كشف نواب عراقيون اليوم عن أعداد المخطوفين والقتلى نتيجة التعذيب في مدينة الفلوجة، ودعوا الى معرفة مصير المفقودين واحالة "المجرمين والقتلة والمسؤولين عن هذه المجازر" الى المحاكم العراقية ومحكمة الجنايات الدولية.. فيما تمكنت القوات العراقية اليوم من تحرير اكبر أحياء المدينة.

إيلاف من بغداد: قال النواب العراقيون حامد المطلك وعبد الكريم العبطان وكامل نواف الغريري إنه بعد تفجير الجوامع في مدينة الكرمة قرب الفلوجة (60 كم غرب بغداد) وسلب ممتلكات المواطنين وحرق البيوت وذبح 17 &شخصًا واختفاء 73&&آخرين، وبعد مقابلات وتدقيق مع عوائل الضحايا ومع شهود الواقعة في مجزرتي بلدتي المحامدة والصقلاوية، فقد بلغ عدد المفقودين الى حد يوم امس 643 &رجلاً يُجهل مصيرهم منهم 40 شخصًا عُذبوا وقتلوا على يد المليشيات والحشد الشعبي وافراد بزي الشرطة الاتحادية، وأن العدد في تزايد مستمر.

واضاف النواب الثلاثة في بيان صحافي الاحد، حصلت على نصه "إيلاف"، إنه "لكي يفهم العراقيون والعالم والمشككون، والذين يخفون الحقائق ويبررونها، فإن هذه هي نتائج جرائم العبث بأرواح الابرياء ناهيك عن مئات العراقيين الذين يُقتلون هنا وهناك بأدوات مشروع السيطرة والنفوذ الخارجي، وحيث لا يمكن لكل صوت عراقي شريف أن يصمت امام ذلك وتجاه عشرات الآلاف من النازحين والهاربين والمحبوسين تحت نار داعش ونار القصف الذي لا يرحم ولا يُميز، وامام هذه الانتهاكات الصارخة بحق الانسانية".

وخاطب النواب "الضمير الانساني والمجتمع الدولي لوضع حد لهذه الجرائم الوحشية بحق الانسانية، وبحق المدنيين العُزل، وان يتحرك الامين العام للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجلس الامن الدولي لإيقاف هذه المجازر البشعة ومنع التدخل في الشأن العراقي وخرق سيادته، وعلى الجانب الاميركي عدم التستر على مذابح ابناء الفلوجة العزل وهم ضحية سياساته" .

وشددوا على ضرورة ادخال موظفي الامم المتحدة وحقوق الانسان الى داخل الفلوجة للحفاظ على ارواح المدنيين.. وطالبوا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي "اسناد مهمة التحرير الى قوات الجيش العراقي والشرطة المحلية وابناء العشائر ومنع المليشيات والحشد والشرطة الاتحادية من دخول الفلوجة والعمل على معرفة مصير المفقودين وايقاف القصف الاعمى واحالة المجرمين والقتلة والمسؤولين عن هذه المجازر الى المحاكم العراقية ومحكمة الجنايات الدولية، كما نطلب من وزارة الهجرة والمهجرين والمنظمات الانسانية بسرعة توفير االاغاثة اللازمة لآلاف النازحين وتخفيف معاناتهم" .

واكد النواب الثلاثة في الختام على انه "رغم كل المشاريع المعادية سيبقى عرب العراق اخوة لا يفرقهم مذهب ولا دين تجمعهم الهوية ويجمعهم المصير متآخين مع اخوانهم الكرد والمسيحيين والتركمان والايزيديين والصابئة ومع كل العراقيين، يجمعهم الوطن بيتهم الكبير ومستقبلهم الواحد" .

وبالتزامن مع ذلك، فقد عبّر المبعوث الرئاسي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغورك عن قلق واشنطن والحكومة العراقية "إزاء تقارير تحدثت عن وقوع انتهاكات بحق المدنيين من قبل مليشيات مسلحة في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غرب بغداد".

وقال ماكغورك في تصريح صحافي إن "هذه الانتهاكات تعد استثناء لأنها تُرتكب من قبل مليشيات تقع تحت تأثير إيران".. واعتبر أن "معظم مليشيات الحشد الشعبي منضبطة وتعمل تحت قيادة الحكومة العراقية". وأضاف أن "هذه مشكلة لنا وللحكومة العراقية على حد سواء إنها مصدر قلق لنا وقد تحدثت مع السلطات العراقية بشأنها، وحتى الآن وفقاً لمخططنا للفلوجة فإن من يدخلها هي قوى أمن عراقية".

اقتحام حي الشهداء&

اعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة القوات المشتركية عن تحرير القوات العراقية لحي الشهداء الاولى اكبر احياء مدينة الفلوجة والواقع بضواحيها الجنوبية وتدمير معمل تفخيخ السيارات في المدينة.

واضافت الخلية في بيان أن قطعات جهاز مكافحة الإرهاب قد اقتحمت اليوم حي الشهداء الاولى، اكبر احياء الفلوجة، وحررت اغلب مناطقه ودمرت عجلتين مفخختين و3 عجلات مسلحة، وقتلت 42 عنصرًا لتنظيم داعش. &

ومن جهته، اكد قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق عبد الوهاب الساعدي، تحرير القوات الأمنية لحي الشهداء الاولى، وقال: "القوات الأمنية من جهاز مكافحة الارهاب والجيش والشرطة تمكنت من تحرير حي الشهداء الأولى المجاور لحي الشهداء الثانية جنوب الفلوجة من تنظيم داعش، بعد قتل العديد من عناصره".&

وعلى الصعيد نفسه، اشارت خلية الاعلام الحربي الى أن طائرات القوة الجوية العراقية ألقت آلاف المنشورات على قضاء الكوير جنوب شرق الموصل تهيب فيها بالمواطنين كافة التهيؤ لاستقبال القوات الأمنية العراقية والابتعاد عن مقرات وتجمعات تنظيم داعش لانها ستكون أهدافًا للقوات المسلحة.

&كما حددت المنشورات المنافذ الآمنة لخروج العوائل من الكوير وكيفية استخدام بطاقة الأمان عند التوجه للقوات الامنية.

واضافت الخلية أن طائرات القوة الجوية العراقية دمرت&اوكارًا لداعش ومعامل تفخيخ في الفلوجة.. وقالت "إن طائرات القوة الجوية العراقية الـ 159 قصفت اهدافًا لداعش في الفلوجة، واسفر القصف عن تدمير اوكار للتنظيم وورش تفخيخ ومخازن للاعتدة، اضافة الى قتل عدد من الارهابيين".

ومن جانبه، قال الجيش العراقي إنه تمكن من تأمين أول مسار خروج للمدنيين الذين يحاولون مغادرة مدينة الفلوجة. وقال العميد يحيى عبد الرسول، المتحدث باسم قيادة العمليات الخاصة، إنه تم تأمين مسار خروج أمس السبت إلى الجنوب الغربي من الفلوجة. وأضاف أنه كانت هناك مسارات خروج في السابق لكن هذا المسار آمن نسبيًا.

وكانت القوات العراقية قد بدأت عملياتها العسكرية في الفلوجة في 23 من الشهر الماضي، وهي تقوم حاليًا باقتحام بعض احيائها تمهيدًا لاقتحام مركزها وانتزاع كامل المدينة من ايدي تنظيم داعش الذي يحتلها منذ مطلع عام 2014، حيث تعتبر المدينة مركزًا دينيًا مهمًا للسنة في العراق، وتسمى "مدينة المساجد" نظرًا لانتشار مئات المساجد فيها، وفيها برز أول اتباع المذهب الوهابي في العراق نظرًا لوجودها على مفترق طرق مع السعودية والاردن.