الرياض: تشهد العاصمة السعودية الرياض غدا الاحد ورشة عمل مكثفة، تتناول كيفية التعامل الأمثل مع المساجد التاريخية في السعودية، حيث سيناقش مختصون في الهيئة العامة للسياحة و وزارة الشؤون الإسلامية محاور التعاون في هذا الإطار، ويحاولون الإجابة عن عدة أسئلة تتعلق بإجراءات التعامل مع المساجد التاريخية في جميع مناطق السعودية ، بحسب بيان رسمي صادر عن هيئة السياحة. 

ويشهد وضع المساجد التاريخية منذ سنوات تباينا في الآراء بين باحثين حول تاريخية بعض المساجد، فضلا عن نقاش ديني حول شرعية زيارتها، حيث يرى شرعيون انه لا يجوز قصدها للعبادة. ورغم ذلك، لا تزال بعض المساجد التاريخية لا سيّما الواقعة بالقرب من المشاعر المقدسة مواقع مهمة للمعتمرين والحجاج الذين يزرون السعودية حيث أصبحت أمراً ضرورياً لا تخلو من الزيارة، والاكتظاظ عندها.

خمسة محاور

وبحسب مستشار نائب وزير الشؤون الإسلامية الدكتور حمد العليان ، فان الورشة ستتطرق الى خمسة محاور وهي متى يعتبر المسجد تاريخياً، والثاني ماذا تريد الوزارة من الهيئة؟ وماذا تريد الهيئة من الوزارة، الثالث كيف يكون تعامل كل جهة مع المسجد التاريخي من نظرة الجهة الأخرى، والرابع العقبات الشرعية والنظامية التي تعوق العناية بالمساجد التاريخية وسبل علاجها، والخامس الإجراءات المطلوبة لترميم مسجد تاريخي.

وفي حديث لـ "ايلاف" قال دكتور محسن القرني، مستشار مركز التراث العمراني بهيئة للسياحة، المشرف على برنامج المساجد التاريخية ، إن الورشة تأتي بهدف التوعية بأهمية المساجد التاريخية والعمل على تضافر الجهود في العمل التكاملي بين الجهات ذات العلاقة ، مشيرا ان وزارة الشؤون الاسلامية هي الجهة المسؤولة عن المساجد والعناية بها، وان دور هيئة السياحة هو دعم الوزارة من الناحية الفنية.

خطة عمل

وقال القرني، انه تم اقرار خطة عمل لبرنامج المساجد التاريخية و سيتم توقيعها على هامش فعاليات الورشة، مبينا ان برنامج المساجد التاريخية و بالتنسيق مع وزارة الشئون الإسلامية قام حتى الان بحصر أكثر من (850 ) مسجداً تاريخيا في مناطق المملكة المختلفة ، واضاف: "ليس المقصود بمسجد تاريخي بانه من بنى ايام الرسول، بل جميع المساجد المبنية في عهد الخلافات المتعاقبة حتى عهد الدولة السعودية".

وحول اشكالية تحول بعض المساجد الى مزارات، اوضح القرني ان هيئة السياحة تعمل وبمساعدة الجهات الخيرية و فاعلي الخير على ترميم المساجد التاريخية وفق مواصفات ومعاير تتلاءم مع قيمة المسجد ونوعية المواد المستخدمة والهوية العمرانية ، وذلك بهدف اعادتها للحياة وتأهيلها للعبادة ، مشيرا ان وزارة الشؤون الاسلامية هي المعنية بطريقة ارشاد الناس وتوجيهم بالتعاون مع وزارة الحج والجهات الاخرى.