باريس: افتتح الأكراد السوريين، الذين أعلنوا في آذار/مارس الماضي من جانب واحد إنشاء منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا، الاثنين "مكتبا تمثيليا" في باريس التي لا تعترف بهم رسميا بعد.

ورحب ممثل حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في فرنسا خالد عيسى بـ"الخطوة الرمزية الكبيرة" خلال افتتاح "مكتب ممثلية روج آفا (الاسم الذي يطلقه الأكراد على منطقتهم في سوريا)" في وسط المدينة، داخل مراكز قدمها رجل الأعمال الفرنسي برونو لودو.

وحضر الافتتاح الذي تخللته احتفالات، شخصيات عدة من "قدامى" العاملين على القضية الكردية كوزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير، والمفكر برنار هنري ليفي الذي أطلق فيلما عن البشمركة، رغم أن السلطات الفرنسية لم تعترف رسميا بعد بهذا التمثيل.

وأعلن الأكراد في آذار/مارس الماضي، نظاما فدراليا في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا، وهي مبادرة لاقت رفضا من نظام دمشق والمعارضة السورية على حد سواء.

ويستفيد الأكراد ميدانيا من دعم الولايات المتحدة، بالإضافة إلى روسيا التي تريد ضمهم إلى أي محادثات حول مستقبل سوريا التي دمرتها خمس سنوات من نزاع أودى بحياة أكثر من 270 ألف شخص.

وتقاتل المعارضة السورية الأكراد، إذ تعتبرهم حلفاء لنظام دمشق بالأمر الواقع. كما أنهم العدو الأول لتركيا التي تعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي فرعا لحزب العمال الكردستاني المصنف "إرهابيا" ويخوض حربا مع أنقرة منذ 30 عاما.

وقال أحد ممثلي "روج آفا" ويدعى سنام محمد إن "أولويتنا هي لهزيمة الإرهاب وخلق الاستقرار في سوريا".

من جهته أشار خالد عيسى إلى أنه "لا يمكن إيجاد حل مستقر ودائم إذا ما تم استبعادنا من المفاوضات حول مستقبل سوريا".

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية مرارا أن "الممثل الشرعي والوحيد" لسوريا بالنسبة إلى فرنسا هو "الائتلاف الوطني السوري" المنبثق من المعارضة ولديه سفير في باريس.

وسبق لأكراد سوريا أن افتتحوا مكتبا تمثيليا في موسكو في شباط/فبراير الماضي، رغم أن السلطات الروسية لم تمنحه صفة دبلوماسية. كما افتتحوا فتحت ممثليات أيضا في ستوكهولم وبرلين.