الرباط: بعد أقل من يوم واحد على تصويت لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي، لصالح تعديل المادة 16 من النظام الأساسي للحزب، ذي المرجعية الإسلامية، بما يسمح لأمينه العام عبد الإله ابن كيران، الترشح لولاية ثالثة على رأس الحزب، خرج هذا الأخير بتوجيه عام لأعضاء حزبه انتقد فيه "الانتصار المتعصب لفكرة أو رأي أو اختيار".

وقال ابن كيران في التوجيه الذي عممه الموقع الرسمي للحزب، مساء اليوم، إن بعض التفاعلات بين أعضاء في الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي التي سبقت انعقاد اجتماع لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للمجلس الوطني للحزب أمس الأحد، أو تلك التي صدرت عقب هذا الاجتماع ولا تزال متواصلة "لم تنضبط على العموم لمنهج وآداب الاختلاف ومست بأخلاق الأخوة والاحترام المطلوبة بين مناضلي الحزب".

وأضاف أمين عام حزب العدالة والتنمية موضحا أن بعض تلك التفاعلات "اشتط إلى حد الإساءة للأشخاص والانتصار المتعصب لفكرة أو رأي أو اختيار، وهو ما يعتبر أمرا غير مقبول بالمرة ويستدعي التوجيهات الآتية".

وأكد ابن كيران الذي بدا أنه حريص على تلافي الخلاف والمواجهة مع "تيار الاستوزار"، على أن حزب العدالة والتنمية "حزب مؤسسات وقوانين وأنظمة ومساطر، وهذه المؤسسات هي المخولة باتخاذ ما تراه ملائما من قرارات بعد تداول حر ومسؤول لأعضائها، والمؤسسات في منهجنا تعلو على الأشخاص مهما علت مواقعهم".

وتابع قائلا: "كرسنا في ممارستنا التنظيمية القاعدة الذهبية التي جعلناها في ديباجة نظامنا الأساسي، وهي " الرأي حر والقرار ملزم"، ومما تعنيه هذه القاعدة حفظ حق العضو وحريته في إبداء رأيه داخل المؤسسات والالتزام الجماعي بالقرارات المتخذة اتفقنا معها أم لم نتفق"، وهو ما يمثل رسالة موجهة إلى الجانبين، حيث تدعو إلى الانضباط لقرارات المؤسسات، وذلك في إشارة منه إلى أن موضوع المادة 16 حسم ويبقى القرار للمجلس الوطني للحزب الذي إما يزكي القرار أو يلغيه.

وأشار ابن كيران، في توجهه لأعضاء حزبه، إلى أن أهم رسالة ينبغي التقاطها من اجتماع لجنة الأنظمة والمساطر "هي أن هذا الاجتماع كان درسا ديمقراطيا عالي الدلالات، والذي نجح فيه أولا وأخيرا هو الحزب وديمقراطيته الداخلية". 

ومضى قائلا: "ومن أوجه هذا النجاح الأجواء الإيجابية التي انعقد فيها الاجتماع إلى النهاية مما عز نظيره، والنقاش الحر والمسؤول والمتعدد والغني الذي عرفه وبالإنصات المتبادل لكل الآراء، وهي الرسالة التي نعتز بها وينبغي على الجميع العمل على صيانتها من أي عبث أو تشويش أو تشويه".

وشدد ابن كيران على أن من مقتضيات صيانة ما سماه "درسا ديمقراطيا عالي الدلالات"، أن "يكف من يعنيهم الأمر عن جميع الإخلالات والإساءات في التواصل الاجتماعي، وأن نصون جميعا أعمالنا من العبث وألا نكون كمن يخربون بيوتهم بأيديهم،فاعتبروا يا معشر مناضلي ومناضلات العدالة والتنمية"، وذلك في رسالة تحذير وعتاب لأعضاء الحزب الذين دخلوا في نقاشات حادة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدي ومعارضي الولاية الثالثة لابن كيران.

وكان اجتماع لجنة الأنظمة والمساطر التابعة للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الذي التأم الأحد، عرف نقاشا ساخنا بين تيار الوزراء المعارض للولاية الثالثة لابن كيران ومؤيدي استمرار رئيس الحكومة السابق أمينا عاما للحزب لولاية ثالثة، انتهى بالتصويت لصالح تعديل المادة 16 من النظام الأساسي التي تحصر تولي الأمانة العامة للحزب في ولايتين متتاليتين، وذلك بنتيجة 22 مؤيدا مقابل 10 معارضين.

وعد مراقبون الخطوة انتصارا لأنصار ابن كيران، وخطوة أولى نحو تعبيد الطريق أمام الأمين العام نحو ولاية ثالثة على رأس الحزب، ما لم يعتذر هو بنفسه عن الاستمرار في المنصب، ويطالب أنصاره بإعفائه من المسؤولية.