واشنطن: قال بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية إن الحملة ضد داعش دخلت مرحلة جديدة، والهدف الآن هو ضرب قوات التنظيم، والضغط عليها على محاور متعددة، مشيرًا إلى أن عملية تحرير الفلوجة والهجوم الواسع باتجاه الرقة سيقلّصان رقعة الأرض التي أعلن داعش خلافته عليها. &
وأوضح مبعوث الرئيس الأميركي أن هذه الحملات بدأت الآن، رغم الحديث عنها منذ فترة، نظرًا إلى الحاجة إلى "بناء القدرات العسكرية على الأرض وتعبئة قوات محلية ومقاتلين من المنطقة وتدريبهم وتقديم الاستشارة إليهم".&
&
نخترق التنظيم
وعن حجم قوة داعش الآن، قال ماكغورك إن "داعش فقد 45 في المئة الأراضي، التي يسيطر عليها في العراق، و20 في المئة في سوريا، وإن قوات التحالف تقتل أحد قادته الميدانيين كل يوم تقريبًا، لأننا موجودون داخل شبكاتهم، ونعرف أين يكونون، ونستطيع أن نستهدفهم بدقة متزايدة أكثر فأكثر. &وبعد بعض العمل الاستخباراتي المكثف، نستهدف الآن منظومتهم المالية، واكتشفنا أين يخبئون نقودهم، وبعد بعض العمل الذي قامت به القوات الخاصة الأميركية نعرف أين يستخرجون نفطهم من باطن الأرض، وكيف ينقلونه، ونضرب هذه المواقع". &
&
لاحظ ماكغورك، في مقابلة مع مجلة شبيغل الألمانية، أن كبير المتحدثين باسم داعش يعترف الآن بانكماش الرقعة، التي يسيطر عليها التنظيم، ومقتل قادته الواحد تلو الآخر، بل وحتى بفقدان السيطرة على الرقة والموصل في نهاية المطاف.&
&
وكشف مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد داعش أن "القوات الخاصة الأميركية بدأت بخمسين رجلًا في شمال سوريا، ثم أخذت تعثر على مقاتلين محليين مستعدين للقتال ضد داعش، فقامت بتدريبهم، وتقديم الاستشارة إليهم عن كيفية خوض عملياتهم، وإنها قتلت مسؤول داعش المالي وأميره العسكري". &
نجاح ميداني
وبعد تأكيدات أوباما بأنه لن يضع جنودًا أميركيين على الأرض، قال ماكغورك إن الرئيس الأميركي وافق أخيرًا على فتح قاعدة صغيرة للقوات الخاصة قرب الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق، التي وقعت تحت سيطرة داعش في مايو 2015. &
وأضاف "إننا بوجودنا هناك أُتيحت لنا فرصة التواصل مع شيوخ العشائر المحلية ومساعدة القوات العراقية على تخطيط هجوم مضاد على المدينة لاستعادة الرمادي. وكانت العملية ناجحة، وتعلمنا من تلك الواقعة أننا نستطيع النجاح، حيث يكون لنا وجود، حتى بأعداد صغيرة جدًا، وحيث نجمع معارف محلية ونبني علاقات بالتواصل مع القادة المحليين". &
وعما إذا كان هذا يعني إرسال المزيد من وحدات القوات الخاصة إلى سوريا قريبًا، قال المبعوث الأميركي "إن إرسال مزيد من القوات احتمال قائم دائمًا وأعتقد ان الرئيس اوباما كان واضحاً جداً في القول إننا لا نستثمر إلا في أشياء مجدية، وإذا كان الشيء مجدياً، فاننا سندرس ما إذا كان استثمار المزيد فيه سيحقق نتيجة سريعة". واضاف "ان وجود 300 من جنود القوات الخاصة يمنحنا قدرة كبيرة، وسنرى ما يحدث".&
تأسيس قوات مختلطة
وأقر ماكغورك بأن القوات الكردية، سواء أكانت وحدات حماية الشعب في سوريا أو البيشمركة في العراق، لا تريد الزحف على مدينة الرقة، وقال "اننا لهذا السبب نعمل جاهدين على تجنيد قوات محلية شاملة، مختلطة إثنياً. وفي شمال سوريا انشأنا مثل هذه القوة من 6000 مقاتل، 2500 منهم ليسوا كرداً".&
وكان مراسل مجلة شبيغل ذكر في تقرير من شمال العراق أخيرا ان هناك من الآن نزاعًا بين الشركاء المحليين من الكرد والشيعة والسنة على توزيع السلطة في مدينة الموصل بعد تحريرها. &
في هذا الشأن قال مبعوث الرئيس الاميركي للتحالف ضد داعش ان مرحلة البدء بالتقدم نحو الموصل لم تبدأ "وكما في محافظة الانبار، فاننا نريد ان نحشد قوة من 15 الف مقاتل. وعلى الجبهة السياسية، نحاول اقناع الكرد والحكومة المركزية بمواصلة الحوار بينهما. إذ من الضروري إعداد خطة شاملة يتفق عليها الجميع، قبل ان تبدأ المرحلة الأخيرة". &
واضاف ماكغورك ان الخطة في مرحلتها الراهنة هي محاولة عزل الموصل من كل الجهات، وان هذا تحقق عمليا "ونحن الآن نستهدف قادة داعش، وندمر مواقع خزن نقودهم بضربات جوية، ونعمل مع قوات داخل الموصل تقاتل داعش. ونأمل بألا تكون المعركة معركة شوارع، وفي النهاية نريد اضعاف داعش، بحيث ينهار من الداخل". &&
دور الأطلسي
ونوه ماكغورك بدور حلف الأطلسي، قائلا انه أطلق مبادرة لتدريب ضباط عراقيين في الاردن، معربا عن الأمل في توسيع هذه المبادرة، وقال ان المنصات الجوية لطائرات اواكس، التي تقوم بمهمات استطلاعية، يمكن ان تقوم بدور مهم في مساعدة التحالف الدولي ضد داعش. وبادرت المانيا من جهتها الى تزويد القوات الكردية في العراق بصواريخ مضادة للدبابات، قامت بدور بالغ الأهمية في مساعدة القوات الكردية على مواجهة المركبات الملغومة التي يستخدمها داعش.&
وعلق مبعوث الرئيس الاميركي الى التحالف الدولي ضد داعش على حديث موسكو عن امكانية تنفيذ ضربات جوية مشتركة مع الولايات المتحدة بالقول "نحن لا نتعاون مع روسيا على المستوى العسكري، ولدينا مكالمة هاتفية واحدة يوميًا لتفادي وقوع حوادث في المجال الجوي مع مقاتلاتنا، وهذا كل ما في الأمر. وعلى روسيا بدلا من ذلك ان تستخدم نفوذها مع النظام السوري، للتأكد من التزامه بعملية فيينا، وتوقفه عن العمليات القتالية. ونحن نتحادث مع الروس عن ذلك، ولكننا لا نتحدث معهم عن عمليات مشتركة". &
أعدت "إيلاف" هذه المادة عن مجلة شبيغل الألمانية على الرابط أدناه:
http://www.spiegel.de/international/world/interview-with-obama-envoy-against-islamic-state-brett-mcgurk-a-1094854.html
& &
&
التعليقات