إيلاف من لندن: أكدت وزارة الخارجية العراقية حرص العراق على علاقاته الثنائية مع المملكة العربية السعودية وتأصيلها، لكنها أشارت إلى أنّ سفيرها في بغداد ثامر السبهان لم يوفق في العمل على تطوير هذه العلاقات.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في تدوينة على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نحن "حريصون على علاقاتنا مع السعودية، وهي من أولوياتنا المرحلية وسنسعى لتطويرها وتأصيلها".. غير انه أشار إلى أنّ "السفير السبهان لم يوفق للعمل على تطوير هذه العلاقة".. موضحًا أن تصريحاته لم تنسجم مع العمل الدبلوماسي في بغداد.
وكانت وزارة الخارجية قد طلبت من نظيرتها السعودية امس الاحد استبدال سفيرها في بغداد ثامر السبهان.
وفيما اذا كانت السعودية قد استجابت لطلب الخارجية العراقية باستبدال السبهان، اوضح جمال في تصريح متلفز اليوم أن المملكة العربية السعودية استلمت طلب الخارجية العراقية امس، ولكن لم يصدر أي رد رسمي بشأن ذلك الطلب. واضاف أن السفير السعودي في بغداد لم يكن موفقًا في تطوير العلاقات العراقية السعودية ونأمل من السفير الجديد أن ينحى في هذا الامر.
هاشتاغ "كلنا ثامر السبهان"
ومن جهتهم، اطلق ناشطون عرب على "تويتر" هاشتاغ "كلنا ثامر السبهان" دعمًا للسفير السعودي في بغداد وتابعته "إيلاف" اليوم.. حيث قال علي الظفيري: "الحديث ليس عن أداء السفير وتصريحاته بل عمالة وتبعية الحكومة والجماعات الشيعية السافرة لطهران".. فيما قال يعقوب حر التستري "وقف المشروع الفارسي التوسعي في الاحواز وباقي الدول العربية يحتاج ابطالاً مثل ثامر السبهان".
&وأشار سعود الفراج السبيعي إلى أنّ "طلب العراق من السعودية استبدال السفير السبهان كان يقف خلفه الحشد الذي يدار من ايران.. وحكومة العراق فقط جهة تنفيذ الاوامر".. ناشط آخر اطلق على نفسه اسم منشق عن حزب الله، قال "قطيع ايران في العراق ازعجته شجاعة ثامر السبهان فيطالبون باستبداله.. كلنا ثامر السبهان رغم انف الخامنئي".
اما انور مالك فقال "لا يشعر أحد مثلي بشجاعة وقيمة مواقف ثامر السبهان الذي يواجه الطائفيين وهو في عقر دارهم".. فيما قال عبد الله حسين "يقتحمون حدود العراق وينتهكون سيادته امر عادي، اما ثامر السبهان فمطلوب ابعاده".. اطالب وبقوة بطرد سفير العراق من السعودية".. وقال مانع المانع: "اوجعتهم يا معالي السفير.. بينما أشار الاعلامي نواف عسيري في تدوينته قائلاً "الشهم المغوار ثامر السبهان حفظك الله ورعاك يا فخر الوطن كفاءة وطنية جبارة". ومن جانبه، قال عبد الله الودعاني "500 الف ايراني يقتحمون حدود العراق وينتهكون سيادته امر عادي اما ثامر السبهان فمطلوب ابعاده".
&وتدوينة لمزهرة محمود قالت "ثامر السبهان ربنا يحفظك من هالوحوش اللي حولك وانشاء الله تبقى دائما شوكة في حلقهم". اما ابو تركي فقال "ثامر السبهان يمثل السياسة السعودية ولن تتغيّر مواقف المملكة مع تغيّر الاشخاص".. وتساءل ناصر قائلاً "يستبدلونه بمين.. كل السعودية ثامر السبهان"... في حن قال موفق الخطاب: "لقد نجح ثامر السبهان بدهائه اختراق وكشف اوراق الحكومة الطائفية في العراق وفضح نهجهم وانصياعهم اذلاء لملالي ايران".
حلفاء ايران في العراق ارغموا الخارجية على تقديم طلبها
وامس، نجحت ضغوط مارستها قوى واحزاب عراقية حليفة لايران في ارغام وزارة الخارجية العراقية على الطلب من نظيرتها السعودية استبدال سفيرها في بغداد ثامر السبهان الذي تحدث مؤخرًا عن تلقيه تهديدات بالقتل وتعرضه لمحاولة إغتيال في بغداد.
فقد جاء الطلب العراقي بإستبدال السفير السعودي بعد حملة شنتها قوى عراقية حليفة لإيران ضد السبهان، متهمين اياه بتهديد السلم الأهلي في البلاد، اثر إشارته إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية ضد اهالي المناطق السنية التي يتم تحريرها من سيطرة داعش، وهي انتهاكات أكدتها منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش.
وكان السبهان ذكر في تصريح متلفز لإحدى القنوات الفضائية المحلية أن رفض الأكراد ومحافظة الأنبار دخول قوات الحشد الشعبي مناطقهم دليل على عدم مقبوليته من قِبل المجتمع العراقي.
&وكانت تقارير صحافية كشفت قبل ايام عن محاولات لاغتيال السفير السعودي ونقلت عن مصادر عراقية قولها إن "الميليشيات التي خططت لاغتيال السبهان على ارتباط مباشر بإيران".
وكان السبهان قدم اوراق اعتماده سفيرًا جديدًا للسعودية في العراق إلى الرئيس فؤاد معصوم في 18 يناير الماضي، وذلك بعد قطيعة بين البلدين دامت ربع قرن. وعينت السلطات السعودية في يونيو عام 2015 السبهان أول سفير مقيم لها في العراق منذ عام 1991 بعد مفاوضات استمرت اكثر من عام منذ تشكيل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حكومته في سبتمبر عام 2014 بعد ان كانت المملكة عيّنت مطلع عام 2012 سفيراً لها غير مقيم في العراق قبيل انعقاد القمة العربية في بغداد في العام نفسه، الا أنها تراجعت عن قرارها لاحقاً بسبب الخلافات مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وأغلقت السعودية سفارتها في بغداد عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت وكثيرًا ما اتهمت الرياض العراق بالتقارب الشديد مع إيران المنافس الأساسي لها في المنطقة وبتشجيع التمييز الطائفي ضد السنة وهي اتهامات تنفيها بغداد.&
وبدأت السعودية تحركات حذرة نحو المصالحة مع العراق، بعد تعيين حيدر العبادي رئيسًا جديدًا لحكومته. ويعدّ طراد عبد الله الحسين الحارثي آخر سفير سعودي مقيم لدى العراق جرى تعيينه في عام 1983 وظل في منصبه حتى الغزو العراقي للكويت في عام 1990 حين قطعت السعودية علاقاتها مع العراق.. وفي عام 2012 عيّنت المملكة فهد بن عبد المحسن الزيد سفيراً غير مقيم لها لدى العراق وتسلم أوراق اعتماده الرئيس العراقي السابق جلال طالباني.&
وشهدت العلاقات العراقية السعودية حالة من التأزم منذ تولي رئيس الوزراء نوري المالكي رئاسة الوزراء في عام 2006 إذ اتهمت السعودية في أكثر من مناسبة الحكومة العراقية ورئيسها بممارسة نهج طائفي في السلطة، فيما ظل المالكي وبعض القيادات الشيعية المنتمية للتحالف الوطني تتهم الرياض بالوقوف وراء أعمال العنف في العراق، وتشير إلى أن وجود سعوديين في العراق ضمن الجماعات المسلحة يدل على هذا الأمر، فيما اتجهت تلك العلاقات إلى الانفراج بعد وصول رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى السلطة، والذي أكد في أكثر من مناسبة على سعيه لإعادة جسور التواصل مرة أخرى مع جميع دول العالم لاسيما المجاورة.. لكن الطلب العراقي من السعودية امس الاحد استبدال سفيرها في بغداد جاء ليشكل أزمة جديدة في علاقات البلدين المضطربة منذ حوالي ثلاثة عقود من الزمن.
التعليقات