يُخضع الأطباء والعلماء نبتة ماريوانا للدراسة والتمحيص لاختبار تأثيرها الدوائي في عدد من الأمراض، في مقدمها بعض أنواع السرطان.
واشنطن: أعلنت الولايات المتحدة أن الماريوانا تبقى مصنّفة ضمن مخدرات الجدول (1)، ما يعني أنّه ربما يساء استخدامها وتعاطيها بشكل غير قانوني. لكنّ الأجهزة الفدرالية تفسح المجال لإجراء مزيد من البحوث عن الاستخدامات الطبية لهذه النبتة المخدرة من خلال تسهيل زراعتها للباحثين الذين يعتبرون أن موقف الحكومة يعيق البحوث، بغضّ النظر عمّا إذا كانت هذه النبتة مفيدة أو مضرة.
جهل تام
تقول الدكتورة ياسمين هيرد، من كلية جبل سيناء للطب، والتي تدرس تأثيرات الماريوانا في الدماغ إنّها "تفهم الموقف الحذر الذي تتّخذه الحكومة في هذا السياق لأنّ دورها الأساس هو حماية مواطنيها، لكن من المؤسف الاستمرار في إدراج الماريوانا ضمن قائمة المواد المخدرة الأخطر، بحسب إدارة مكافحة المخدرات".
وبينما قام أكثر من 20 ولاية بتشريع الماريوانا لاستخدامات طبية، لا يزال كثير من العلماء يجهلون بعض الأمور عنها. وبحسب ساشين باتل، من جامعة فاندربيلت، والذي يدرس القنّب (أو الحشيش)، "مذهل كم أن معرفتنا قليلة عن مادّة استخدمت منذ آلاف السنين، ونحتاج إلى دراسات بحثية واسعة وإلى مراقبة غير منحازة لفاعلية القنّب في معالجة الحالات المرضيّة التي لا نعرف عنها إلا القليل حاليًا. وبرأيي، من دون هذه الدراسات، نحن نجهل تمامًا كل ما يتعلّق بالنواحي الطبية للماريوانا".
يؤكّد العلماء أن دراسة هذه النبتة آمن، وليس مفترضًا أن يشكّل البحث فيها أي صعوبة. ووفقًا لغريغوري غيردمن، الأستاذ المساعد في علم الأحياء في كلية ايكارد،&"السؤال الذي لم يتناوله الباحثون هو إن كان استخدام دواء مصنوع من القنّب آمنًا أم لا، علمًا أنّ القنّب معروف عالميًا بأنّه دواء آمن يتحمّله الجسم بشكل جيد".
علاج فعّال لمرض السرطان؟
في حديث إلى مجلّة "تايم"، أوضح الباحثون الأمور التي يحاولون معرفتها عن الماريوانا. يقول غيردمن: "من المعروف عالميًا أن الماريوانا آمنة وقيّمة في الطب التلطيفي، ما يقوّض مبادئ الجدول (1)، وهناك أيضًا قصص يرويها بعض المرضى وكذلك عدد متزايد من دراسات حالات سريرية مشروعة ودراسات ماقبل سريرية، تشير جميعها إلى فاعلية المواد القنبية المخدرة ونشاطها في مقاومة الأورام السرطانية". إذًا، ينوي فيردمن معرفة إذا كانت عشبة الماريوانا فعّالة في معالجة السرطان. وإذا ثبت الأمر، فأي أنواع سرطان بالتحديد.&
أظهرت الدراسات تغييرات هيكلية صغيرة في دماغ الأشخاص الذين يستعملون الماريوانا. ويقول الباحثون إنّه لا شك في أن للماريوانا تأثيرًا&في الدماغ. لكنّ هذه التغييرات ما زالت مجهولة، بغض النظر عمّا إذا كانت سيئة فعلًا. وبحسب غيردمن، "لهذا السؤال المهم آثار هائلة مترتبة على السياسات العامة. وفي حين تعتبر وسائل الإعلام هذه التغييرات الفعلية دليلًا على الضرر، فهي ما زالت ضمن نطاق التغييرات الطبيعية في الجسم البشري".
الجرعة الأفضل & &
يرغب الباحثون في معرفة المزيد عن كمية الماريوانا المطلوبة لمعالجة مرض شخص ما، وكذلك مدّة العلاج. يعتبر الدكتور هيرد أن للماريوانا، مثل كل الأدوية التي وافقت عليها هيئة الغذاء والدواء FDA، آثار جانبية". وما زال الباحثون يحاولون تحديد النوعيات الأكثر إفادة ومعرفة إن كان الشخص يحتاج إلى النبتة كاملة أم مجرّد مركّب واحد منها.
يريد بعض الباحثين، مثل غريدمن، دراسة إذا كانت الماريوانا قادرة على التخلص من ألزهايمر أو حتى تخفيف تلف الدماغ الناتج من السكتات والارتجاجات. ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت في العام 2014 أن أحد مركّبات الماريوانا قد يبطئ إنتاج البروتينات التي تتجمّع عندما يكون الشخص مصابًا بالزهايمر.
وهناك بعض الإثباتات التي تشير إلى أن الماريوانا قادرة على مساعدة الناس الذين يعانون القلق، لكنّ العلاقة ما زالت غير مفهومة. ويلفت باتل إلى أنّه من دون التجارب السريرية قد يستغرقون وقتًا طويلًا للتأكد من ذلك.
إنهاء الوباء الأفيوني
أفادت صحيفة تايمز سابقًا بأن بعض الأطباء مهتم في استخدام الماريوانا كبديل عن الأفيون أو مساعد له بما أن الولايات المتحدة اليوم وسط وباء من الإدمان على المسكّنات. يصرّح الدكتور ليستر غرسبون وهو مساعد أستاذ فخري في الطب النفسي في كلية الطب في جامعة هارفارد قائلًا: "إن أعطيت الأفيون إلى جانب القنّب، ستحصل على مفعول تآزري"، أي تستطيع إعطاء كمية أقل من المواد الأفيونية أو الكمية نفسها، لكن لفترة أقصر. كما وجدت إحدى الدراسات في عام 2016 أن الأطباء العاملين في الولايات، حيث الماريوانا قانونية، وصفوا مسكنات أقل بـ 1836 جرعة سنويًا.
ويرغب العلماء أيضًا في فهم إذا كانت الماريوانا تسبب أي تأثير في المدى الطويل، بما أن بعض الأشخاص ربما يستخدمون النبتة طبيًا لبعض الوقت.&
"ما هي التأثيرات في الدماغ النامي؟" سؤال يعتبره هيرد مهمًا، لأنّ الدراسات السريرية التي أجراها بيّنت أن التعرّض للتتراهيدروكانابينول THC قبل الولادة أو في فترة المراهقة ربما يكون له تأثير في المدى الطويل في مرحلة البلوغ بعد مرور وقت طويل على استخدام المخدّر. & &
أعدّت إيلاف هذه المادة عن مجلّة تايم على الرابط أدناه:&
http://time.com/4448757/7-scientific-effects-of-marijuana-that-experts-want-to-study/?xid=newsletter-brief
التعليقات