حذرت صحف عربية عديدة بنسختيها الورقية والإلكترونية من محاولات تقسيم سوريا خاصة مع وقوع حلب تحت حصار القوات النظامية بعدما عندما شدد الجيش وحلفاؤه الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وبينما أشاد بعض المعلقين بـ"الانتصار الكبير والسريع الذي حققه المجاهدون السوريون في حلب"، أدان البعض الآخر محاولات "شطب سوريا الدولة الواحدة".

وما زال ربع مليون مدني يعيشون في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت الحصار بشكل فعلي منذ أن قطع الجيش النظامي آخر طرق الإمدادات الواصلة إلى المدينة. كما فتح الجيش النظامي السوري مؤخراً 4 ممرات آمنة لخروج المدنيين من حلب.

"تقسيم سوريا على جثة حلب"

ناقش عيسى الشعيبي في صحيفة الغد الأردنية ما أسماه "حصار حلب المزدوج" حيث قال: "المدينة المقسمة وقعت، في آن واحد، تحت حصارين متلازمين. أولهما، حصار عسكري، كان غير مستبعد منذ ستة أشهر، لدى إلقاء روسيا وإيران بثقلهما في الحرب على حلب، وثانيهما، حصار سياسي غامض، أنتجته متغيرات دولية وإقليمية متزامنة ".

ويؤكد الشعيبي أن "الحصار السياسي على حلب أشد وطأة من حصارها العسكري، نظراً لما ينطوي عليه هذا الطوق غير الملموس، من مصاعب خارجة عن نطاق السيطرة، وما يشي به من تحولات استراتيجية تجري في المحيط المجاور".

كما قال فهد الخيطان في الصحيفة ذاتها: "يبدو من تصريحات القادة العسكريين على الجانب الأمريكي، أن اللجوء إلى الجبهة الجنوبية كبديل لشن هجمات واسعة على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية لم يحسم بعد، بانتظار نضوج التوافقات مع روسيا من جهة، والتأكد من قدرة المجموعات المسلحة".

وفي النهار اللبنانية، حذر راجح خوري من تقسيم سوريا "على جثة حلب"، وأضاف: "واشنطن لم تتردد في الإعراب عن خوفها من أن تكون المناشير التي تدعو الحلبيّين الى الرحيل، محاولة لإفراغ المدينة من سكانها تمهيداً لاجتياحها وتغيير تركيبتها الديموغرافية، في حين تقول المعارضة إنها خطة تهجير قسري ترقى إلى جرائم الحرب وتصب في سياق مخطط تقسيم سوريا".

وتساءل خوري: "إذا كان الروس في حلب يرسّخون الدولة العلوية، فماذا يفعل الأمريكيون في منبج غير ترسيخ الدولة الكردية؟".

في السياق ذاته، علق سيد كيوان في الوطن القطرية على ما اسماه "كواليس شطب سوريا الدولة الواحدة". وقال كيوان "من غير المفهوم، لا بل مريب، هذا الاستعجال المفاجئ وهذه الاستماتة من قبل موسكو وطهران في حسم معركة حلب، التي يتم فيها استعمال سلاح الجو الروسي الذي بدونه لم يكن بمقدور الميليشيات الشيعية الموالية لطهران التقدم نحو المدينة التاريخية".

وأضاف: "ما القصد من قيام موسكو بخلق ممرات آمنة بدل السعي لفرض إطلاق النار، كما كانت تفعل في السابق؟ طبعاً ليس بهدف العودة إلى طاولة المفاوضات في جنيف وإنما للإجهاز على المعارضة".

"ملحمة حلب الكبرى"

في جريدة الشرق القطرية، دعا سمير الحجاوي إلى "تخليص حلب من أنياب الأسد". وأشاد الحجاوي بـ"الانتصار الكبير والسريع الذي حققه المجاهدون السوريون في حلب". وانتقد "تحالف الشيطان الذي يريد إسقاط حلب"، مشيراً إلى أنه "يضم إيرانيين وأمريكيين وروس وعراقيين وحزب الله اللبناني وميليشيات الدفاع العلوية ومرتزقة من أفغانستان وباكستان، اجتمعوا كلهم على صعيد واحد من أجل حسم المعركة وإنهائها بانتصار كبير على الشعب السوري وثورته".

وأشادت مها محمد في الوطن القطرية بـ"ملحمة حلب الكبرى" وأضافت: "ما يحدث في حلب ،ومع تقدم الثوار واستمرارهم في مناطق مختلفة من سوريا رغم كل المؤامرات، والجرائم الدولية التي تحاك ضدهم ليل، نهار يبشرنا أن النصر آتٍ بأذن الله".

وفي الرأي الأردنية، كتب صفوت الحدادين: "رغم حقيقة أن المعارضة السورية مفككة وضعيفة، فإنها باتت جزءا من "سوريا الجديدة" و النظام السوري بمجرد قبوله العودة للجلوس مع المعارضة من جديد للتفاوض ومن دون شروط مسبقة، يكون قد قدم اعترافاً علنياً بالمعارضة وحصتها من سوريا المقسمة مهما كانت نتيجة ما يجري في حلب".