قال ليام فوكس، وزير التجارة الدولية البريطاني، إن بلاده أضحت "كسولة وبدينة للغاية"، حيث يفضل رجال الأعمال "لعب الغولف بعد ظهيرة يوم الجمعة"، بدلا من العمل على زيادة رخاء البلاد. جاءت تصريحات المسؤول البريطاني خلال مؤتمر لحزب المحافظين بعنوان "الطريق إلى الإمام"، وسجلتها صحيفة التايمز. وقالت رئاسة الوزراء البريطانية إن فوكس كان يعبر عن وجهة نظره الشخصية. وقال ريتشارد ريد الذي شارك في تأسيس شركة "إينوسنت درنكس" إن فوكس "لم يقم بعمل تجاري يومي طيلة حياته". ويعد فوكس، الذي كان أحد أبرز أعضاء حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي خلال استفتاء يونيو/ حزيران الماضي، مسؤولا عن التفاوض بشأن الاتفاقات التجارية لبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد. وخلال حديثه إلى نشطاء مساء الخميس، قال فوكس إن هناك حاجة إلى إجراء تغيير في ثقافة قطاع التجارة والأعمال في بريطانيا، وقال إن الأشخاص يجب أن يتوقفوا عن التفكير في التصدير باعتباره فرصة، ويبدأوا في التفكير فيه باعتباره واجبا. وأضاف: "هذا البلد لم يعد عضوا في منطقة التجارة الحرة كما كان سابقا. لقد أصحبنا كسولين للغاية وبدناء للغاية، مقارنة بالنجاحات التي حققتها الأجيال السابقة". وأردف: "الشركات التي يمكن أن تسهم في رخاء بلدنا - ولكنها تحجم عن ذلك لأنه ربما يكون أمرا صعبا للغاية، أو مستنفدا للوقت، أو ربما لأن مديريها لن يتمكنوا من لعب الغولف بعد ظهيرة يوم الجمعة - علينا أن نقول لهم إذا كنتم ترغبون في أخذ نصيب من رخاء بلدنا فعليكم واجب بأن تشاركوا في تعزيز رخاء بلدنا". وانتقد فوكس في حديثه أيضا "رؤية وزارة الخارجية للعالم" بسبب تركيزها على العواصم والدبلوماسية بدلا من الشؤون التجارية، وقال إن وزارته الجديدة تولت مسؤولية "الأمور التجارية". وتأتي تصريحات فوكس بعد خطاب، أرسله إلى وزير الخارجية بوريس جونسون وسرب للصحافة، أشار فيه إلى أن التجارة البريطانية لن تنتعش ما لم يتم تحديد صلاحيات وزارة الخارجية لتهتم فقط بالدبلوماسية والأمن. ويقول فوكس إن المصدرين البريطانيين غالبا ما يفضلون لعب الغولف، بدلا من التركيز على تصدير سلعهم إلى الخارج. وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن فوكس كان يعبر عن وجهة نظره الشخصية خلال المؤتمر، وليس عن وجهة نظر الحكومة. وقال متحدث باسم فوكس إن الوزير ملتزم بدعم كل الشركات في بريطانيا، لكي تستفيد من الفرص التي يوفرها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي. لكن ريد، الذي كان أيضا نائبا لمدير حملة البقاء في الاتحاد الأوربي، وصف تصريحات فوكس بأنها "مثيرة للاشمئزاز". وقال ريد لبي بي سي: "إنه يمثلنا ويمثل هذا البلد، لكنه يتحول ليذمنا ويصفنا بأننا كسولون وبدناء. إنه لم يمارس عملا من أعمال التجارة طيلة حياته". وأضاف: "إنه مزعج. صوت مزعج لقطاع الأعمال والتجارة البريطاني". وأتبع ريد متحدثا عن نفسه إنه "لم يلعب الغولف طيلة حياته". وقال تشوكا أومونا، عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال، إن تصريحات فوكس "مخزية للغاية وتأتي من شخص يفترض أن يروج للتجارة البريطانية حول العالم، والشركات البريطانية تستحق أن يعتذر لها". وقال تيري سكولار الرئيس التنفيذي لاتحاد أصحاب الأعمال الهندسية: "تصريحات ليام فوكس غير حصيفة وغير مشجعة تماما". وأضاف: "ما نتطلع إليه في هذه الفترة الغامضة هو دعم الحكومة وليس العكس، خاصة في بيان الخريف القادم". وقال جوناثان أشوورث، الوزير بدون حقيبة في حكومة الظل، إن فوكس يفتقد لـ "التواضع" وعليه أن يعتذر. وأضاف: "هذه تصريحات عدائية وفجة". وقال بات ماكفادن، عضو البرلمان عن حزب العمال، إنه يشكك في إمكانية أداء فوكس لمهام وظيفته. وأضاف: "من الصعب أن نفهم لماذ يهاجم وزير التجارة البريطاني الشركات البريطانية، بينما يفترض أنه يروج لبريطانيا كمكان رائع للاستثمار"."صوت مزعج"
"عدائية وفجة"
- آخر تحديث :
التعليقات