كوباني: أعلن مسؤول كبير في مجلس الرقة المدني السبت ان اتفاق الاجلاء من المدينة الذي تم التوصل اليه يشمل المقاتلين السوريين والاجانب في تنظيم داعش، وذلك بعد وقت قصير من إعلان التحالف الدولي ان الاتفاق سيستثني الاجانب.

وقال عضو المجلس عمر علوش ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "نعم المقاتلين الأجانب ضمن الاتفاق. بيان التحالف يحكي شيئا لكن الواقع شيء آخر".

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن أعلن في وقت سابق ان قافلة من الحافلات ستغادر السبت مدينة الرقة بموجب تسوية توسط فيها مسؤولون محليون، مشيرا الى ان المقاتلين الاجانب في الرقة "مستثنون" من الخروج فيها.

وقال التحالف في بيان ان الهدف من الاتفاق هو "تقليل الخسائر في صفوف المدنيين على ان يتم استثناء الارهابيين الاجانب في داعش"، من دون ان يتطرق الى مصير المقاتلين السوريين في صفوف التنظيم المتطرف. واكد التحالف انه سيتم التحقق من هوية المغادرين.

وقاد مجلس الرقة المدني الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية محادثات لضمان ممر آمن لاخراج المدنيين العالقين في آخر نقاط سيطرة تنظيم داعش في مدينة الرقة.

وافادت مصادر عدة اليوم انه توصل الى اتفاق يشمل ايضا المقاتلين السوريين. وقال علوش ان "أمام المقاتلين الاجانب خياران: الاستسلام أو الترحيل عبر باصات" الى دير الزور في شرق سوريا.

وكان مصدر عسكري في قوات سوريا الديموقراطية قال لفرانس برس ان "حافلات متوقفة حاليا في احدى القرى (...) وسيتم ارسالها لاخذ الدواعش ونقلهم لاحقا باتجاه دير الزور" التي لا تزال أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة التنظيم المتطرف.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان المقاتلين الاجانب "يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور".

على وشك الانتهاء
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان كل المقاتلين السوريين في التنظيم المتطرف خرجوا من الرقة مع عائلاتهم الى جانب مدنيين آخرين خلال الايام الخمس الماضية، مقدرا عددهم بنحو مئتين. وقد غادروا الى جهات غير محددة.

وقدر عبد الرحمن عدد المقاتلين الاجانب المتبقين في الرقة بـ"150 عنصرا كحد اقصى". وقال عبد الرحمن ان المقاتلين الاجانب "يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور" في شرق البلاد.

وسبق أن شهدت مناطق عدة في سوريا حوصر فيها مقاتلو تنظيم داعش مفاوضات أدت الى خروج مقاتلي التنظيم منها، وهو ما حصل في العاشر من مايو في مدينة الطبقة التي تقع على بعد نحو خمسين كيلومتراً غرب الرقة.

تم اجلاء المئات من مقاتلي التنظيم مع أفراد من عائلاتهم في نهاية أغسطس من منطقة حدودية بين لبنان وسوريا الى شرق سوريا، بموجب اتفاق مع حزب الله اللبناني.

وشارفت العمليات التي تقودها قوات سوريا الديموقراطية منذ السادس من يونيو على نهايتها، مع انكفاء مقاتلي التنظيم بشكل أساسي الى وسط المدينة حيث يتحصنون في المستشفى الوطني والملعب البلدي كما في مبان عدة في أحياء محيطة.

وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، لوكالة فرانس برس "داعش على وشك الانتهاء في الرقة خلال ايام". وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي من طرد التنظيم المتطرف من نحو تسعين في المئة من الرقة.

يدعم التحالف الدولي بالغارات والسلاح والمستشارين قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) في المعارك التي تخوضها منذ اكثر من اربعة اشهر في الرقة. ودفعت المعارك عشرات آلاف المدنيين على الفرار.

وقال التحالف السبت لفرانس برس ان نحو 1500 مدني تمكنوا خلال الاسبوع الماضي من الوصول الى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية.

الميادين
على صعيد آخر، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه السبت على مدينة الميادين، وفق ما نقل الاعلام الرسمي عن مصدر عسكري.

واكد المصدر العسكري ان القوات الحكومية "تطارد فلول تنظيم داعش الهاربة من المدينة"، كما تقوم "بإزالة الألغام والمفخات التي زرعها الإرهابيون في شوارع وساحات المدينة". بعد الميادين، تبقى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم المتطرف في شرق سوريا.

ويسعى الجيش السوري بدعم روسي الى توسيع مناطق سيطرته في محافظة دير الزور التي يسيطر التنظيم على الجزء الأكبر منها منذ العام 2014.

وتمكن السبت من محاصرة الاحياء الشرقية التي يتواجد فيها الجهاديون في مدينة دير الزور، وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، بعدما كان تمكن الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الاحياء الغربية التي بقيت تحت سيطرة القوات الحكومية.

وتشكل محافظة دير الزور مسرحاً لهجومين منفصلين: الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثاني تنفذه قوات سوريا الديموقراطية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.