دعا الصليب الحمر إلى توفير الحماية للمدنيين الفارين من المناطق المحاصرة في حلب السورية باستخدام ممرات الإغاثة الجديدة.

وطالبت الوكالة الدولية بالسماح لعمال الإغاثة بالوصول إلى مناطق المدنيين وضمان بقاء أفراد العائلات التي تختار المغادرة مع بعضهم.

وتقول روسيا، الحليف الرئيسي للنظام السوري، إنه سيتم فتح ثلاثة طرق أمام المدنيين والمتمردين غير المسلحين، وطريق رابع أمام المتمردين المسلحين.

ويقدر عدد المدنيين في المدينة المحاصرة بين 250.000 و300.000 شخص يعيشون في الأجزاء التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب.

ووصف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الممرات بأنها "عملية إغاثة واسعة النطاق". وقال إن هذه الخطوة "هي الأولى وتستهدف في المقام الأول ضمان أمن سكان حلب."

ولكن أغلب المجتمع الدولي تعامل بحذر مع هذه الخطوة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه يبدو من هذه الممارسة أنها محاولة لإجبار المدنيين على إخلاء المدينة وإجبار الجماعات المسلحة على الاستسلام.

وأضاف قائلا: "إن ما نحتاج لحدوثه هو بقاء الأبرياء في بيوتهم في حلب آمنين، ووصول مساعدات الإغاثة لهم التي وافقت عليها روسيا والنظام السوري من حيث المبدأ."

وقال ستيفان أوبريان نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الإنسانية إنه ليس مقتنعا بأن هذه الخطوة في صالح أهالي حلب. وأضاف قائلا:" نريد أن نضمن أنه إذا كان هناك عرض ومساهمات وطرق بعينها سيتم عرضها فلابد وأن تضمن كل الأطراف أنها آمنة وأنه لن يجبر أحد على استخدامها رغم إرادته أو يتوجه إلى أي مكان رغما عنه."

ورحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) بأي مهلة تتاح للمدنيين، ولكنها قالت إن المغادرة لابد وأن تكون طوعية ولابد من ضمان أمن من يختار البقاء.

نفاد الغذاء

وقال روبرت مارديني مدير الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط إن هناك حاجة "لوقفة إنسانية" في كل مناطق حلب التي تأثرت بالعنف.

وأضاف قائلا:" إن فرقنا بحاجة للوصول إلى التجمعات السكنية في شرق حلب الآن، وخاصة الأسر والعناصر الأكثر ضعفا مثل كبار السن والمرضى والمصابين والمعتقلين."

قوات الأسد استولت على مناطق جديدة في المدينة الخميس

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الإثنين أنه من المتوقع نفاد إمدادات الغذاء في حلب في منتصف أغسطس/ آب المقبل، فضلا عن استمرار تعرض العديد من المنشآت الطبية في المدينة للهجوم.

وقال شيوغو إن الممرات الثلاثة المخصصة للمدنيين والمقاتلين غير المسلحين سيتوفر بها مراكز طبية وغذائية. وأضاف قائلا إنه يرحب بالتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية.

أما الممر الرابع باتجاه شارع كاستيلو فسيكون للميليشيا المسلحة، ورغم ذلك شكا شويغو من أن الولايات المتحدة لم توفر معلومات حول كيفية الفصل بين وحدات الجيش السوري الحر الذي تؤيده والعناصر الجهادية من جبهة النصرة.

وأفادت الأنباء الواردة الخميس أن القوات الحكومية سيطرت على المزيد من المناطق في المدينة بحي بني زيد.

وعرض الرئيس السوري بشار الأسد العفو عن المتمردين الذين يلقون السلاح خلال ثلاثة أشهر. جاء ذلك في مرسوم صدر الخميس بحسب وكالة الأنباء الرسمية سانا.

يذكر أن العديد من عروض مراسيم العفو الرئاسية صدرت في السنوات الأخيرة.