أولت صحف عربية اهتمامًا باجتماع فيينا لمجموعة الدول الداعمة لسوريا حيث اتفق المجتمعون على محاولة العمل على تحويل الهدنة الجزئية الهشة إلى وقف إطلاق نار شامل في عموم البلاد. وقد عبر كتاب عن أملهم أن يساعد الاجتماع في إنهاء "الإرهاب" في سوريا، بينما أبرز آخرون الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد والأوضاع المعيشية المأساوية التي يعيشها السوريون في الداخل. في تشرين السورية، عبر وضاح عيسى عن أمله أن يحرز الاجتماع تقدما "يمكن من خلاله تطبيق المواثيق والقوانين الدولية التي تدعو إلى مكافحة الإرهاب العالمي الذي فتح الغرب أمامه كل سبل الدعم وقدّم له كل التسهيلات للوصول إلى الأراضي السورية لإعمال الإجرام والفتك من أجل إشباع غرائزه الوحشية". ويتساءل: "فهل ينجح اجتماع فيينا في تحقيق توافق جدّي للشروع بشكل عملي في مكافحة الإرهاب التكفيري المتطرف الذي يهدد العالم أجمع، وذلك بالتزامن مع ارتفاع وتيرة تدفق الإرهابيين القادمين من تركيا مدججين بأسلحة أكثر فتكاً؟ وهل يستطيع تجفيف منابعه وإغلاق الحدود التركية - السورية أكبر شريان لدعم الإرهاب في المنطقة؟" وفي افتتاحية صحيفة الثورة السورية، يقول علي قاسم: "تستقصي فيينا قبل المباشرة بنصب طاولاتها رسمياً عن جملة من الرسائل المتأرجحة، وإن بدت في بعضها واضحة ومباشرة، وسط ضباب يَعمّ الموقف السياسي، كما تسترشد ببصيص أمل غير مرئي... في ظل تخفّي بعض الأدوار خلف ستائر العجز والفشل من أجل الاستمرار بإدارة مباشرة للإرهاب والإرهابيين". ويضيف قاسم أن الساحة مليئة بتباينات "بين حلفاء الأمس وخصوم المقاربات السياسية الحادة، إلى الدرجة التي باتت تشكل فيه عبئاً إضافياً على المشهد، سيكون على الأميركي إعادة ضبطه وفق إيقاع التفاهم مع الروسي". من ناحية أخرى، ركزت صحف على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون في الداخل من جراء تدني سعر الليرة أمام الدولار وكذلك عمليات القتل والتهجير والحصار. في الوطن القطرية، تعبر رشا عمران عن أسفها لما آل إليه الوضع الاقتصادي والمعيشي في الداخل السوري الذي "يزداد مأساوية يوما بعد يوم". وتقول عمران: "تعيش البلاد في أزمة اقتصادية خانقة بعد انهيار الليرة السورية إلى رقم غير مسبوق في سعر صرفها أمام الدولار، فشئنا أم أبينا، أحببنا أم لم نحب، العقوبات الاقتصادية التي فرضت على النظام السوري لم يتضرر منها سوى الشعب وسوى من أصر على بقائه داخل البلد مهما كانت أسبابه". وتضيف الكاتبة: "فالضائقة أصابت الجميع، حتى من كانت لديه مدخرات وخرج ولم يتوقف عن مساعدة من هم في الداخل، خمس سنوات استطاعت استنفاد كل شيء، من خرج عليه تأمين مستقبله ومستقبل أولاده حيث هو بما تبقى لديه، ومن بقي استهلكت الأزمة الاقتصادية المتصاعدة كل مخزونه". وتحت عنوان "سوريا: اللقمة الصعبة في لعبة الانتظار"، يقول زياد حيدر في السفير اللبنانية إن المسؤولين في دمشق يدركون "أن الأوضاع الاقتصادية المحلية لا تستطيع انتظار نتائج اجتماع فيينا اليوم، ولا نتائج التقارب الأميركي ـ الروسي، ولا تململ الروس من العودة إلى الميدان، ولا استعصاء تحقيق تقدم ميداني كبير على الحليف الإيراني". ويضيف حيدر: "في الفوضى الدموية والاقتصادية يدور كل من الجندي والمواطن نزولاً وصعوداً، دون منصة ممكنة للاستقرار".
- آخر تحديث :
التعليقات