عبّر معارضون سوريون عن فرحتهم لبدء فك الحصار عن حلب وتقدم الثوار &ومعتبرين أن ما حصل اليوم هو بمثابة هزيمة للنظام وأعوانه الروسي والإيراني، ومؤكدين أنهم يقفون مع كل الثوار المعارضين بغضّ النظر عن أيديولوجياتهم المختلفة.

إيلاف من لندن: أكد رياض نعسان آغا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في تصريح خاص لـ"إيلاف" أن ما يجري اليوم هو تحرير لمدينة حلب (شمال سوريا) من حصار مروع، إن لم يكسر، فسيموت عشرات الآلاف جوعًا ومرضًا، وستكون حال حلب أشد ضراوة وقسوة من حال مضايا والوعر وداريا وسواها من المواقع المحاصرة، لأن عدد المحاصرين في حلب كبير".

فخ ضد الثوار
أضاف "نرى عملية فك الحصار إنقاذًا لـ 300 ألف مواطن. كما إنها عملية تحرير من الاحتلال الإيراني والروسي وكل التحالف الطائفي اللبناني والعراقي والأفغاني الذي يشارك في تدمير سوريا وقتل السوريين".

واعتبر نعسان آغا أن "كل من يسعى إلى هدنة محلية مؤقتة هدفه الآن إيقاف التقدم الذي يحققه الثوار في حلب"، وذلك في إشارة إلى الاتصال الذي جرى بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي أمس، والذي رشحت الأنباء أنهما يطرحان إعادة تفعيل الهدنة في حلب.

وقال "لقد أهملت الولايات المتحدة اتفاقيتها مع روسيا حول وقف الأعمال القتالية في سوريا، وصارت فخًا لوقف الدعم عن الثوار".
وأكد أن "هذا التهاون الأميركي بتسليم ملف القضية السورية بتفويض كامل لروسيا سيجعل الولايات المتحدة تتراجع عن مبادئها المعلنة في حماية المدنيين، بل عن دورها كله".

وكان نعسان آغا قد شدد في مقالة له على أن "الأسد اختار الحسم العسكري رافضًا بخطاب علني هيئة الحكم الانتقالي، وجاء حصار حلب انتصارًا هلّل له شبيحة النظام بوصفه فاتحة لحصار إدلب، وإنهاء للمعارضة الوطنية بذريعة مكافحة الإرهاب، وكانت الخطة التي حددت في بداية أغسطس 2016 أن ينتهي حلفاء الأسد من إحكام السيطرة على المعارضة العسكرية ومن ثم يدعون هيئة التفاوض إلى جنيف وقد فقدت كل قواها".

وأشار الى أنه "من هنا تأتي أهمية فك الحصار عن حلب، وقد بدت مهمة مركبة، فهي القادرة على إعادة التوازن، وهي القادرة على تحرير حلب من قبضة الاحتلال الثلاثي (روسيا وإيران والميليشيات الطائفية)".

لا مجال للحديث عن أيديولوجيا&
من جانبه قال الإعلامي السوري توفيق الحلاق في تصريح خاص لـ"إيلاف" لقد "كاد بشار الأسد أن ينهي الثورة بعدما أسكت جبهات الغوطة وحمص، واحتل مناطق مهمة من داريا، وتفرغ لمحاصرة حلب والقضاء على آخر معاقل الصمود هناك".

وأضاف "لا أستطيع في هذه اللحظات التاريخية إلا أن أقف مع الثوار الأبطال الذين توحدت فصائلهم، واستطاعوا خوض معارك شرسة مع الأسد وروسيا وحزب الله وإيران، وتحقيق انتصارات نوعية أفقدت العدو أهم تحصيناته".

&ورأى الحلاق "أن الوقت الآن ليس مناسباً للحديث عن أيدلوجيات بعض هذه الفصائل بل هو وقت شحذ هممهم لبلوغ انتصار ناجز يقوض مخططات الأسد في إخضاع سوريا مرة أخرى لطغيانه ".

واعتبر "أن مايحدث في حلب اليوم يشكل في تقديري هزيمة حقيقية للنظام المجرم وفرض واقع جديد يجعل لمفاوضات جنيف قيمة بعدما كانت مجرد وسيلةِ لإضاعة الوقت، فيما يستمر العدوان الشرس، وتستمر هزائم قوى المقاومة".

إلى ذلك قال نصر الحريري الأمين العام السابق للائتلاف السوري على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي"فايسبوك": "الحمد لله تم رفع الحصار عن أهلنا في حلب للمرة الألف شكرًا تركيا". في إشارة إلى دعم تركيا المعارضين السوريين العسكريين.

معارك جديدة
هذا وأعلنت غرفة عمليات جيش الفتح اليوم السبت، انطلاق عملياتها العسكرية، التي تهدف إلى السيطرة على الكلية الفنية الجوية في منطقة معسكرات الراموسة في جنوب مدينة حلب، بعد ساعات فقط من انتهاء عمليات السيطرة على كلية المدفعية وهي أهم مواقع النظام هناك.

وقالت جبهة فتح الشام، أحد مكونات الغرفة، في بيان لها إن عمليات اقتحام الكلية بدأت بالفعل، وذلك بعد نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي عشرات الصور داخل كلية المدفعية.

وكانت قد أعلنت فصائل غرفة عمليات جيش الفتح اليوم فرض سيطرتها الكاملة على كل من كتيبة التعيينات وكليتي التسليح والمدفعية في حي الراموسة في جنوب حلب، وجاءت السيطرة على هذه المواقع بعد معارك عنيفة مع قوات النظام وحلفائه.

&

&