نصر المجالي: اعتذرت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عن فقدها لأغلبية حزبها المحافظ في انتخابات جرت في يونيو الماضي، وردت على منتقديها قائلة إن لديها الاستراتيجية الصحيحة لقيادة بريطانيا والتوصل إلى اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ومع انطلاق لمؤتمر السنوي لحزب المحافظين، اليوم الأحد، في مدينة مانشستر، قالت رئيسة الوزراء البريطانية وزعيمة الحزب تيريزا ماي، اليوم الأحد، إن إدارات الحكومة البريطانية تعكف على إعداد خطة بخصوص ما ينبغي فعله إذا انهارت محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وخلال المؤتمر ستعلن ماي خططاً لـ "طريق إلى مستقبل أفضل"، محاولةً إثبات أنها ما زالت الشخص المناسب لقيادة الحزب وبريطانيا، بعدما أضعفتها خسارة المحافظين الغالبية في مجلس العموم (البرلمان)، وبعد كبح تمرّد على أسلوب معالجتها الطلاق مع الاتحاد الأوروبي.

وتريد ماي، التي تواجه دعوات من داخل حزبها للتنحي، استغلال فرص المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر في محاولة تعديل جدول أعمالها وتقديم للطلاب والأشخاص الذين كانت قد وصفتهم من قبل بأنه ”بالكاد يدبرون شؤونهم“ في بريطانيا.

قوة دافعة

وأضافت ماي، متحدثة لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، أن لديها انطباعا بأن خطابها في فلورنسا أعطى قوة دافعة لمحادثات الخروج وأنها تأمل في التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد بحلول مارس 2019.

وتابعت رئيسة الوزراء البريطانية "الحكومة تعمل على ما يتعين عليها القيام به إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق، ونعمل أيضا على ضمان التوصل إلى اتفاق..التوصل إلى الاتفاق المناسب للمملكة المتحدة".

خلاف بين الوزرء

وقالت ماي "الإدارات الحكومية تتطلع لمعرفة التغييرات اللازمة وما يتعين عليها فعله"، كما هونت من شأن خلاف بين الوزراء في حكومتها قائلة إنهم متحدون وراء برنامجها والأهم أنهم متفقون على سياسة الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ومن ناحية أخرى قالت ماي إن أعضاء حكومتها يساندون تماما نهجها للخروج من الاتحاد الأوروبي بمن في ذلك وزير الخارجية بوريس جونسون.

ووضع جونسون، الذي كان من الداعمين الرئيسيين لحملة الخروج من الاتحاد في استفتاء العام الماضي، عددا من المطالب في الأسابيع القليلة الماضية بشأن كيفية خروج بريطانيا من التكتل تتجاوز خطط ماي.

وقالت ماي لتلفزيون "بي.بي.سي" "لدي مجلس وزراء متحد في مهمة الحكومة… بوريس قطعا يؤيد خطاب فلورنسا والنهج الذي نتخذه".

بيان ماي

وعلى صعيد متصل، وَرَدَ في بيان أصدرته ماي قبل المؤتمر، مخاطبة مواطنيها: «رسالتنا إليكم بسيطة. لدينا بوصفنا محافظين رؤية إلى بلد يعمل لمصلحة الجميع، لا لمجرد قلّة مميزة. وهذا بالتحديد الاتجاه الذي حدّدته عندما أصبحت رئيسة للوزراء العام الماضي. أدرِك المخاوف التي أثيرت، لا سيّما من الشبان خلال انتخابات كانت محبِطة لحزبي. ولذلك فإن تصميمي على العمل في شأن هذه المخاوف، وفي شكل حاسم لتحقيق الوعد الذي أعلنته خلال أول كلمة لي على سُلّم دواننغ ستريت (مقرّ رئاسة الحكومة)، أكبر من أي وقت».

وستسعى ماي إلى التقليل من أهمية الانقسامات داخل حكومتها في شأن محادثات (الطلاق) مع الاتحاد، ومتابعة هجوم على حزب العمال المعارض، والذي كسب ناخبين من خلال تعهده حكم البلاد لـ "مصلحة الأكثرية لا الأقلية"، فحلّ ثانياً في الانتخابات معززاً مكانة رئيسه جيريمي كوربن.

تصريح جونسون

وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، استبق افتتاح المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم، والذي ستُعلن خلاله رئيسة الوزراء تيريزا ماي خططاً لـ "طريق إلى مستقبل أفضل"، داعياً إلى ألا تتجاوز المرحلة الانتقالية السنتين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال لصحيفة (ذي صن) إن هذه المرحلة يجب أن تسير وفقاً للترتيبات القائمة، مستبعداً أن تدفع لندن مالاً في مقابل دخولها السوق الأوروبية الموحدة مستقبلاً. وأضاف: "هل سئمت الأمر؟ هل أريد الانتهاء منه في أسرع وقت؟ نعم بالتأكيد. هل أريد ألا يزيد التأخير عن سنتين؟ ولا ثانية واحدة". وأكد أن تكهنات في شأن سعيه إلى الزعامة بدل ماي، تنطوي على مبالغات شديدة.