&أعلن الملياردير الأميركي شون باركر المعروف بدوره في تأسيس فايسبوك، دعمه المالي لمشروع غير تقليدي كلفته 250 مليون دولار لمكافحة السرطان، بتحشيد مئات من كبار العلماء المتنافسين عادة واقناعهم بضم جهودهم وتوحيد أهدافهم البحثية.&

لندن: أعلن الملياردير الأميركي شون باركر عن دعم مشروع تصل تكلفته إلى 250 مليون دولار يهدف إلى تعبئة جيش من مئات العلماء في الحرب على السرطان

ويركز المشروع على العلاج المناعي الذي يعتبر مجالًا بحثيًا جديدًا نسبيًا يهدف الى استخدام دفاعات الجسم ضد الخلايا السرطانية. ويعتقد كثيرون أنه يمثل علاج السرطان في المستقبل.&

وانضم الى الكونسورتيوم أكثر من 300 عالم يعملون في 40 مختبرًا في ستة من أكبر معاهد التعليم العالمي ومؤسسات البحث العلمي في الولايات المتحدة.&

وقال باركر "إن العلاج المناعي للسرطان حقل بالغ التعقيد ومقابل كل جواب يثير 10 أسئلة أخرى، وأنا بصفتي رجل أعمال كنتُ أتمنى التوصل الى الاجابة عن بعض هذه الأسئلة عاجلاً وليس آجلاً".&

واعتبر الملياردير الأميركي أن المشروع طريقة لإزالة العقبات المرتبطة بالاجراءات البيروقراطية والاختلافات الشخصية بحيث يستطيع العلماء أن يستعيروا من مختبرات بعضهم البعض دون معوقات.&

إزالة العقبات

وسيبقى الباحثون في مؤسساتهم ومعاهدهم لكنهم سيتلقون تمويلاً اضافيًا، وتتوفر لهم قدرات أخرى، بينها علماء متخصصون بتحليل البيانات ومعدات للهندسة الوراثية ستصبح جزءًا من معهد باركر للعلاج المناعي للسرطان في سان فرانسيكسو، الذي سيكون مؤسسة غير ربحية.&

وستضم لجنة توجيه علمية متخصصة عضوًا من كل جامعة من الجامعات الست المشاركة في المشروع، مهمتها وضع الأجندة البحثية للعلماء وتنسيق جمع البيانات والاختبارات السريرية في مواقع متعددة.&

وسيكون المعهد الجديد برئاسة جيف بلوستون رئيس جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو سابقًا والعالم الكبير في مجال العلاج المناعي. وهو عضو فريق يضم 28 من كبار العلماء اعلنه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرًا لتقديم استشارته الى الحكومة الأميركية في مبادرتها التي رصدت لها مليار دولار من اجل التوصل الى علاج لمرض السرطان.&

ومن العلماء الآخرين المشاركين في المشروع، الريادي في العلاج المناعي كارل جون من جامعة بنسلفانيا، وجيمس اليسون من مركز أم. دي. اندرسن لأبحاث السرطان في جامعة تكساس الذي نال جائزة لاسكر الكبيرة عام 2015 على اكتشافه دواء يستخدم الخلايا التائية في الدم لتدمير السرطان.&

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن جون قوله "إن ممارسة النشاط العلمي كفريق من شأنه تسريع العمل بلا أدنى شك".&
&
كما يتضمن المشروع إقامة شراكات مع العديد من المنظمات المدنية المعنية بشؤون المرضى و30 شركة خاصة، بينها شركات عملاقة مثل ميرك وجنيتك وشركات ناشئة مثل شركة غرايل التي تعمل على تطوير اختبارات تتيح اكتشاف السرطان في اول مراحله.&

وتأتي هبة باركر بتمويل المشروع في اطار ثورة تشهدها علوم الحياة بقيادة رؤيويين مثل بول الن وبيتر ثيل ومارك زوكربيرغ وسيرغي برين يستخدمون ثرواتهم الكبيرة لدعم مشاريع تسبح ضد التيار السائد. واعرب العديد منهم عن رفض النظام الحالي الذي تستند اليه الاكتشافات العلمية، وفتحوا مسارات بحثية موازية له في حقول تنسجم مع افكارهم عن التجديد.&

التفكير الجماعي

وكانت آخر مبادرة بمثل هذا الطموح الكبير لاستهداف مرض محدد قرار بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت وزوجته مليندا مكافحة الملاريا. ورغم الثناء الذي نالته هذه المبادرة فإن باحثين أعربوا عن قلقهم من مطبات "التفكير الجماعي"، وقبل سنوات اتهم رئيس ابحاث الملاريا في منظمة الصحة العالمية مؤسسة غيتس بأنها كارتيل احتكاري يقمع تنوع الآراء في العلم.
&
وقال باركر راعي المبادرة الجديدة ضد السرطان انه يدرك هذه المخاوف، ولكن كونسورتيوم العلماء سيمنح الباحثين حرية التجديد مع التعاون بينهم. واضاف انه يُشرك آخرين في بناء المشروع، والتقى بايدن عدة مرات وكذلك فرانسيس كولينز مدير معهد الصحة الوطني الذي يموّل القسم الأعظم من الابحاث البيوطبية في الولايات المتحدة. وقال كولينز انه بدأ يفكر في العلاج المناعي للسرطان منذ اكثر من سبع سنوات حين كان هذا العلم ما زال يُعد حقلاً هامشيًا.&

العلاج المناعي

ويعتبر العلاج المناعي اليوم من أهم الحقول البحثية لمكافحة السرطان، حيث ارتبطت نجاحاته بعدد متزايد من الحالات التي شُفي فيها المصابون بالسرطان باستخدام "خلايا عجائبية" كعقاقير تجريبية.&

ويقدر أن 1500 علاج للسرطان هي الآن قيد التطوير، ولكن الوصول الى الاختبارات السريرية يمكن ان يصبح عملية انتقائية الى اقصى الحدود، والعقاقير نفسها يمكن ان تصل اثمانها الى 100 ألف دولار.&

والأكثر من ذلك أن العقاقير التي تؤدي مفعولها العلاجي لا تفعل ذلك على ما يبدو إلا مع مجموعة منتقاة من المرضى، وتكون عديمة الفاعلية مع مرضى مصابين بالحالة نفسها تماماً، أو حتى تكون ضارة بحيث تجعل حالة المريض اسوأ. ولم يتمكن العلماء من معرفة السبب.&

وقال باركر إن الوقت حان لتسريع البحث من أجل التوصل إلى حلول لا سيما وان زهاء 1.7 مليون شخص يُصابون بالسرطان في الولايات المتحدة سنويًا زائد 600 الف يموتون سنويًا بالمرض. وأكد باركر أنه سيستمر في القيام بدور مركزي في المشروع بخلاف أثرياء إنسانيين آخرين يمولون تأسيس معاهد بحثية تحمل اسماءَهم، ثم ينسحبون ويتركون إدارتها لآخرين.