موسكو: أكد مسؤول أميركي الثلاثاء ان مقاتلي التحالف العربي الكردي بدأوا في تطهير مناطق تقع الى الشمال من الرقة من مقاتلي تنظيم داعش. 

وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي الكولونيل ستيف وارن من مقره في بغداد ان "قوات سوريا الديموقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطا على الرقة"، مؤكدا ان الجيش الاميركي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة. ولم يتضح متى سيبدأ الهجوم على مدينة الرقة نفسها. 

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان موسكو مستعدة للتنسيق مع التحالف الكردي العربي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لشن هجوم لطرد تنظيم داعش من الرقة.

وصرح لافروف خلال قمة في اوزبكستان "اقول بكل ثقة اننا مستعدون لمثل هذا التنسيق"، بحسب ما نقلت عنه وكالة تاس الحكومية للانباء. وجاءت تصريحاته قبل ان تعلن قوات التحالف الكردي العربي شن هجومها ضد التنظيم المتطرف، وقال "لا ادري ما اذا كانت التقارير التي تقول ان هذه التحركات بدأت واقعية". 

واضاف "بالطبع الرقة هي واحدة من اهداف التحالف ضد الارهاب، تماما مثل مدينة الموصل العراقية". وتابع "نحن مقتنعون انه كان من الممكن تحرير هذه المناطق الماهولة بشكل اكثر فاعلية وسرعة لو ان جيشينا (الروسي والاميركي) بدآ في تنسيق تحركاتهما قبل ذلك بكثير". 

واكد لافروف ان موسكو وواشنطن اتفقتا على تنسيق العمليات العسكرية في سوريا وتبادل المعلومات. وقال "لم نتوصل الى اتفاق مع شركائنا على الفور، للتغلب على شكوكهم ومبرراتهم وحتى معارضتهم للانتقال من تبادل المعلومات الى تنسيق التحركات في القتال ضد الارهاب". 

وقال ان وزارتي الدفاع في البلدين تدرسان كيفية تنسيق التحركات بشكل محدد.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية، الثلاثاء اطلاق عملية لطرد داعش من شمال محافظة الرقة، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وكتبت قوات سوريا الديموقراطية على تويتر نقلا عن القيادية في هذه القوات روجدا فيلات "نبدأ عملية تحرير شمال الرقة بمشاركة جميع وحدات قوات سوريا الديموقراطية" بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

واضافت فيلات ان الهدف من العملية "صد العمليات الارهابية عن الشدادي (جنوب الحسكة) وتل ابيض (شمال الرقة) وكوباني (شمال حلب)"، وهي جميعها مناطق نجح المقاتلون الاكراد من طرد تنظيم داعش منها.

وبدأت قوات سوريا الديموقراطية هجومها من مدينة تل ابيض في شمال الرقة والمحاذية للحدود مع تركيا، ومن مدينة عين عيسى على بعد اكثر من خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وكان المقاتلون الاكراد طردوا تنظيم داعش من تل ابيض في في حزيران/يونيو 2015 ومن عين عيسى في تموز/يوليو من العام ذاته.

وقال عبد الرحمن "تقصف طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي منذ الصباح بعشرات الغارات مواقع لتنظيم داعش في ريف الرقة الشمالي والاطراف الشمالية لمدينة الرقة وداخلها، تمهيدا لتقدم قوات سوريا الديموقراطية في شمال الرقة".

واسفرت الغارات حتى الآن بحسب عبد الرحمن عن مقتل "22 عنصرا من التنظيم المتطرف على الاقل".

وقوات سوريا الديموقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. وقد اثبتت انها الاكثر فعالية في قتال تنظيم داعش ونجحت في طرده من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا.

وقبل ايام اعلن بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الاميركي لدى التحالف ضد تنظيم داعش في تغريدة على تويتر ان قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال جوي فوتيل زار سوريا السبت "للتحضير للهجوم على الرقة".