أطلقت السلطات التركية حملة جديدة لمطاردة عادل أوكسوز، الشخص الغامض الذي تصفه الجهات الأمنية بالصندوق الأسود لمنظمة غولن، التي تتهمها أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة.

إيلاف من لندن: لا تزال السلطات التركية تبحث عن عادل أوكسوز، إمام قاعدة أقنجي العسكرية، الذي اختفى عن الانظار بعد الافراج عنه منذ 45 يوماً بعد اعتقاله في إطار التحقيقات الجارية حول محاولة الانقلاب الفاشلة، وتم الإفراج عنه.&

وقالت وكالة أنباء (الأناضول) إنه في ليلة وقوع محاولة الانقلاب، تمكنت السلطات التركية من توقيف أوكسوز، الأستاذ المساعد في كلية الشريعة التابعة لجامعة سقاريا، المعروف بـ"إمام القوات الجوية" لدى منظمة غولن أثناء تواجده في قاعدة أقنجي العسكرية التي اتخذها الانقلابيون مقراً رئيسياً لتنفيذ محاولتهم الفاشلة، غير أنّ القاضيين كوكسان جليك وجتين سونماز قررا إخلاء سبيله بداعي عدم توفّر الادلة الكافية التي تثبت تورطه بمحاولة الانقلاب.

وبعد اختفاء أوكسوز المفاجىء، بدأت عملية البحث عنه في جميع الأراضي التركية، فيما قامت هيئة القضاء الاعلى في تركيا بإبعاد القاضيين عن عملهما موقتاً نتيجة لذلك.

أمر اعتقال&

وأصدرت السلطات التركية قراراً عقب إخلاء سبيل أوكسوز بخصوص اعتقاله مجدداً بداعي أنه يعدّ من أهم الأشخاص الذين خططوا لمحاولة الانقلاب، واستنفرت فرق الدرك والشرطة منذ 45 يوماً للبحث عنه وإلقاء القبض عليه.

وكان أوكسوز أدلى بإفادة في النيابة العامة في أنقرة، قال فيها إنه توجّه من ولاية سقاريا إلى العاصمة أنقرة قبل محاولة الانقلاب بيوم واحد، وبات تلك الليلة في منزل بمنطقة "كجي أوران"، واستقلّ سيارة أجرة للانتقال إلى منطقة "قازان" التي تتواجد فيها قاعدة أقنجي العسكرية، وأنه جاء إلى المنطقة بغية شراء قطعة أرض.

إفادة كاذبة&

واتضح فيما بعد أنّ إفادة أوكسوز التي أدلى بها كانت كاذبة لا سيما أنّ أجهزة الشرطة علمت بأنّ المنزل الذي ادعى أوكسوز إقامته فيه كان مهجوراً ولم يقطنه أحد منذ فترة طويلة، إضافة إلى أنه ادعاءاته بخصوص استئجار سيارة أجرة للانتقال إلى قازان، كذلك كانت كاذبة، لأنّ التحقيقات أوضحت بأنّ منطقة قازان لم تأتِها سيارة أجرة في ذلك اليوم.

وأشارت (الأناضول) إلى أن أجهزة الشرطة أجرت في 19 يوليو الماضي، تفتيشاً دقيقاً في مكتبه بكلية الشريعة في جامعة سقاريا على اعتبار أنه كان أحد أعضاء الكادر التدريسي في الجامعة المذكورة، وضبطت عدداً من الأوراق والوثائق، اضافة الى كتاب ألّفه زعيم المنظمة فتح الله غولن، وأخذت نسخة عن القرص الصلب لحاسوبه.

وتلقت أجهزة الشرطة معلومات عن توجّه أوكسوز إلى ولاية أقسراي عقب إخلاء سبيله مباشرةً، وأجرت فرق الشرطة في الأول من أغسطس تفتيشاً في منزل والد زوجته الكائن في منطقة أقيازي، وعثرت في مرآب المنزل على سيارة أوكسوز التي تحمل اللوحة (34 SIR 49).

اعتقال الشقيق

وأوقفت السلطات التركية في 3 أغسطس شقيق أوكسوز "أحمد أوكسوز" البالغ من العمر 44 عاماً في ولاية قرة بوك، وفي 13 أغسطس تمّ توقيف جواد يلدريم والد زوجته في ولاية سقاريا.

وتبيّن خلال التحقيقات أنّ عادل أوكسوز أرسل زوجته وأولاده الثلاثة إلى الولايات المتحدة الأميركية قبل محاولة الانقلاب بشهر، ليقيموا في منزل والد زوجته "عبد الهادي يلدريم".

وفي 9 أغسطس أوقفت السلطات التركية الصحافي أردال شن وعلي سامي يلدريم المعروف بإمام روسيا بتهمة تسترهما على أوكسوز ومساعدتهما له بالفرار.

نقاط تفتيش

ولغايات إلقاء القبض على أوكسوز، أقامت فرق الدرك في سهل أجيلي التابع لمنطقة أقيازي بولاية سقاريا نقاط تفتيش، وتقوم هذه الفرق بمراقبة دقيقة على الداخلين والخارجين من المنطقة ، كما أجرت هذه الفرق خلال الفترة الماضية تفتيشات دقيقة في العديد من المنازل والمناطق الحراجية وكل مكان يشتبه في وجود أوكسوز فيه.

ومع استمرار عمليات البحث عن أوكسوز في ولاية سقاريا، قامت مديرية أمن أنقرة بتشكيل فريق خاص معني بالبحث عنه، وذلك من أجل الإسراع في إلقاء القبض على أوكسوز المشتبه الاول في التخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة.

ويضمّ هذا الفريق الخاص عناصر من فرق مكافحة الإرهاب، وآخرين من جهاز الاستخبارات، وفرق مكافحة الجرائم المنظمة إضافة إلى عناصر من مديرية الأمن، ويتوقع هذا الفريق أن يكون أوكسوز مختبأً في منزل آمن، فيما يقومون بمراجعة كافة اتصالاته قبل اختفائه أملاً في العثور على إشارة توصلهم إلى مكانه.

وفي 29 أغسطس، عثر عدد من المواطنين على مأوى بشكل حفرة في قطعة أرض بجانب نهر في حي جلدرلار في منطقة أقيازي بولاية سقاريا، وقاموا بإبلاغ هذا المستجد إلى الجهات الأمنية التي جاءت إلى المكان وأجرت فيه التدقيقات اللازمة.

وعقب التدقيقات تبيّن أنّ المأوى يبلغ مساحته 9 امتار مربعة وارتفاعه 1.5 متر، وأنّه حُفر قبل فترة زمنية قصيرة، وعثرت الجهات المعنية بداخله على آلات تستخدم في أغراض حفرية، إضافة إلى قميص وزجاجة ماء.

دعم كلينتون&

وبالتزامن مع استمرار البحث عن أوكسوز، نشرت صحيفة "يو إس توداي" الأميركية في 23 أغسطس الماضي خبراً أوضحت فيه أنّه كان أسس شركة وهمية في ولاية نيو جيرسي الاميركية قبل أعوام وتبرع من خلالها بالمال لصالح الدعايات الترويجية لحملة هيلاري كلينتون الرئاسية.

وذكرت الصحيفة في تقريرها أنّ أوكسوز تبرع بمبلغ 5 آلاف دولار لكلينتون خلال حملتها الانتخابية للترشح عن الحزب الديمقراطي، لتكون مرشحة الحزب لانتخابات الرئاسة الأميركية، واشارت إلى أنه قدم التبرع بتاريخ 27 يونيو العام 2014.&