآلاف من أنصار مقتدى الصدر قد اقتحموا السبت مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء للمطالبة بحكومة جديدة، وذلك بعد تأجيل اجتماع للبرلمان للتصويت على مجلس وزاري جديد. ودعا الصدر إلى تنظيم احتجاجات للضغط على البرلمان ليوافق على مجلس الوزراء الجديد، وهو عنصر مهم في برنامج الإصلاح، الذي يتبناه رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث يدعم الصدر العبادي لتشكيل حكومة تكنوقراط، فيما ترفض أحزاب قوية داخل البرلمان الموافقة على وزراء التكنوقراط وتريد وزراء من كتلها. &
&
العبادي يوعز بمعاقبة متظاهرين اعتدوا على نواب وعناصر الامن&
من جهته، اوعز القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي لوزير الداخلية محمد سالم الغبان بملاحقة العناصر التي اعتدت على القوات الامنية والمواطنين واعضاء مجلس النواب.&

واكد العبادي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف"، على ضرورة &ملاحقة عناصر المتظاهرين الذين قاموا امس "بتخريب الممتلكات العامة واحالتهم على القضاء لينالوا جزاءهم العادل".

كما وجّه العبادي بفتح منافذ بغداد بعد اغلاقها امس، واعلان حال الطوارئ في العاصمة، وتشديد الاجراءات الامنية على المؤسسات والمراكز المهمة منها، حيث احاطت القوات بالبنك المركزي وحي المصارف.

وقد دعت وزارة الداخلية العراقية بدورها الى الابلاغ عن كل تحرك مشبوه يستهدف الامن أو الاموال العامة في البلاد. وقالت في بيان "نلفت اهتمام المواطنين الاعزاء الى أن الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية تبذل جهودًا عظيمة لتأمين زيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام والمحافظة على امن الطرق والمحال في بغداد الحبيبة، وتدعوهم الى التعاون التام مع جميع المؤسسات الامنية والخدمية لتفويت الفرصة على الارهابيين وعصابات الجريمة والعابثين بأمن البلاد والمتربصين بالامن والسلم الاجتماعي".

ودعت الوزارة الى الابلاغ عن كل تحرك مشبوه يستهدف أمنهم واموالهم والاموال العامة من خلال الاتصال المباشر بالمفارز المنتشرة أو عبر الخطوط الساخنة.

النجيفي يعتبر الاخفاق الحكومي والبرلماني وراء الاضطراب الذي يشهده العراق
واعتبر رئيس ائتلاف "متحدون" للاصلاح نائب رئيس الجمهورية السابق أسامة النجيفي الاخفاق الحكومي والفشل في تحقيق انجاز حقيقي للشعب والتردد في اتخاذ القرارات والتجاوز على الدستور والقوانين والأنظمة وغياب الرؤية الاستراتيجية القادرة على وعي المشكلات ومعالجتها هي سبب فقدان الثقة بقدرة الحكومة على النهوض بمسؤولياتها الدستورية.

واضاف النجيفي في بيان صحافي اليوم تعقيبًا على التطورات السياسية في البلاد، أن كل تلك الاسباب انعكست على إخفاق البرلمان في اقناع الشعب أنه القادر على تجاوز مصالح الكتل والأحزاب لصالح برنامج وطني عام، ما أدى إلى انتقال التظاهرات والاعتصامات المشروعة دستوريًا إلى مرحلة اقتحام المنطقة الخضراء ودخول مبنى مجلس النواب والعبث بمحتوياته وتهديد بعض أعضائه، وهو فعل يتجاوز المشروعية، ليصب في اتجاه المساس بهيبة الدولة وتعريض الأمن العام إلى مخاطر جدية.

ورأى ائتلاف "متحدون" أن المسؤولية الحقيقية وواجب المواطنة يقتضيان الابتعاد عن محاولة ايجاد الأعذار والمسوغات للأداء السيئ، الذي امتازت به المرحلة الماضية ومحاولة إلقاء التهم على الآخرين والدفاع غير المبرر الذي يخفي رغبة التمسك بالسلطة. واشار الى أن رئيس الوزراء يتحمل المسؤولية وعليه أن يكون واضحًا وصريحًا في طرح تشكيلته الوزارية ومشروعه الحكومي ومصير الاتفاقات السابقة والسقف الزمني لتنفيذها والعمل على تحقيق شراكة من شأنها تقوية الجهد ضد "الإرهاب" والفساد.

وشدد النجيفي على أن المرحلة تتطلب القدرة على اتخاذ قرارات شجاعة واضحة، عمادها مصلحة الوطن والمواطن، "أما التردد والبحث عن مكتسبات على حساب الشركاء، فإنه لن يقود إلا إلى مزيد من التمزق والانهيار".. مؤكدًا ان ائتلاف "متحدون" للاصلاح موقفه ثابت أنه مع الاصلاح مع اجراءات واضحة مقنعة وقوانين عادلة، داعيًا الجميع إلى الحذر من استخدام لافتة الاصلاح في أمور بعيدة عن الاصلاح الحقيقي.. وطالب باحترام الدولة ومؤسساتها، وعدم التجاوز بأي شكل من الأشكال على المواطنين أو الممتلكات العامة والخاصة.

وكان الآلاف من المتظاهرين المحتجين اقتحموا بوابات المنطقة الخضراء امس السبت، ودخلوا الى مبنى مجلس النواب ورددوا هتافات ضد اعضائه، ما نتجت منه عمليات تدمير لأثاث وأجهزة البرلمان.

كما عبر حزب الفضيلة الاسلامي عن ادانته لإعتداء متظاهرين للقيادي فيه عمار طعمة الحميداوي.. مسجلاً تحفظه الشديد على عجز الجهات المعنية عن التعامل مع الموقف بما يتطلبه من حكمة تمنع تعرض المتظاهرين للأذى وتحفظ في الوقت نفسه ارواح النواب والعاملين في مجلس النواب. وأبدى في بيان استغرابه من "تواري القوات الامنية عن واجهة الاحداث تاركة الاوضاع عرضة للفوضى، ولا نجد تفسيرًا لحالة الصمت واللامبالاة التي تبديها البعثات وممثليات المجتمع الدولي والفواصل الداخلية والخارجية ازاء السقوط المروع الذي تعرضت له الديمقراطية في العراق".

ودعا الحزب جميع القوى الوطنية الى "استنفار الوعي وشحذ الهمة والتكاتف لمواجهة المخططات التي تستهدف التأسيس لدكتاتورية فرض الارادات والابتزاز السياسي وتعيد عقارب الساعة الى الوراء".

وكان المتظاهرون اقتحموا مبنى البرلمان اثر اعلان زعيم التيار مقتدى الصدر الاعتكاف لمدة شهرين رفضًا لمبدأ المحاصصة في تشكيل الوزارة الجديدة، حيث تعرّض عدد من النواب، بينهم النائب الثاني لرئيس البرلمان ارام الشيخ محمد ورئيس كتلة الفضيلة عمار طعمة للضرب، اضافة الى موظفين مدنيين واعلاميين وعسكريين من المكلفين بحماية المبنى على يد المتظاهرين.
&