نصر المجالي: كشف النقاب في العاصمة الأردنية عمّان عن أن زيارة الملك عبدالله الثاني الخارجية في 22 ديسمبر الماضي، التي لم يعلن في حينها عن وجهتها، لم تكن "خاصة" بالمعنى العملي للزيارة، بل أنها كانت حافلة بجدول أعمال مهم في العاصمة الأميركية.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة عن سلسلة لقاءات غير رسمية أجراها العاهل الأردني في الأوان الأخير مع عدد من قيادات فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي سيتسلم مهامه في العشرين من الشهر الجاري.&
لقاء
ولا تستبعد "إيلاف" على هذا الصعيد، أن يكون العاهل الأردني التقى شخصياً وجهاً لوجه مع الرئيس المنتخب، لكن ظروف البروتوكول وعدم تسلم ترامب لولايته رسميًا يحول دون الاعلان عن ذلك "حتى ولو كان اللقاء خاصاً"، فضلاً عن احترام الأردن للإدارة الأميركية المنصرفة، باعتبار أن باراك أوباما هو الرئيس الشرعي حتى يوم 20 يناير.
وتوقعت المصادر الأردنية، حسب تقرير لصحيفة (الغد) الأردنية أن يعقد لقاء قمة يجمع الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي ترامب في واشنطن خلال الأشهر القليلة المقبلة.&
ونوّهت نفس المصادر إلى أن اللقاء سيتزامن مع رئاسة الملك عبدالله الثاني للقمة العربية في دورتها العادية التي ستجري في عمان نهاية مارس المقبل، وهو ما سيمنح الملك تفويضًا عربيًا للحديث في مختلف القضايا العربية الراهنة.
مؤتمر لمكافحة الارهاب
وكان الرئيس المنتخب لمح في وقت سابق الى احتمال الدعوة لمؤتمر دولي لمواجهة الارهاب بعد أشهر من توليه منصبه رسمياً، وذكر علانية أن من بين من ستتوجه لهم الدعوة للمشاركة، كلاً من العاهل الأردني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
ويشار إلى أن العاهل الأردني كان من أوائل الزعماء في العالم الذين اتصلوا هاتفيًا بالرئيس الأميركي المنتخب لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية.
وعاد الملك عبدالله الثاني يوم السبت الماضي، من الزيارة الخارجية التي أثارت حينها الكثير من التساؤلات لجهة توقيتها، إذ أنها جاءت غداة العملية الإرهابية في مدينة الكرك الجنوبية، والتي أشرف الملك على تفاصيل الجزء الثاني منها مباشرة من مركز الأزمات، وفي الصباح أعلن عن زيارته الخاصة.
محاور مهمة
ونقلت يومية (الغد) الأردنية عن مصادر لم تسمِّها، قولها إن اللقاءات المكثفة التي جرت خلال زيارة الملك غير الرسمية لأميركا مؤخرًا، تناولت عددًا من المحاور والقضايا على الصعيدين العربي والمحلي.
كما كشفت المصادر أن الحوارات كانت فرصة لاستجلاء تصورات الإدارة الجديدة في تعاملاتها مع ملفات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتطورات الحرب على الإرهاب.
وأكدت المصادر أنه فيما تناولت الحوارات الأردنية الأميركية جانبًا من تطورات العلاقات الثنائية، أكدت المصادر أنها تناولت أيضًا تطورات الأزمة السورية، والأزمة العراقية والواقع الميداني للحرب على تنظيم 'داعش' الإرهابي، وجهود استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
ملف القدس
وتوقفت المناقشات وفق تأكيدات المصادر المطلعة عند ملف القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والتداعيات السلبية المترتبة على الطروحات الأميركية التي أعلنت نواياها في نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
كما تناولت الحوارات الأردنية الأميركية التي حضرت جانبًا منها السفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار، جانب العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالين الاقتصادي والأمني، خصوصًا وأن الولايات المتحدة الأميركية من أكبر الداعمين للاقتصاد الأردني، إذ يقدر إجمالي المساعدات الأميركية للمملكة بنحو 1.6 مليار دولار.
احترام للأردن
وفي الختام، يشار إلى أن الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب كان عبّر في عدة تصريحات سابقة، عن احترامه للاردن، وتطلعه في حال اصبح رئيسًا (قبل الانتخابات) للعمل مع الاردن.
وأكد ترامب انه يعول على التعاون مع الاردن في مجال مكافحة الارهاب ، فقال في إحداها انه يتطلع الى التعاون مع الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مكافحة الارهاب.
وقال بأن الزعيمين يملكان سياسة واضحة رافضة لثقافة الموت التي يتبناها تنظيم (داعش). كما أشار في تغريدات سابقة على موقع التدوينات القصيرة (تويتر) الى انه يكن احترامًا كبيرًا للاردن وللملك عبد الله الثاني.
التعليقات