قندهار: شنت حركة طالبان الخميس هجومين منفصلين استهدفا منشآت أمنية افغانية وأسفرا عن مقتل عشرات الجنود الخميس، في آخر حلقة من سلسلة اعتداءات دامية وقعت هذا الأسبوع وقُتل على اثرها أكثر من 120 شخصا وسلطت الأضواء على هشاشة الوضع الأمني في البلاد. 

وفي الساعات الأولى من الخميس، استهدف هجوم انتحاري تبنته حركة طالبان قاعدة عسكرية في تشاشمو بولاية قندهار (جنوب) قتل على اثره 43 جنديا على الاقل، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع. 

وأشارت الوزارة إلى أن جنديين فقط نجيا دون التعرض إلى إصابات جراء الهجوم، مضيفة أن تسعة جنود أصيبوا بجروح فيما فُقِد ستة. 

وأضافت أن عشرة متمردين لقوا حتفهم خلال العملية.

وقال المتحدث باسم الوزارة الجنرال دولت وزيري لوكالة فرانس برس إن المهاجمين فجروا عربة واحدة على الأقل مفخخة من طراز "هامفي" عند مدخل المجمع قبل أن يدمروه بالكامل. 

وأوضح "لم يتبق شيء من القاعدة العسكرية للأسف. لقد أحرقوا كل ما في الداخل".

من جهته، أفاد متحدث باسم القوات الأميركية في كابول أنها شنت ضربة جوية خلال عملية لمكافحة الإرهاب الخميس في منطقة مايفاند حيث وقع الهجوم. إلا أنه لم يوضح إن كان الهدف هو المتمردين في القاعدة. 

 وتبنت حركة طالبان الهجوم حيث أفادت في رسالة إلى الصحافيين أن جميع العناصر الـ60 الذين كانوا بالداخل قتلوا. 

من جهته، قال وزيري "أرسلنا وفدا لتقييم الوضع" مؤكدا أن الجيش الأفغاني يسيطر على القاعدة.

وأكد مصدر أمني افغاني لوكالة فرانس برس أنه تم نقل الضحايا إلى المستشفى العسكري في قندهار. 

وفي عملية أخرى الخميس، حاصر مسلحون مقرا للشرطة في ولاية غزنة في جنوب شرق البلاد، في ثاني هجوم على الموقع ذاته هذا الأسبوع. 

وأفاد قائد شرطة الولاية محمد زمان أن ضربات جوية شُنَّت على الموقع لدعم الشرطة خلال العملية التي أسفرت عن مقتل عنصري أمن حتى الآن، فيما لم يصدر أي تأكيد من القوات الأميركية بعد. 

وأسفر هجوم آخر على المقر ذاته وقع يوم الثلاثاء عن مقتل 20 شخصا وإصابة 46 بجروح. 

وترفع اعتداءات الخميس عدد الهجمات الانتحارية وباستخدام الأسلحة النارية التي استهدفت المنشآت العسكرية هذا الأسبوع إلى أربعة تجاوزت حصيلة قتلاها الـ120، بينهم عناصر أمن ومدنيين. 

وفي ثلاثة من الاعتداءات التي وقعت هذا الأسبوع، استخدم عناصر طالبان عربات هامفي مفخخة للقيام بتفجيرات قبل دخول أهدافهم. 

خسائر صادمة

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق من العام الجاري بأن بلاده لن تتخل عن افغانستان. 

ولكن حركة طالبان أشارت إلى أن الهجمات الأخيرة هي بمثابة "رسالة واضحة للأميركيين ولحكومة كابول مفادها أنهم لن يخيفونا باستراتيجيتهم المزعومة". 

وقال المتحدث باسم الحركة قاري يوسف حمدي لوكالة فرانس برس "نحقق انتصارات على كل الجبهات". 

وأضاف "تم تلقين درس للأعداء الذين اعتقدوا أنهم أخافونا عبر استراتيجية ترامب الجديدة". 

وزادت خسائر قوات الأمن الأفغانية في معاركها ضد المتمردين منذ انسحبت القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي من البلاد أواخر العام 2014. 

وارتفعت حصيلة الضحايا بنسبة 35 بالمئة عام 2016 حيث قتل 6800 جندي وشرطي، بحسب هيئة "التفتيش العام حول اعادة اعمار افغانستان" (سيغار) الأميركية. 

وشن المتمردون اعتداءات أكثر تعقيدا ضد قوات الأمن عام 2017، حيث كشفت "سيغار" أن عدد ضحايا القوات الافغانية منذ بداية العام "مرتفع لدرجة صادمة". 

وتضمنت الاعتداءات هجوما على المستشفى العسكري في كابول في آذار/مارس حيث قتل ما يقارب من 100 شخص وآخر على قاعدة في مزار شريف في نيسان/ابريل أسفر عن مقتل 144 شخصا. 

معنويات ضعيفة 

تسببت الهجمات، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفساد وعمليات الفرار من صفوف القوات الأمنية، بتراجع معنويات المنتسبين إليها. 

وتأتي هجمات هذا الأسبوع مع اقتراب انتهاء فصل القتال الصيفي، حينما يكثف المسلحون عادة عملياتهم في أنحاء البلاد. 

وبدأت بعد ساعات من ضربات شنتها طائرات أميركية دون طيار على منطقة القبائل قرب الحدود مع باكستان حيث قتل أكثر من 20 مسلحا، بحسب مصادر ومسؤولون محليون. 

وأسفرت هجمات الثلاثاء وحدها عن مقتل 80 شخصا وإصابة نحو 300 في أكثر يوم دموية تشهده البلاد منذ حوالى خمسة أشهر. 

وكان الأكثر دموية بين اعتداءي الثلاثاء هو ذاك الذي استهدف مجمعا للشرطة في مدينة غارديز بولاية باكتيا حيث فجر مسلحون من طالبان متنكرين بزي الشرطة ثلاث عربات مفخخة، بينهم شاحنة وهامفي، لإفساح المجال لـ11 مقاتلا للدخول. 

وقتل 60 شخصا على الأقل، بينهم قائد شرطة ولاية باكتيا توريالي عبداني ومدنيين كانوا بانتظار الحصول على وثائق فيما أصيب أكثر من 230. 

وأفاد تقييم صادر عن "سيغار" في وقت سابق من العام الجاري أن القوات الافغانية تسيطر حاليا على 59,7 بالمئة من البلاد، مقابل 57,2 بالمئة في الربع السابق. 

ولكن مناطق سيطرة أو نفوذ طالبان وغيرها من المجموعات المتمردة ازدادت قليلا كذلك من نحو 10 بالمئة إلى 11,1 بالمئة.