إيلاف من لندن:&تصعد الولايات المتحدة الأميركية اللهجة لكبح جماح الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد، وترجم كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري موقف أميركا المناهض للأعمال القتالية، حيث وجه من النرويج تحذيرا لروسيا والرئيس السوري بشار الاسد بشأن ضرورة احترام وقف الأعمال القتالية، مؤكدًا أن صبر واشنطن محدود جدا، وفي وقت يبدي فيه كيري استعداد اميركا لمحاسبة المجموعات المسلحة من عناصر المعارضة الذين يشتبه بارتكابهم انتهاكات او الذين يواصلون المعارك في انتهاك لوقف إطلاق النار، استقرأت "إيلاف" &الآراء الإحتجاجية لبعض المعارضين السوريين لسياسة أميركا تجاه بلادهم، حيث رأوا فيها خطوات غير مسؤولة واحتجوا على عدم مصداقية واشنطن تجاه الشأن السوري.&

تجاهل أوباما لتجاوزات الأسد

اعتبر لؤي صافي، العضو السابق في الائتلاف الوطني السوري، "أن سياسات الإدارة الأميركية&في سوريا&ساهمت في تمكين استبداد نظام الأسد وإطالة عمره، وبذلك أعطت المنظمات المتطرفة هامشا واسعا للتمدد في سورية”، ولفت الى تجاهل أوباما تجاوزات نظام الأسد للخطوط الحمراء حول استخدام اسلحة الدمار الشامل التي أعلنها هو بنفسه.

وأكد صافي "أنه ربما ظن أن النظام لن يتجاوزها مثل السماح للطيران بقصف المدنيين دون أي اجراء ردع، اضافة الى الصمت حيال تدخل إيران والميليشيات العراقية وحزب الله اللبناني السافر إلى جانب النظام وأخيرا التفاهم مع روسيا حول تدخلها السافر في سوريا".

وأضاف أن "كل هذه الخطوات غير المسؤولة ساهمت في استمرار نظام الاستبداد، وتصعيد الأعمال الإجرامية ضد ملايين السوريين من قبال نظام غارق في ممارسات تعتبر في وثائق الشرعة الدولية جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، كما أدت إلى تمكين الجناح الإيراني الروسي الداعم للنظام في الصراع الدموي غير المتكافئ على الأرض السورية".

السياسة الأميركية تفتقد المصداقية

من جانبه قال أحمد الفواز عضو تيار الغد السوري إن "السياسة الأميركية لا تتمتع بأي نوع من المصداقية، واقتصرت ردة فعلهم على التهديدات والخطوط الملونة على الرغم من مجازر وإنتهاكات نظام الأسد ضد المدنيين واستخدامه كافة أنواع الأسلحة بدءاً من الرصاصة ووصولاً للأسلحة المحرمة دولياً ".

وأوضح أن واشنطن" تدخلت بشكل مباشر في أفغانستان والعراق ثم ليبيا رغم أن الانتهاكات والمجازر لم تصل في تلك البلدان الى الحد الذي وصلت اليه في سوريا”.

وأشار إلى اعتقاد البعض خشية أوباما من تكبد الولايات المتحدة خسائر بغنى عنها إلا أنه" أعلنت لاحقاً عن تحالف ضد الإرهاب تتكبد فيه ملايين الدولارات يومياً وكان من الممكن أن تقدم الدعم للمعارضة المسلحة المعتدلة التي وصفها أوباما سابقاً بـ (المزارع والطبيب والمهندس) وتجهيزها بما يمكنها من خلق توازن مع نظام الأسد والميليشيات التي تسانده بالوقت الذي تعددت فيه التصريحات من مسؤولين أميركيين خشية وصول الأسلحة إلى أيدي التنظيمات الإرهابية وهذا ما يظهر في سياستها المترددة والتي تفقدها المصداقية مع العلم أن هذه التنظيمات لم تبرز وتتمدد بهذا الشكل إلا بعد مضي سنة وأكثر من إنطلاق الثورة السورية".

وبالمحصلة التي نلمسها والتي تتضح للعيان مؤخرا، قال الفواز إن "هذه السياسة إستغلت الملف السوري واستفادت منه بالتفاوض مع الروس بنزع السلاح الكيماوي من يد النظام السوري وطمأنة حليفها الأقوى في المنطقة إسرائيل مقابل السماح للروس بدعم هذا النظام واستمرار مصالحها ونفوذها ، وتفاوضت مع الإيرانيين بالملف النووي واستطاعت تجميده أو تحويله إلى مشروع يستفاد منه في الطاقة السلمية وللمرة الثانية لطمأنة إسرائيل ،مقابل دعم إيران للنظام على أساس طائفي وتوسيع نفوذها في سورية والعراق ولبنان للإستفادة منها في الملف الخليجي علماً أن الولايات المتحدة تدّعي أنها (صديقة) لدول الخليج".

&

&

المدنيون يتعرضون لإبادة جماعية

وكانت الكاتبة الأميركية جنين دي جيوفاني انتقدت سياسة الرئيس باراك أوباما المترددة إزاء المجازر المتواصلة في سوريا، وقالت "إن المدنيين هناك يتعرضون لإبادة جماعية متواصلة".

وأضافت جيوفاني في مقال لها بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية “إن دليل على هذه الإبادة الجماعية هو أن السوريين يتعرضون للقتل بمعدل شخص واحد في كل ٥١ دقيقة، وتردد أوباما أتاح الفرصة أمام نظام بشار الأسد وحلفائه لمواصلة الإبادة الجماعية للسوريين".

وأثنى الكاتب الأميركي مايكل غيرسون على موقف جيوفاني حيث أكد أنّ المجازر المتواصلة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات ما كانت لتحدث لولا صمت إدارة أوباما، وأضاف غيرسون في مقال له نشر بصحيفة واشنطن بوست الأميركية أنه بينما تحدث أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث في سوريا، اكتفت إدارة أوباما بموقف المتفرج.

وأكد أن "هذا الموقف يعود إلى أن إدارة أوباما كانت تسعى وراء صفقتين فقط، هما نزع الأسلحة الكيميائية من النظام السوري وإبرام الاتفاق النووي مع إيران"، معتبرا أن " المجازر ستتواصل في سوريا لسنوات أخرى ما لم تتدخل أميركا لإيقاف نظام بشار الأسد الذي اقترف أبشع الجرائم بحق الشعب السوري".

فيما اعتبرت مجلة نيوزويك الأميركية " إن السر وراء عدم تدخل أوباما لوقف مجازر النظام السوري ضد المدنيين هو إيران”، وأضافت المجلة أن التدخل الأميركي بالأزمة السورية كان سيعرض المفاوضات بشأن النووي الإيراني للخطر. وتابعت " ركز اوباما على كيفية التوصل لاتفاق نووي مع إيران أكثر من الاهتمام بردع نظام بشار الأسد ووقف قتل المدنيين في سوريا".

التهدئة السورية خدعة

وفي الاطار ذاته قالت مجلة فورين أفيرز الأميركية" إن كثيرين ينظرون الى اتفاق التهدئة في سوريا على انه خدعة جديدة تمهد للتحضير لحملة روسية إيرانية من اجل تشديد الخناق على مدينة حلب شمالي البلاد".

وأضافت المجلة أن قوات إيرانية شوهدت جنوبي حلب، في وقت لم يسمح فيه نظام بشار الأسد مرور المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف من المحاصرين في سوريا بشكل عام.

وأكدت "أن روسيا قامت بتقليص وإعادة نشر قواتها في سوريا ولكنها لم تنسحب من البلاد بشكل كامل، بينما لا تزال منظومة صواريخ اس ٤٠٠ المتطورة في مكانها للدفاع عن قواعدها العسكرية، وكذلك من أجل منع أميركا ودول الجوار السوري من إقامة منطقة حظر طيران في سوريا دون موافقة من موسكو".

وأشارت إلى “أنّ واشنطن بدأت تقارب الموقف الروسي في ما يتعلق بالأزمة السورية".

وختمت بالقول "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بتسليم مسودة دستور إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مبني على وثائق أعدها خبراء قانونيون مقربون من نظام بشار الأسد وان مسودة الدستور هذه تتضمن بقاء الأسد في السلطة".