أفاد مسؤولون بأن أحد المسلحين المشتبه في قتلهما قسا في كنيسة شمالي فرنسا كان يخضع لمراقبة الشرطة وكان يرتدي شارة مراقبة وقت تنفيذ الهجوم. وقال المدعي العام فرانسوا مولينز إن "أحد منفذي الهجوم ويدعى عادل كرميش ويبلغ من العمر 19 عاما اعتقل مرتين العام الماضي وهو يحاول الوصول إلى سوريا". واقتحم كرميش ومهاجم آخر الكنيسة الواقعة في بلدة سان إتيان دو روفرى وهي إحدى ضواحي مدينة روان أثناء إقامة القداس الصباحي. وذبح المهاجمان القس المسن قبل أن تقتلهما الشرطة. وأشار مولينز إلى أن أحد الرهائن الأربعة، وهو راعي كنيسة مسن، أصيب بجروح بالغة جراء الطعن بسكين. وكشف مولينز أن المهاجمين كانا يحملان "عبوة ناسفة مزيفة مغطاة بورقة من الألومنيوم"، بالإضافة إلى أسلحة يدوية حينما اقتحما الكنيسة الكاثوليكية. وبعد أن هاجم المسلحان الأب جاك هامل وهو في الثمانينات من العمر، استطاع بعض المصلين الفرار وإبلاغ الشرطة، التي أرسلت فريقا متخصصا في التعامل مع حالات احتجاز الرهائن. واستخدم المهاجمان ثلاثة من الرهائن كدروع بشرية لمنع الشرطة من دخول الكنيسة، بحسب مولينز. وقال المدعي العام إنه حينما استطاع الرهائن الخروج في نهاية المطاف، تعقبهم المسلحان خارج الكنيسة وهما يصيحان "الله أكبر" قبل أن تقتلهما الشرطة. وأعلن ما يطلق عليه تنظيم الدولة الإسلامية أن اثنين من "جنود الدولة" نفذا الهجوم على الكنيسة. ووصفت راهبة عرفت نفسها بالأخت دانيل المأساة التي حدثت. وقال الراهبة، التي كانت موجودة في الكنيسة أثناء الهجوم، في حديث لوسائل الإعلام الفرنسية: "لقد أجبراه (الأب هامل) على الركوع على ركبتيه، وأراد أن يدافع عن نفسه، وهنا حدثت المأساة". وأضافت بأن المهاجمين "صورا نفسيهما، وأديا ما يشبه خطبة حول المذبح باللغة العربية، لقد كان مشهدا مروعا". وأعرب سكان البلدة عن شعورهم بالصدمة والحزن لمقتل الأب هامل، وقالوا إنه كان قسا محبوبا للغاية وكان يكرس جهوده لأبرشيته. وقال إمام المسجد المحلي في المنطقة الشيخ محمد كرابيلا: "لقد صُعقت لمقتل صديقي (الأب هامل)، لقد كان شخصا كرس حياته للآخرين". وأوضح مولينز أن السلطات بدأت التحقيقات للتعرف على هوية المهاجم الثاني. وقال إنه جرى احتجاز شاب جزائري المولد يبلغ من العمر 17 عاما، وهو الشقيق الأصغر لمشتبه به "مطلوب بموجب مذكرة اعتقال دولية لمغادرته لمنطقة العراق وسوريا". ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى "الوحدة"، محذرا من أن الحرب ضد ما سماه الإرهاب "ستكون طويلة". وقال "ديمقراطيتنا هي الهدف، وستكون درعنا، فعلينا أن نقف متحدين، وسنفوز بهذه الحرب". ولا تزال فرنسا تترنح من الهجوم الذي وقع في نيس في وقت سابق من هذا الشهر، حينما دهس التونسي محمد لحويج بوهلال بشاحنته حشودا من المحتفلين بالعيد الوطني المعروف بيوم "الباستيل"، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا.
- آخر تحديث :
التعليقات