عبد الاله مجيد من لندن: تُستخدم الطائرات المسيرة اليوم أكثر من أي وقت مضى لأغراض شتى، من المراقبة الأمنية الى حفلات الزفاف، وقد يكون القيام بدور الكاميرا الطائرة هو الغاية الرئيسية من استخدام الطائرة المسيرة ولكن خبراء يرون ان هناك امكانات أكبر من ذلك في هذه التكنولوجيا٫ والى جانب التصوير بكاميرات فائقة الوضوح فان الطائرات المسيرة تستطيع ان تحمل أجهزة مختلفة لجمع المعلومات وبذلك توسيع استخداماتها من الاستجمام الى الصحة والعلم. إدناه بعض الاستخدامات غير المعهودة للطائرات المسيرة.

1 ـ العناية بكبار السن والمرضى

بعد ان كانت شركة ايريال انثروبولوجي الاميركية تستخدم الصور التي تلتقطها طائراتها المسيرة لخدمة المكاتب العقارية والشركات الترفيهية اصبحت تستخدمها الآن لمواساة كبار السن والمصابين بأمراض لا شفاء منها بالتحليق فوق اماكن طفولتهم وزواجهم وذكرياتهم الأثيرة وبثها اليهم مباشرة في المستشفى.

وقال توم ديفيز مدير الشركة لصحيفة واشنطن بوست ان المرضى وكبار السن "يشاهدون بثاً مباشراً على الشاشة فيما تحلق الطائرة المسيرة فوق مناطقهم المحببة، ويستطيعون التفاعل مع الطائرة قائلين "فلنذهب الى هنا ـ لنحلق أعلى قليلا هنا ، لننتقل الى الماء" الخ". وأكد ديفيز ان المرضى والمسنين يشعرون بالامتنان لهذا الهروب البصري وهو يأمل الآن بتوسيع هذه الخدمة خارج ولايته اوهايو.

كما تساعد الطائرة المسيرة كبار السن على تلقي عناية أفضل والبقاء في البيت فترة اطول. وتُجرى الآن اختبارات في جامعة الينوي على طائرات مسيرة تستطيع ان تؤدي مهمات منزلية بسيطة مثل نقل قنينة دواء، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز. 

2 ـ اللياقة البدنية والرياضة

من الصعب ان يتخيل المرء مدربه الشخصي أو رفيقه في التمارين البدنية يحوم فوقه على ارتفاع امتار عدة. ولكن هذا هو الدور الذي تقوم به الطائرة المسيرة اليوم. وافادت تقارير بأن سلسلة فيرجن اكتيف للأندية الصحية التي يملكها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون تقدم للزبائن طائرة مسيرة تقوم بدور المدرب للاعبي التنس الذين يرغبون في تحسين ضرباتهم.

وفي جامعة نيفادا يطور باحثون طائرة مسيرة تراقب مسار العداء المكفوف باستخدام كاميرتين واطلاق صوت يوجه العداء المكفوف وهو يركض حول المضمار٫ ويتوقع البروفيسور ايلكي فولمر من الجامعة ان تمكن الطائرة ضعيفي النظر، الذين يعانون من ارتفاع معدلات البدانة بينهم ، من ممارسة التمارين البدنية بسهولة.

3 ـ ابحاث الحياة البرية والحفاظ عليها

واكتشف باحث بيولوجي في جامعة ستامفورد بولاية الباما نوعين من الأسماك مهددين بالانقراض في انهر الولاية بمساعدة طائرة مسيرة لأن هذه الطائرة غير المأهولة تستطيع الوصول الى مناطق من الصعب الوصول اليها بزورق وتستطيع مسح الماء من مسافة أقرب مما تستطيع المروحية. 

كما تُستخدم الطائرة المسيرة لمراقبة الحيتان وتصوير سلوكها وأخذ عينات من زفيرها لأغراض البحث العلمي. إذ تحلق الطائرة المسيرة مزودة بأوعية مخبرية فوق أنف الحوت اثناء اطلاق زفيرها لجمع عينات منه ثم تعود الى السفينة حيث تُجمد العينات على الفور، كما قالت العالمة ايمي ابريل. ويقوم العلماء بدراسة الميكروبات في كل عينة من الزفير ومقارنتها مع انواع وبيئات مختلفة. 

4 ـ اصطياد طائرات مسيرة أخرى 

وضعت سلطات الطيران ضوابط صارمة على الطائرات المسيرة تحدد متى وأين تستطيع التحليق ، والشخص المرخص له بتوجيهها. ولكن بعض الطائرات المسيرة "المارقة" تخرق هذه الضوابط ويتعين ملاحقتها قبل ان تتسبب في وقوع حوادث خطيرة أو تتجاوز على خصوصية أشخاص في بيوتهم. ولهذا الغرض اطقت اليابان طائرات مسيرة تحمل شِباكاً كبيرة لاصطيادة الطائرات المسيرة المارقة مثلما يصطاد العنكبوت الحشرات بشبكته. 

ولكن الهولنديين اختاروا تكنولوجيا طبيعية لملاحقة الطائرات المسيرة المخالفة. فهو يستخدمون نسورا مدربة تنقض على هذه الطائرات وتقتنصها بمخالبها.

 

اعدات ايلاف المادة عن صحيفة واشنطن بوست

المادة الأصل هنا