نعت صحف لبنانية وسورية القيادي البارز في حزب الله اللبناني مصطفى بدر الدين الذي قُتل مؤخرا في انفجار كبير استهدف موقعا له بالقرب من مطار دمشق الدولي. في الوقت نفسه، احتفت صحف خليجية بمقتل بدر الدين، متهمةً إياه بالضلوع في أعمال "إرهابية" سابقة.

وكانت جماعة حزب الله اللبنانية قد اتهمت "جماعات تكفيرية" بالمسؤولية عن مقتل بدر الدين الذي يُعد أرفع مسؤول عسكري لحزب الله في سوريا.

ويُتهم بدر الدين بتدبير اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في بيروت عام 2005، كما يُتهم بالضلوع في تفجيرات وقعت في الكويت عام 1983.

"خسارة كبيرة"

في الأخبار اللبنانية، يقول إبراهيم الأمين إن بدر الدين "لم يكن شخصاً عادياً"، وأن "الشجاعة والإقدام دفعاه للوقوف دائما عند الخطوط الحمر. رجل يعرف كيف يكون في المكان الاكثر صعوبة. لا يهرب من التحدي، وجرأته تجعله يقترب من عدوه حتى يلتصق به حاصياً أنفاسه."

وفي الديار اللبنانية، يرى إبراهيم ناصرالدين أن عملية اغتيال بدر الدين "ليست حادثا عابرا يمكن تجاوزه بسهولة"، قائلاً إن "نوعية الشخص المستهدف وأهميته على رأس الهرمية العسكرية في حزب الله، وتوقيت اغتياله في لحظات مفصلية تمر فيها الحرب على المقاومة في ظل استهداف غير مسبوق على المستويات العسكرية والأمنية والمالية، تشير إلى أن المنطقة قد دخلت في مرحلة دقيقة وخطرة".

وفي السفير اللبنانية، قال نبيل هيثم إن حادثة مقتل بدر الدين "خسارة كبيرة لحزب الله ولقوى المقاومة، وستترك أثراً لوقت ليس بقصير".

وأشار الكاتب إلى أن هناك بعض الجهات التي تستفيد من مقتل بدر الدين وهم - على حد قوله - "أولاً، المحكمة الدولية التي سُخِّرت لاتهام حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري... ثانياً، الذين يناصبون العداء لحزب الله في الداخل والخارج... ثالثاً، إسرائيل التي تضع قادة المقاومة على منصة الاستهداف الدائم... رابعاً، التكفيريون، حيث شكل حزب الله المانع الرئيسي لتلك المجموعات الإرهابية من الإمساك بسوريا... خامساً، الأمريكيون الذين يشكلون الوجه الآخر للاستهداف الإسرائيلي الدائم للمقاومة... سادساً، الخليجيون وفي مقدمهم السعوديون الذين يصنفون حزب الله إرهابياً".

من جانبها، ذكرت صحيفة تشرين السورية أن الرئيس السوري بشار الأسد قد كلّف سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم بتقديم "التبريكات والتعازي باستشهاد المقاوم مصطفى بدر الدين ذو الفقار، لحزب الله وأسرة الشهيد".

ونقلت الصحيفة عن عبد الكريم قوله إن "استشهاد القائد بدر الدين يمثل إعلان النصر القريب على الإرهابيين التكفيريين ومن وراءهم".

"ضربة موجعة"

احتفت صحيفة عكاظ السعودية بمقتل بدر الدين، حيث قالت في عنوان لها: "هلاك سافك الدم ومسوق إرهاب قم".

وأضافت أن حزب الله "الإرهابي" تلقى "ضربة جديدة موجعة بمقتل قائد آخر من قادته البارزين الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء من الشعبين السوري واللبناني خدمة لقادتهم في قم وطهران".

وبالمثل، قالت صحيفة الرأي الكويتية في عنوان لها: "نهاية بدر الدين... زارع الإرهاب في الكويت."

وقالت الصحيفة إن اغتيال بدر الدين أعاد في الأذهان "ذكريات عن الأدوار الأمنية لهذا الرجل الذي ترك بصماته السود في الكويت العام 1983، حين ارتكب جريمتيْ تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية".

وفي صحيفة الوطن الكويتية، قال أحمد بودستور: "لاشك أن مقتل هذا الإرهابي هو ضربة موجعة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله باعتباره من المقربين له وذراعه القذرة في سوريا حيث أنه يقود ميليشيا هذا الحزب الإرهابي في سوريا بحجة حماية المراقد المقدسة." وأضاف الكاتب أن "الهالك الإرهابي مصطفى بدر الدين له تاريخ أسود وطويل في العمليات الإرهابية القذرة" وأن "الكويت اكتوت كثيرا" منه.

وفي النهار اللبنانية، اعتبر أحمد عياش أن "بدر الدين مضى إلى حيث سبقه كثيرون وسيلحقه كثيرون فداء لمشروع المرشد الإيراني" في المنطقة.

وفي المستقبل اللبنانية، يرى ساطع نور الدين أن مقتل بدر الدين جاء كحلقة في سلسلة "مغامرات" حزب الله خارج لبنان.

وقال الكاتب: "لم تنته المغامرة، لكنها تقترب من نهاياتها المحتمة. الجنازات المتلاحقة دليل لا يدع مجالا للشك في أن حقبة تزيد عن نصف قرن شارفت على الختام على إسدال الستارة على فصل صاخب من تاريخ شيعة لبنان، حفل بالانتصارات والانكسارات، وها هو يختزل بمواكب التشييع لجيل لم تكن الكرة الأرضية تتسع لأحلامه الثورية".

وأضاف الكاتب: "كان مصطفى بدر الدين رمزاً يختزل في شخصه وفي تجربته وفي مسيرته وفي مصرعه تلك المغامرة الشيعية اللبنانية التي ضربت الآفاق وخرقت حدود الدول والأوطان، قبل أن تنتهي في دمشق بالذات، المهد واللحد، والمثوى الأخير لجيل إمتهن الحرب ولم يعرف لها بديلاً".

يأتي هذا فيما شككت صحيفة القبس الكويتية في صحة مقتل بدر الدين، حيث قالت الصحيفة: "السؤال حول حقيقة مقتل بدر الدين لايزال قائماً، يحتاج إلى إجابات قاطعة.. هل قُتل السيد ذو الفقار فعلاً، أم انتقل للعيش في إيران أو روسيا أو ربما مكان آخر من العالم؟"

كما تساءلت الصحيفة عن توقيت إعلان مقتل بدر الدين، قائلةً: "هل كان هذا الإعلان لإغلاق ملف التحقيق معه في قضية اغتيال الحريري، خاصة بعدما وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة إلى بدر الدين تهمة التورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، ، وهل سيسمح حزب الله بأخذ عينات من الجثة للتأكد من هوية بدر الدين وإجراءات الفحوصات عليها؟"