اعلن في بغداد اليوم عن اعفاء مدير جهاز المخابرات والمدراء العامين للمصرف التجاري ومصارف الرافدين والرشيد والعقاري والصناعي والزراعي ورئيس شبكة الاعلام العراقي من مناصبهم.

وقرر مجلس الوزراء العراقي في جلسته الاسبوعية اليوم، التي شارك فيها الوزراء الاكراد الثلاثة، بعد مقاطعة استمرت اكثر من شهر، اعفاء مدير جهاز المخابرات الفريق زهير الغرباوي ومدير عام المصرف العراقي للتجارة حمدية الجاف ورئيس شبكة الاعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط.. اضافة الى اعفاء مدراء مصارف الرافدين والرشيد والعقاري والصناعي والزراعي من مناصبهم.

وجاءت هذه القرارات ضمن الخطة الاصلاحية لرئيس الوزراء حيدر العبادي، التي بدأها في العاشر من أغسطس عام 2015، والتي تشمل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية ومكافحة الفساد .

الكاظمي رئيسًا لجهاز المخابرات 

وعلمت "إيلاف" انه قد تم تعيين الشخصية الاعلامية والسياسية المستقلة مصطفى الكاظمي رئيسًا جديدًا لجهاز المخابرات خلفًا للفريق زهير الغرباوي الذي شغل رئاسة الجهاز خلال السنوات الست الماضية. 

فقد تم تعيين نائب رئيس جهاز المخابرات لشؤون العمليات مصطفى الكاظمي رئيسًا للجهاز، وهو شخصية مستقلة وسياسي واعلامي، ينتظر أن يلعب دوراً في تحقيق المصالحة الوطنية لما يتمتع به من علاقات مع المنخرطين في العملية السياسية والمعارضين خارجها.

وقال مصدر عراقي عليم إن الكاظمي يحظى بتوافق القوى الشيعية والسنية والكردية على توليه رئاسة الجهاز، لما يتمتع به من علاقات طيبة مع جميع القوى السياسية المنخرطة في العملية السياسية الجارية في العراق حاليًا، وتلك الاخرى المعارضة لها، اضافة الى علاقاته الاقليمية مع صناع القرار في الدول المحيطة بالعراق. ورغم قرب الكاظمي من حزب الدعوة الاسلامية الشيعي الا انه يحظى بقبول سني فلم يعرف عنه أي ممارسات طائفية، كما انه يمتاز بسلوكياته المعتدلة وانحيازه العروبي. 

والكاظمي من مواليد بغداد عام 1967 وكان ناشطًا سياسيًا ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين، ثم صدر ضده حكم بالاعدام، فهرب الى ايران في حقبة الثمانينات من القرن الماضي، وعمل مع قوات البيشمركة في جبال اقليم كردستان الشمالي، الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع رئيسه مسعود بارزاني وقادة القوى السياسية الاخرين في الاقليم.. ومن هناك انتقل الى اوروبا وتنقل بين عدد من دولها، الى حين عودته الى العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003.

ونشط الكاظمي في العراق سياسياً واعلامياً، وعرف بكتاباته وتحليلاته المعتدلة التي ينشرها في العديد من وسائل الاعلام المحلية والدولية، حيث تميز بتأكيده على ضرورة احتضان العراق لجميع ابنائه بعيدًا عن الانتماءات الطائفية والقومية والسياسية، وهو امر ساعد على احتفاظه بعلاقات ممتازة مع جميع القوى العراقية المنخرطة في العملية السياسية والأخرى خارجها.

وتولى الفريق زهير الغرباوي رئاسة جهاز المخابرات العراقي قبل ست سنوات، وهو كان احد ضباط سلاح الجو العراقي ومن مواليد عام 1950 من مدينة الناصرية الجنوبية.. وقد تخرج من كلية القوات الجوية في سبعينات القرن الماضي.

وكان الغرباوي سجن في بداية ثمانينات القرن الماضي قبل انتهاء الحرب العراقية - الايرانية، وفرّ من العراق بصحبة الفريق محمد الشهواني الذي اشترك انذاك بمحاولة للانقلاب على الرئيس السابق صدام حسين الذي نفذ حكم الاعدام بولديه.. ثم عادا إلى العراق عام 2003 ليشكلا جهاز الاستخبارات الحالي عام 2004 الذي كان الشهواني اول رئيس له ثم خلفه في المنصب زهير الغرباوي عام 2009.

مهام جهاز المخابرات العراقي

وكان جهاز المخابرات العراقي المؤسسة الرئيسة للمحافظة على أمن دولة العراق من الجهات الخارجية، وكان أقوى أجهزة المخابرات العربية على الإطلاق إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين، ومختصاً بجمع وتحليل المعلومات التي تهم أمن الدولة.

وبين عامي 1964 و1966، أنيط بصدام حسين الذي كان في وقته عضواً شاباً في حزب البعث مسؤولية الجهاز الخاص لأمن الحزب، والذي كان يسمى جهاز حنين وبعد عام 1968 ومجيء حزب البعث للسلطة طوّر صدام حسين جهاز حنين ليشمل اختصاصه الأمن الداخلي للدولة، وسمّاه بالجهاز الخاص. وفي فترة التسعينات ترأس المخابرات العراقية الشقيق الآخر لصدام حسين سبعاوي إبراهيم التكريتي، الذي عزل من منصبه عام 1992 لعدم كفاءته، كما عزل برزان إبراهيم التكريتي قبله، والذي عيّن سفيرًا دائمًا للعراق في منظمة حقوق الأنسان التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف.

وبعد سقوط النظام السابق في التاسع من أبريل عام 2003، تم حل المخابرات العراقية مع اجهزة أمنية اخرى بأمر من الحاكم الأميركي السابق بول بريمر، حيث تم إنشاء جهاز المخابرات الوطني العراقي بعد ذلك وانيطت به مهمة جمع المعلومات وتقويم التهديدات الموجهة للأمن الوطني وتقديم المشورة للحكومة العراقية، ويكون تحت السيطرة المدنية ويخضع لرقابة السلطة التشريعية، ويعمل وفقًا للقانون وبموجب مبادئ حقوق الإنسان المعترف بها.

وينظم بقانونٍ عمل الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات الوطني، وتحدد واجباتها وصلاحياتها، وتعمل وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان وتخضع لرقابة مجلس النواب. ويرتبط جهاز المخابرات الوطني العراقي بمجلس الوزراء حاليا.. وللجهاز صلاحية جمع المعلومات وإدارة النشاطات الاستخبارية ذات الصلة والمتعلقة بتهديد الأمن القومي للعراق مثل الإرهاب والتمرد وإنتاج أسلحة الدمار الشامل وإنتاج المخدرات والاتجار بها والجريمة المنظمة الخطرة.

ويحظر على جهاز المخابرات العراقي القيام بأي عمل يدعم أو يقوض مصالح أي حزب سياسي قانوني عراقي أو أي مسؤول في الحكومة العراقية.. أو القيام بأي عمل لأجل دعم وتقويض مصالح أي فرد أو مجموعة عراقية على أسـاس الدين أو الطائفة أو الجنس أو اللغة أو الأصل أو الانتماء القبلي.

ويدير جهاز المخابرات الوطني العراقي نشاطاته استنادًا إلى حقوق الإنسان والحريات الأساسية المكفولة والمحمية بموجب قانون إدارة الدولة العراقية للفترة الانتقالية والدستور الدائم عند إقراره. وعلى رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي أن يعمل كمستشار رئيس لرئيس الحكومة ومجلس الوزراء في الأمور الاستخباراتية المتعلقة بالأمن القومي، وهذا يشـمل القيام بدور استشاري على الهيئات الفرعية التنفيذية على المستوى الوزاري المرتبطة بسياسة الأمن القومي وسياسة الاستخبارات.

 ويقوم جهاز المخابرات الوطني العراقي بجمع المعلومات، وتقويم التهديدات الموجهة للأمن الوطني وتقديم المشورة للحكومة العراقية، ويكون تحت الســيطرة المدنية ويخضع لرقابة السلطة التشريعية، ويعمل وفقا للقانون وبموجب مبادئ حقوق الإنسان المعترف بها. يُنظم بقانونٍ عمل الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات الوطني وتحدد واجباتها وصلاحياتها، وتعمل وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان وتخضع لرقابة مجلس النواب.