روت سيدة شيعية عراقية من عرقية التركمان لبي بي سي ماعانته من رعب خلال رحلة حتجازها لدى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكدت السيدة التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها أن مقاتلي التنظيم كانوا يمارسون إجراءات رهيبة واضطهادية على أغلب المعتقلين لديهم.

تقول السيدة إنها كانت تعيش في قرية العلم في مدينة تكريت قبل قدوم تنظيم الدولة الإسلامية مشيرة إلى أنها شيعية تركمانية وزوجها سني عربي وكان إماما محترما في المنطقة التي كانوا يعيشون فيها حيث كان يؤم الصلوات في المسجد القريب من سكنهم.

وتضيف السيدة "لم نكن نعرف من السني ومن الشيعي قبل ذلك ولم يكن أحد يتحدث عن هذه الامور ولم نلحظ أي نوع من العداء من طرف تجاه الآخر كما كنا نمتلك منزلا يعيش فيه بعض البنات والنساء التركمان على سبيل الإيجار وكانت إحداهن ترعى وليدها حديث الولادة.

أخذوا زوجي

وتضيف السيدة أنه ذات يوم عام 2014 اقتحم مقاتلوا التنظيم المدينة وقاموا بإعدام بعض الجنود في معسكر سبايكر ثم بدأ بعض الجنود الفارين من الموقع يتوافدون على الحي بعدما عبروا نهر دجلة سباحة جيث يفصل النهر بين مدينة تكريت وقرية العلم ثم بعد ذلك بقليل وصل مقاتلوا التنظيم.

أحد مقاتلي التنظيم
Reuters

وتقول السيدة إن بعض الجنود الفارين كانوا تركمان فلجأوا لمنزلها كما قامت وزوجها بمساعدة بعض الجنود الشيعة القادمين من البصرة على التخفي في زي النساء والتوجه إلى المسجد للبقاء هناك مؤقتا لكن أمرهم كشف وداهمهم مقاتلوا التنظيم حيث اقتادوا زوجها إلى المسجد ووجدوا 3 من الجنود هناك حيث قاموا بقتلهم فورا ثم اعتقلوا زوجها ولم تسمع شيئا عنه حتى الآن.

وتضيف السيدة أنها حاولت الفرار من القرية بعد ذلك بصحبة الفتيات اللواتي كن يستأجرن غرفا في بيتها لكن مقاتلي التنظيم أوقفوهم على الطريق واقتادوهم إلى أحد الأماكن حيث وجدوا نحو 22 فتاة وسيدة أخرى ثم فصلوا النساء المتزوجات عن الفتيات غير المتزوجات حيث بدأ أعضاء التنظيم اغتصاب 5 منهن امام أعين الجميع.

وتقول : "حاولت إيقافهم لكن أحد أعضاء التنظيم ضربها بشدة ثم اغتصب احدهم ابنة زوجي التي كانت تبلغ من العمر 18 عاما قبل ان تموت بعد قليل امام أعيننا".

وتضيف إنها عرفت اثنين من مقاتلي التنظيم حيث ينتميان لقرية سنية مجاورة مشيرة إلى أن العديد من أبناء القرى السنية انضموا للتنظيم فورا كما ان الكثير منهم قاوموا التنظيم بشدة.

وبعدها حسب ما تروي السيدة تركهم المقاتلون وحدهم في مرآب للسيارات دون طعام او ماء حيث فقدت الكثير من وزنها وبدأت تفقد قواها العقلية والجسدية لدرجة أن عقربا لدغها وهي لم تشعر بذلك.

وتضيف ان التنظيم ترك رجلا عجوزا ليحرس المرآب لكنه كان يعاونهن ويعطيهن بعض الماء والطعام القليل لكن يوما ماء جاء مقاتلوا التنظيم وقسموهن إلى مجموعتين أخذوا إحدى المجموعتين وتركوا الأخرى وكانت هي مع ابنتيها ضمن المجموعة الباقية علاوة على وليد غحدى الفتيات التركمانيات اللواتي كني تستأجرن منزلها في حي العلم لكنها توفيت بعد اغتصابها.

هروب

بعض سكان قرية العلم يعودون لمساكنهم
Getty Images

وتقول إن الرجل العجوز جاء بعد ذلك وطلب منها الهروب مع طفليها وساعدها على ذلك باصطحابها إلى الطريق قبل ان يعود إلى المرآب مرة أخرى مشيرة إلى أنها علمت بعد ذلك بأن مقاتلي التنظيم قتلوه عقابا على فعلته.

وتضيف إنها بدأت السير في الصحراء مع الأطفال لأيام عدة دون ماء او طعام لكن الأمطار تساقطت في غضون ذيجدوا بعض الماء للشرب لكنهم كانوا يتضورون جوعا ومات الوليد الذي كان بين يديها بسبب قلة الطعام ثم بعد 5 أيام وصلوا إلى كركوك وكتبت لهم النجاة.

وبعد ذلك تؤكد أن أسة الفتاة التي فرت معها رفضتها وقالت إنها مسألة شرف لكنها توجهت إلى إيران حيث تقيم الآن.

وتؤكد السيدة انها حاولت بعد ذلك العثور على زوجها لكن بعد سنوات من البحث لم تجد له أثرا كما لم تعثر على قبر الرجل العجوز الذي ساعدها على الهرب او أي من الفتيات اللواتي توفين بعد اغتصابهن.