مع اقتراب موعد استفتاء رأي البريطانيين حول الخروج من الإتحاد الأوروبي، يطرح البعض تساؤلات فيما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تفكك الاتحاد.

ايلاف من لندن:&بعد أقل من ثلاثة أسابيع على استفتاء رأي البريطانيين بشأن البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه في 23 يونيو أظهرت نتائج استطلاعين اجرتهما مؤسستا يوغوف وتي ان اس تقدم مؤيدي الخروج على مؤيدي البقاء.&

على هذه الخلفية يدور نقاش واسع في الأوساط الأكاديمية والسياسية في أوروبا حول تداعيات خروج بريطانيا على مستقبل الاتحاد الأوروبي واحتمالات تفككه. &

وقلل بعض الزعماء الاوروبيين من آثار انسحاب بريطانيا على الاتحاد الأوروبي. &وافادت تقارير بأن هؤلاء القادة ضاقوا ذرعا بمطالب بريطانيا حتى انهم يقولون في مجالسهم الخاصة انه "إذا أراد البريطانيون ان يخرجوا فليخرجوا".&

وهذا ما أشار إليه رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز حين اعلن خلال ندوة في كلية لندن للاقتصاد ان بريطانيا "كثيرا ما تختبر اعصابنا". &

وقال شولتز عن البريطانيين "انهم شديدو التطلب ويضغطون بقوة، وهم يلحّون كثيرا، لا يتراجعون. &وكثير من زملائي يقولون وراء الأبواب المغلقة "لا توقفوا حجرا يتدحرج، وإذا أراد البريطانيون ان يخرجوا دعوهم يخرجون". &

واكد رئيس البرلمان الأوروبي أنه لا يدعم الموقف القائل إن من مصلحة أوروبا ان تخرج بريطانيا لمجرد انها تكون في احيان كثيرة مثيرة للأعصاب. &واضاف "نحن نحتاج الى بريطانيا لجعل الاتحاد الأوروبي أقوى وأفضل، ولجعل شيء ما أقوى وأفضل يكون من الضروري احيانا ان تضغط بشدة وتتخذ موقفا نقديا".

ويرى مسؤولون آخرون في الاتحاد الأوروبي أن خروج بريطانيا من الاتحاد يمكن ان يشجع دولا أخرى على الاقتداء بها بإجراء استفتاءات على عضويتها. &ويقول دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا إن هناك اتجاهاً قوياً في بلدان اوروبية متعددة نحو المطالبة باستفتاءات مماثلة لاستفتاء بريطانيا، وان هذا تيار ينظر اليه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يدعو إلى البقاء بعدم ارتياح.

ولكن بروكسل معتادة على مثل هذه الاستفتاءات الشائكة. &وكان تصويت الفرنسيين والهولنديين والايرلنديين ضد دستور الاتحاد الاوروبي ومعاهدات لشبونة قبل عشر سنوات مصدر ازعاج كبير للمفوضية الاوروبية رغم انه لم يسفر عن تغيير كبير في بروكسل لكنه أعاد التذكير بأن الناخبين الاوروبيين لم يتعلموا حتى الآن احتضان فكرة "المشروع الاوروبي". &

ولكن رهن مصير العضوية كلها باستفتاء كما فعل كاميرون خطوة لا سابق لها. &وقال مسؤول بريطاني "إن أصدقاءنا الأوروبيين يعتقدون اننا مجانين وهم يكرهون فكرة الاستفتاء ومنفعلون لأننا فرضنا القضية بهذا الاتجاه". &

ويتحدث مسؤولون عن انتشار العدوى البريطانية. &وفي وقت يشك ناخبون في عموم اوروبا بقدرة الاتحاد الأوروبي على تحقيق السلام والازدهار فان كاميرون رفع الاستفتاء الى مستوى السياسة الرسمية لحكومة ثاني اكبر اقتصاد في اوروبا ـ بريطانيا. &

وما يخافه المسؤولون في الاتحاد الأوروبي هو أن الاستجابة لمطالب بريطانيا بإعادة كتابة المعاهدات الأساسية للاتحاد ستكون سابقة تشجع الأحزاب الراديكالية في القارة الأوروبية على المطالبة باتفاقات مماثلة تُفصَّل على المقاس الذي تريده هذه الأحزاب. &

وقال الكاتب توماس كيلنغر مراسل صحيفة دي فيلت الالمانية في صحيفة الديلي تلغراف ان خروج بريطانيا سيكون "كارثة تسلبنا رفيق سلاح من أجل حرية التجارة والإصلاح، وشريكاً كبيراً في النضال من أجل بقاء الليبرالية". &

أعدت إيلاف المادة عن صحيفة الديلي تلغراف، الرابط الأصل:
http://www.telegraph.co.uk/news/2016/05/18/what-would-happen-to-the-eu-after-a-brexit/