وضعت الهجمات الأخيرة مسلمي فرنسا في خانة المدانين حتى تثبت براءتهم. وللدفع بالبراءة العامة، يوزع المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية نصًا يدين العنف والإرهاب، في 2500 مسجد فرنسي في أثناء صلاة الجمعة.

بيروت: يوزع المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، الهيئة التمثيلية للاسلام في فرنسا، "نصًا رسميًا" يدين من دون لبس كل شكل من أشكال العنف أو الإرهاب، وذلك في نحو 2500 مسجد في أثناء صلاة الجمعة.

التزام قيم فرنسا

أوضح بيان للمجلس أنه في مواجهة القتل العشوائي الذي ارتكب في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي في باريس، وأوقع 129 قتيلًا، يدعو المجلس وجميع المنظمات الاسلامية المساجد في فرنسا إلى تخصيص خطبة الجمعة لهذه الاحداث المأسوية التي أثرت بعمق في البلاد.

وأضاف البيان أن المجلس سيوزع على المساجد نصًا رسميًا يمكن أن يكون بمنزلة توجيه للخطبة، وأن مسلمي فرنسا "يؤكدون مجددًا رفضهم القاطع من دون لبس أي شكل من أشكال العنف أو الارهاب الذي يشكل نقيضًا لقيم الاسلام التي تتضمن السلام والاخوة".

تابع البيان أنه اعلان الالتزام الثابت بالميثاق الجمهوري "الذي يوحدنا جميعًا، والقيم التي تمثل فرنسا".

وأخيرًا، أوضح المجلس أن المسلمين سيقيمون الصلاة من اجل فرنسا مع كل أمنياتهم للوطن والسلام والامن، "كما فعلوا بعد اعتداءات باريس في كانون الثاني (يناير) ضد صحيفة شارلي إيبدو ومتجر يهودي، والتي اوقعت 19 قتيلًا.

ودان قادة الجمعيات الاسلامية الرئيسية، المرتبطة بالجزائر والمغرب وتركيا المؤيدة للاخوان المسلمين أو من جماعة التبليغ، والتي لا تمثل جميع المساجد في فرنسا، همجية اعتداءات باريس. ودعا الجامع الكبير في باريس، وهو رمز لما يقرب من قرن على وجود الاسلام في فرنسا، إلى تجمع ظهر الجمعة المقبل.

انزعي حجابك

لكن هل يكفي هذا لإبعاد نظرات الاتهام الموجهة إلى المسلمين في فرنسا، الذين يخشون ردود فعل انتقامية. هذه الخشية أجبرت بعض الأسر على تغيير عاداتهم وتقاليدهم تجنبًا لمخاطر قد تواجههم بسبب مظهرهم الدال على إسلامهم.

وبحسب تقارير صحفية، قالت سهام، الطالبة المسلمة في جامعة سوربون الفرنسية، إنها تتعرض لضغوط مستمرة من الأهل والأقارب لإجبارها على خلع حجابها، حتى إن أمها أخبرتها أنها ستغضب منها إذا لم تنزع الحجاب.

وأشارت الفتاة إلى الحالة النفسية السيئة التي أصيبت بها، والتي أجبرتها على البقاء في المنزل على مدار اليومين الماضيين، فقالت: "جميع المكالمات التي أتلقاها لا بد أن تحمل سؤالاً عمّا إذا كنت قد نزعت حجابي أم لا".

وهذا ليس بغريب، إذ منذ ليل الجمعة - السبت الماضي، تحول كل مسلم هناك إلى "مدان حتى تثبت براءته". حتى إن بعض الآباء بدأ ينصح أبناءه بارتداء الأسود كالفرنسيين، وإشعال الشموع تعبيراً عن الحزن، وفق تقرير نشرته صحيفة هافينغتون بوست.

أما إدريس الفرنسي، الذي يتحدث بالفرنسية، فحمل لافتة كتب عليها: "متضامنون مع الشعب الفرنسي"، ووقف في أحد المواقع التي استهدفتها الهجمات الأخيرة. إلا أنه دافع عن الاسلام قائلًا: "رسالة الإسلام توحيد الصفوف ونبذ العنف والتسامح، وعلينا الوقوف ضد تشويه صورة الإسلام عبر تعبيرنا عن تضامننا مع ضحايا الهجوم".
&