انتقدت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الدور الأمريكي في الأزمة السورية على خلفية اتفاق تمديد الهدنة في مدينة حلب، كما أدانت الصحف المصرية أداء وزارة الداخلية إثر مقتل ثمانية من رجال الشرطة في هجوم استهدف دوريتهم بضاحية حلوان في القاهرة. وقالت عزة شتيوي في صحيفة الثورة السورية إن "ما سعت إليه واشنطن في دمشق واللاذقية من نظام صمت مع كل حسن النية الروسية ظهر جلياً أنه لتعبئة جيوب الدواعش والنصرة بالمال والعتاد من الجيب السعودي المثقوبة لحساب الإرهاب، وهو ما أنتج هذه الفورة الإجرامية للنصرة في حلب". كما هاجم محمد خروب في الرأي الأردنية ما وصفه بـ"تلكؤ واشنطن" قائلاً إن الولايات المتحدة "تواطأت كي لا تقوم بتنفيذ تعهداتها الرامية الى فصل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة المحسوبة عليها وعلى معسكرها الاقليمي عن إرهابيي جبهة النصرة... الذين يشكلون رأس الحربة في استهداف المدنيين والمرافق العامة والمشافي في احياء غربي المدينة الخاضع لسيطرة الحكومة الشرعية". وعلى نفسي المنوال، وصف حسام مطر في السفير اللبنانية موقف الرئيس الأمريكي قائلاً "في الشرق الأوسط، خطا أوباما خطوات عدة للخلف، خالقاً مساحة فراغ، ثم شجع وحّز الصراع والتنافس بين قوى المنطقة لاستنزافها بهدف اعادة التوازن الاقليمي وثم إدارة الإقليم بكلفة معقولة". أما سمير العيطة، فرأى في مقاله بالسفير اللبنانية أن "تداعي الولايات المتحدة وروسيا لإعادة الهدنة ...برقابة مباشرة من غرفة عمليات مشتركة بينهما دون الدول الأخرى،" إنما يشكل "سابقة تاريخية للتنسيق بين البلدين منذ الحرب العالمية الثانية". وفي جريدة الوطن السورية، كتبت باسمة حامد قائلة "يبدو أن واشنطن تدرك فقدانها الكثير من أوراق التأثير في الوضع السوري، لذلك من المتوقع أن تتجاوز رغبات حلفائها... لتكون شريكاً لروسيا في صناعة السلام في سوريا". وأضافت حامد " مما يعني أنها ستقبل إما بإشراك (معارضتها المعتدلة) في المواجهة الجارية ضد الإرهاب بقيادة الجيش العربي السوري وحلفائه ...أو بالتجاوب مع المطلب الروسي بشأن توسيع قائمة الإرهاب لتشمل تنظيمي (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) ". ووصف سعد راشد في جريدة الوطن البحرينية الأزمة السورية بأنها "جزء من المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أن "الشعوب العربية تدرك أن الملف السوري ليس من السهل أن تتخذ دول العالم أي قرار عسكري بشأنه ... إن الولايات المتحدة الأمريكية سيكون لها دور محوري لعدم غلق هذا الملف قدر المستطاع". وإلى الشأن المصري، فقد وصفت جريدة روز اليوسف المصرية تشييع قتلى الشرطة الذين استهدفهم مسلحون في ضاحية حلوان بـ"جنازات الشرف"، وتساءلت صحيفة الدستور "هل يوجد اختراق لجهاز الداخلية من ذاته؟" ودعا السيد البابلي في جريدة الجمهورية "إلي مراجعات للجهاز الأمني من الداخل والبحث في ملفات المنتسبين والعاملين في هذا الجهاز والذين يقومون بتسريب المعلومات عن أفراده وتقديمها لعناصر الإرهاب". وأدان البابلي "التراخي وربما النقص في التدريب علي كيفية الاستعداد والتعامل في هذه الظروف". وحذر البابلي قائلاً: "إننا في معركة تستوجب الحذر الدائم والتأهب لمواجهة أي خطر أو تهديد". ووصف علاء عريبي في جريدة الوفد "خطط الداخلية" بأنها "فاشلة" وأن أدائها الأمني "نمطي وقديم ولا يصلح لشيء". وقال عريبي: "الحقيقة الوحيدة في هذه المجزرة المؤسفة والمؤلمة، أن أولادنا يموتون في الكمائن الثابتة والمتحركة، وأن الجناة في كل مرة يفاجئون أولادنا ويفتحون عليهم النار... وأن أولادنا لا يتمكنون من استخدام أسلحتهم، وأن الجناة في معظم الحوادث يستولون على أسلحتهم". كما انتقد عمرو الشوبكي في المصري اليوم "غياب الإدارة السياسية وغياب التواصل مع قطاعات واسعة من المجتمع، خاصة الشباب، وأن إحباطها راجع لشعورها بالتهميش والقهر والحصار الأمني وليس لموقف عقائدي مسبق من النظام، وهؤلاء كُثر". وأضاف الشوبكي: "أن يتصور البعض أن محاربة الإرهاب ستنجح بالهتافات الإعلامية أو فقط بالقوة المسلحة في ظل انعدام الرؤية السياسية، وحصار للمبادرات الأهلية وغياب للشفافية، فهو مخطئ". أما افتتاحية الأهرام فأشارت إلى أنه "مرة أخري يعيد الإرهابيون تذكير الجميع بأن الحرب علي الارهاب (معركة طويلة الأمد) وأن علي جميع أصحاب الضمائر الحية والعقول المنفتحة أن يتوحدوا لمواجهة قوي الشر التي ليس لها أي ضمير". وأضافت الأهرام أن "الإرهاب الأسود الذي يستهدف البلاد حاليا يستدعي التوحد في مواجهته من قبل جميع مؤسسات الدولة، وجميع المصريين لوضع حد لهذه القوي الظلامية التي ترغب في نشر الفوضى بالبلاد مثلما نشرتها في دول عدة". ودعا حمدي رزق في المصري اليوم الداخلية المصرية إلى أن "تتفرغ لمعركتها المقدسة ضد الإرهاب، وتكف عن التداخل في الشأن السياسي والنقابي والحقوقي". وحذر رزق من أن "هناك من يحرف الداخلية عن بوصلتها ويغرزها في الوحل السياسي، وهناك من يشغل الداخلية عن مهمتها الوطنية"."سابقة تاريخية"
"الإرهاب الأسود"
"معركة طويلة الأمد"
- آخر تحديث :
التعليقات