قالت مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا إن قرار ديفيد كاميرون إجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي كان "واجهة" تقف وراءها أسباب انتخابية محضة، في حين أن الاستفتاء الذي ستدعو إليه بشأن خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي لن يكون مدفوعًا بحسابات سياسية ضيقة، بل بـ"مصالح الشعب".&

إيلاف: تعهدت لوبن، التي ترجّح الاستطلاعات وصولها إلى الجولة النهائية للانتخابات الرئاسية الفرنسية في مايو المقبل بإعادة التفاوض بشأن عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي على الفور إذا فازت في الانتخابات. &

نسخة فرنسية
أوضحت لوبن، في لقاء مطول مع جمعية الصحف الأنغلو سكسكونية في باريس، أنها ستطالب باستعادة فرنسا السيطرة على حدودها وسيادتها الاقتصادية والنقدية وحريتها في تشريع القوانين. وفي غضون ستة أشهر ستدعو إلى استفتاء شعبي، وإذا تعذرت استعادة هذه الصلاحيات من بروكسل، فستدعو إلى "فريكسيت"، النسخة الفرنسية من "بريكسيت". &

وأكدت زعيمة الجبهة الوطنية المعادية للمهاجرين والاتحاد الأوروبي أن المفاوضات التي تقترحها ستكون مختلفة تمامًا عن الاتفاق الفاشل، الذي توصل إليه كاميرون مع بروكسل، قبل الاستفتاء على بريكسيت. &

وقالت إن رئيس الوزراء البريطاني السابق كان ضحية استراتيجية السياسية عينها حين دعا إلى الاستفتاء لمنع حزب الاستقلال البريطاني اليميني المتطرف من المزايدة عليه، وطمأنة المحافظين الذين كانوا يزدادون عداء للاتحاد الاوروبي داخل حزبه. &&

سكين اليورو
وأعربت لوبن عن اعتقادها بأن كاميرون لم يكن يريد بريكسيت، وبالتالي فإن الاستفتاء كان من باب المظاهر فقط، فكلفه ذلك ثمنًا سياسيًا باهظًا حين اضطر إلى الاستقالة. &&

ونفت تخفيف موقفها بشأن خروج فرنسا من منطقة اليورو، قائلة إنه "من المهم أن تستعيد فرنسا عملتها الوطنية". وأشارت إلى أن اليورو "عقبة وعبء على القوة الشرائية وتشغيل الأيدي العاملة الفرنسية". واتهمت بروكسل باستخدام اليورو في اليونان "ليس كعملة، بل سكين يُغمد في أضلع بلد ما لإجباره على أن يفعل ما لا يريد شعب هذا البلد أن يفعله". &

وحين سُئلت لوبن إن كان من الجائز أن تراجع موقفها ضد الاتحاد الأوروبي بعد الفوضى المرتبطة بتنفيذ بريكسيت في بريطانيا، قالت إنه "ليست هناك أي فوضى بشأن بريكسيت، بل على العكس فإن الفوضى المتوقعة لم تحدث، وأداء بريطانيا أفضل منه قبل بريكسيت، والمؤشرات الاقتصادية جيدة جدًا.... وثقة المستهلكين في أعلى مستوياتها منذ سنوات". &

تعديل نبرة
وأعلنت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف أن "الاتحاد الأوروبي لا يتقدم من خلال التماسك، لأن لا أحد يتمسك بمؤسساته السياسية بل يتقدم بالتهديد والوعيد والابتزاز". &

وقبل أربعة أشهر على الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تحاول لوبن إبعاد خط حزبها الرسمي عن لغة التطرف والعنصرية، التي اقترنت به في السابق. وهي لكي تحقق أهدافها الانتخابية يجب أن تكسب أصواتًا من خارج قاعدتها التقليدية. وسرقت من اليسار سياساته الاقتصادية ومطالبته بحماية الدولة للصناعة الوطنية، وحزبها الآن هو المفضل بين عمال القطاع العام الفرنسي، الذين كانوا تاريخيًا يؤيدون اليسار. &

وتطرقت لوبن إلى علاقاتها الطيبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلة إنها لن تكون دمية بيد أحد، بل "أنا امرأة حرة تمامًا، لا أُريد أن تكون فرنسا خاضعة للولايات المتحدة... ولا أُريد أن نكون خاضعين لروسيا أيضًا". &

غير مشروطة
وعن اتهام روسيا بالتأثير في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، قالت لوبن إنها لم تتمكن من رؤية أي أدلة جدية تسند هذه الاتهامات.

ونفت لوبن أن القروض التي تُمنح إليها من روسيا تأتي مصحوبة باتفاقات على اتخاذها مواقف مؤيدة لروسيا. وقالت إنه "حين يمنحني بنك ما قرضًا ليس هناك مقابل في أي حال من الأحوال" سوى الالتزام بتسديد القرض، واصفة رفض جميع البنوك الفرنسية تقديم قروض إلى حزبها بـ"الفضيحة". وأكدت أنها لا تزال تبحث عن قروض في الخارج، بما في ذلك من بنوك بريطانية وأميركية. ويواجه حزب الجبهة الوطنية تحقيقات بارتكابه مخالفات في تمويل حملاته الانتخابية في السابق. &


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط الآتي:

https://www.theguardian.com/world/2017/jan/06/marine-le-pen-front-national-cameron-eu-referendum


&