قالت صحيفة فرنسية إن مصر تعاقدت مع شركة "داسو" للطيران على شراء أربع طائرات رئاسية حكومية فاخرة بقيمة 300 مليون يورو، وأثار الخبر حالة من الغضب والاستياء في أوساط المصريين، لاسيما أنه&جاء تزامناً مع اجراءات الرئيس السيسي التي&تهدف إلى رفع الدعم عن الفقراء ومحدودي الدخل وفرض ضرائب جديدة وزيادة فواتير الكهرباء ومياه الشرب.

إيلاف من القاهرة: كشفت صحيفة "لا تريبون" الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن شركة "داسو للطيران" الفرنسية، وقعت عقدًا لبيع أربع طائرات فاخرة من طراز "فالكون 7 إكس" للحكومة المصرية، مشيرة إلى أن قيمة الصفقة الجديدة 300 مليون يورو، بما يعادل ثلاثة مليارات جنيه مصري.

ولفتت إلى أن الطائرات الأربع سوف تحل محل أسطول الطائرات الحالي الذي تستخدمه الحكومة المصرية، والمكون من طائرات أميركية.

واعتبرت الصحيفة أن "الصفقة تمثل طوق النجاة للشركة التي تعاقدت في وقت سابق من هذا العام على بيع 24 طائرة مقاتلة&من طراز "رافال" لمصر، لاسيما أن سوق الطائرات التجارية الفاخرة&تعاني من خسارة فادحة.

وأشارت "لا تريبون" إلى أن شركة الطائرات الفرنسية تلقت 22 طلبًا لشراء طائرات "فالكون"، بينما ألغي 11 طلبًا لشراء "فالكون 5 إكس"، في النصف الأول من العام الحالي، بسبب التأخير لمدة عامين في تطوير محرك "سليركريست سافان".

وذكرت الصحيفة أن شركة "داسو" تلقت 25 طلب شراء طائرات "فالكون" في النصف الأول من العام الماضي، بينما تم إلغاء طلبات شراء 20 "فالكون نت جيتس".

وقالت الصحيفة إن شركة "داسو" تعاني في تسويق طائرات رجال الأعمال، ما يدفعها& لتقليل معدلات التسليم من 60 إلى 50 طائرة بنهاية العام الحالي، مقابل 55 طائرة تم تسليمها في 2015، مشيرة إلى أنها سلمت 15 طائرة في النصف الأول من العام الحالي، مقابل 18 في النصف الأول من 2015.

من داخل الطيارة

&

طائرة رفاهية

وتعتبر طائرة "7 إكس"، من أكثر الطائرات رفاهية في العالم، وتتكون من ثلاث استراحات فاخرة، وتضم كابينة القيادة نظامًا حديثًا للتحكم في الضغط عند الارتفاع الكبير في الجو، كما تضم نظامًا متكاملاً للترفيه، ونظاماً صوتياً للتخلص من الضوضاء.

ويمكن للطائرة حمل 16 راكبًا، وتعمل أكثر من 200 طائرة منها حاليًا في 32 دولة حول العالم.

وأثار الخبر حالة من السخط والغضب في أوساط المصريين، وتناقله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يعد هناك حدث يشغل بالهم سواه، بينما التزمت رئاسة الجمهورية والحكومة الصمت التام، وتناقلت وسائل الإعلام المصرية أنباء على لسان مصدر مجهولة، نفي الرئاسة أن تكون تعاقدت على شراء طائرات جديدة.

ويتكون سرب الطائرات الرئاسية في مصر من 24 طائرة بخلاف طائرات أخرى تابعة للقوات المسلحة تعاون السرب الرئاسي الذي يحمل اسم "RF99" أو شخصيات مهمة "vip"، ويتمركز دائمًا في قاعدة ألماظة الجوية، ويضمن سرب الطائرات الرئاسية تسع طائرات من طراز "4Gulfstream"، وثلاث طائرات من طراز "3Gulfstream"، وثلاث طائرات من طراز "Dassault Falcon"، التى يطلق عليها في الجيش المصري اسم "المستير" إلى جانب طائرتي إسعاف سريع من طراز "Station"، وسبع طائرات هليكوبتر من طراز "Black Hawk".

وتعتبر&الطائرة الرئاسية من طراز "Airbus A320-200" الأكثر فاخمة، وغالبية الطائرات الرئاسية اشتراها الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال حكمه الذي امتد لثلاثين سنة، بقيمة نصف مليار دولار، وجاء مع نشرته الصحيفة الفرنسية متزامناً مع قرارات اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لرفع الدعم عن الفقراء ومحدودي الدخل، وفرض ضرائب جديدة ورفع فواتير الكهرباء والمياه، مع توقعات برفع أسعار المحروقات، وقال السيسي قبل أربعة أيام انه سوف يستمر في اتخاذ قرارات وصفها بـ"الصعبة"، وقال خلال افتتاح مجمع صناعة البتروكيماويات في الإسكندرية ، إن "الوضع الاقتصادي صعب ولن أستطيع مواجهته بمفردي وستتم مواجهته بمساندة الجميع، والدولة بمفردها لن تنجح إلا إذا توافر التعاون والإجماع من الشعب المصري بالكامل لمواجهة هذا التحدي".

طائرة 7X

&

الإقتصاد المصري

وحمل السيسي ثورة يناير 2011، المسؤولية عن التدهور الاقتصادي، كما حمل الموظفين المسؤولية أيضاً بسبب زيادة الرواتب، وقال: "اكتشافات البترول توقفت بعد 25 يناير، ووقعت أحداث بعد الثورة أثرت في الاقتصاد المصري، الثورات لها سلبيات على مجتمعاتها، يجب أن نقبل ذلك ونعالجه".

وأضاف: "خلال السنوات&الأربع الماضية فقط أدت زيادة المرتبات نتيجة الضغط في عامي 2011 و2012 إلى وجود بروز (زيادة) في الدين الداخلي، ليتعاظم من 800 مليار جنيه (90 مليار دولار) إلى 2.3 ترليون جنيه (259 مليار دولار)، أي 97% من الناتج المحلي". وأشار إلى أنه تمت زيادة المرتبات في الدولة بحوالى 150 مليار جنيه (16.9 مليار دولار) في السنة، دون أن تكون هناك زيادة في الموارد، لافتاً إلى أن ذلك أدى إلى الاستدانة وبالتالي زادت الديون".

&وطالب المرأة المصرية بدعم اجراءاته، وقال: "تستطيع المرأة في مجتمعنا أن تقلل من إنفاق الكهرباء والمياه، وحاجات أخرى تمثل عبئًا على الاقتصاد، نداء للمرأة: من فضلك قفي جنب مصر، مصر بتقوم وهتقوم"، وأشار السيسي إلى أن "آخر محاولة لرفع أسعار المترو كانت من 12 عاماً، مشيراً إلى أن أسعار تذكرة المترو تزيد عن عشرة جنيهات، في حين أنها تباع بجنيه واحد للمواطن، وقال "نحاول أن نقلل الفجوة بين الموارد والمصروفات".

وطالب السيسي شعبه بـ"التضحية والحرمان"، وقال: اللي إحنا بنعمله دا عشان تكون مصر قد الدنيا، لازم تضحية وحرمان، يا مصريين متتخلوش عنها مش عني، بلدكم مصر قفوا جنبها".

داخل الطيارة

&