يعيش لبنان مرحلة أمنية دقيقة بعد تفجيرات القاع، ويغذي هذه المرحلة بعض الشائعات التي يتم تناولها على مواقع التواصل الإجتماعي من استهداف مناطق أمنيّة في لبنان من قبل تنظيم داعش.

بيروت: حذرت مصادر عسكرية من الشائعات التي توالت في الأيام الأخيرة، بعد تفجيرات بلدة القاع اللبنانية، وقالت المصادر إن وقعها يكاد يفوق في خطورته العمليات الإرهابية، مؤكدة التحضير لردع "إرهابيي الشائعات" وإحالتهم إلى القضاء المختص ومحاسبتهم، خصوصًا أنهم زرعوا بالروايات والسيناريوهات التي أطلقوها، القلق والخوف في نفوس اللبنانيين وتسببوا بالإرباك العام على مستوى البلد ككل.

ويعتبر النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ "إيلاف" أن المرحلة الحالية التي يعيشها لبنان دقيقة جدًا خصوصًا أمنيًا، ويمكن تجاوزها بالعودة إلى الدستور، والعودة إلى المسار الطبيعي للأمور في لبنان، كانتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم وضع كل السلاح الشرعي في يد الدولة اللبنانية وقيادة الخيارات الأمنيّة من قبل الدولة اللبنانية أيضًا، والإعاقة الأساسية تبقى ما يقوم به حزب الله في الداخل والخارج.

عن الشائعات التي تطال أماكن مستهدفة أمنية ومدى صحتها والغرض منها يقول علوش إن هناك شائعات لكن بعضها مبني على معطيات مخابرتية ودولية، بأن تنظيم داعش يحضر لعمليات على طريقة حرب العصابات، ويجب الا ننسى أنه في الوقت الذي انشغلنا به بالتفجيرات في القاع، حصلت جريمة مضاعفة أيضًا في مطار تركيا، وقبلها في بروكسل وباريس ومصر والأردن والكويت والسعودية، وعمليًا نحن بمواجهة مفتوحة على مستوى العالم أما على المستوى المحلي فالحل الوحيد لمواجهة الإرهاب يكون بالوحدة ولا يكون إلا بجيش واحد وانتخاب رئيس للجمهورية.

مطار بيروت

وردًا على سؤال بعد استهداف مطار تركيا هل يبقى الخوف قائمًا على استهداف مطار بيروت؟ يجيب علوش أن مطار بروكسل أيضًا تعرض سابقًا لعملية مماثلة، والإجراءات الأمنية مشدّدة في كل المطارات وتبدأ على باب المطار ومداخل قاعات السفر، لذلك يبقى التحصين داخليًا وإستباقيًا أفضل داخل المجتمعات.

عن الخوف الذي يصيب اللبنانيين جراء الشائعات والأحداث الأمنية يرى علوش أن الهلع طبيعي في هكذا حالة أمنية يمر بها لبنان، ولكن عمليًا ليست المرة الأولى التي نعيش فيها هذه المرحلة، بخاصة أن العالم بأسره في حالة هلع، وقلق، ولبنان جزء من هذا العالم ولكن عمليًا، منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة ورئيس الحكومة السابق رفيق الحريري نحن استمرينا لمدة خمس سنوات في حالة انتظار أن نشهد تفجيرات من هذا النوع.

الأمن الذاتي

وردًا على سؤال هل الأمن الذاتي الذي نشهده بعد تفجيرات القاع هو الحل؟ يجيب علوش أن لبنان جرّب الأمن الذاتي منذ عقود كثيرة، ولم يزد الأمر الوضع إلا تدهورًا، وأي بلد لا يملك السلطة الموحدة على كل السلاح في داخله، يصبح بشكل من أشكال كالصومال أو مجموعة من القبائل المتناحرة.

النزوح السوري

ولدى سؤاله ماذا عن اعتبار البعض أن الدولة اللبنانية هي من أدخلت "الإرهاب" إليها مع قبول النزوح السوري إلى لبنان؟ يؤكد علوش أن أي دولة في العالم لا يمكنها أن تقف بوجه النزوح، ومثلاً اوروبا البعيدة كل البعد عن سوريا، تملك مئات الآلاف من النازحين السوريين، الذين نزحوا إليها برًا وبحرًا وسباحة، ولم يكن بإمكان لبنان إقفال الحدود، ولم يكن بالإمكان منع تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، الذين حاصرهم حزب الله في القصير والزبداني والقلمون.

دور السياسيين

عن الدور الذي يجب أن يلعبه السياسيون في لبنان لتجاوز المرحلة الأمنية الخطيرة في لبنان يقول علوش إن الدور الوحيد يبقى العودة إلى وحدة الدولة من خلال رأس الهرم، أي انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.