الرباط : شن وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، المغرب هجوما حادا ، منتقدا تنويه رجال أعمال جزائريين بالسياسة الاستثمارية للمغرب في إفريقيا والنجاحات التي حققتها. ولم يتمالك مساهل نفسه، بينما كان يتحدث خلال ندوة نظمت في إطار الجامعة الصيفية لمنتدى رجال الأعمال بمدينة صفاقس التونسيةً، وصرخ مساهل في وجه مخاطبيه قائلا "الجزائر ليست المغرب". 

مضيفا أن "العديد من الأشخاص يتكلمون عن الحضور المغربي في الأسواق الإفريقية، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء (ماكاين والو)، على حد قوله.

وقال "ما يفعله المغرب في الحقيقة في إفريقيا هو إعادة تدوير وتبييض أموال الحشيش عبر البنوك المغربية هناك"، مضيفا أن شركة الخطوط الملكية المغربية "لا تنقل المسافرين فقط إلى الدول الإفريقية"، وأن العديد من رجال الأعمال الأفارقة يعترفون بذلك.

وحاول وزير الخارجية الجزائري تبخيس المخططات التنموية القطاعية للمغرب، خاصة في المجال الصناعي. وقال "الجميع يعلمون أن المغرب منطقة حرة مفتوحة للشركات الأجنبية لتفتح مصانع من أجل تشغيل بعض المغاربة".

غير أنه شدد على ضرورة الترويج للاستثمار في الجزائر، وضرورة العمل على جلب الاستثمارات الخارجية إلى بلده، مشيرا إلى أن العديد من التقارير تصنف الجزائر ضمن العشرة بلدان الأجمل والأكثر استقرارا في العالم.

وللإشارة فإن المغرب أصبح يعتبر منذ 2016 من بين الإقتصادات الإفريقية الأكثر جاذبية، وأصبحت الدار البيضاء تتصدر ترتيب المراكز المالية الإفريقية.

وحسب تقرير لمكتب إرنست يونج ماي الأخير فإن الاستثمارات المغربية في إفريقيا ناهزت 4 مليار دولار في 2016، ممثلة 5.1 في المائة من إجمالي الاستثمارات الخارجية في إفريقيا، الشيء الذي جعل المغرب يحتل المرتبة الأولى على لائحة المستثمرين الأفارقة في إفريقيا.

 وخلق المغرب من خلال المشاريع التي استثمر فيها في إفريقيا 3957 فرصة عمل جديدة خلال 2016، بزيادة 3.1 في المائة مقارنة مع 2015، متجاوزا بذلك أداء جنوب إفريقيا التي خلقت مشاريعها الاستثمارية في القارة الإفريقية 2925 منصب عمل ، حسب تقرير إرنست يونج.

في سياق ذلك ، أعلن المغرب عن استدعاء القائم بأعمال السفارة الجزائرية في الرباط إلى مقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي، قصد إخباره باستياء الرباط من تصريحات وزير الخارجية الجزائري، التي وصفتها الخارجية المغربية في بيانها بانها " تصريحات غير مسؤولة " و"صبيانية ". 

وأضاف البيان أن هذه الإدعاءات المغرضة، الصادرة عن رئيس الدبلوماسية الجزائرية، الذي يفترض فيه التعبير عن المواقف الرسمية لبلده على المستوى الدولي، لا يمكن أن تنال من مصداقية المغرب ولا من النجاح الذي حققه في تعاونه مع الدول الإفريقية الشقيقة، والذي يتمتع باعتراف وتقدير واسع من طرف قادة الدول الإفريقية وشعوبها. ووصف البيان هذه الإدعاءات ب" الكاذبة" .

وذكر البيان ان تصريحات مساهل لا يمكن أن تبرر أو تخفي المشاكل الحقيقية للجزائر، سواء على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، والتي تعاني منها شرائح واسعة من سكانها، خاصة الشباب.

واشار البيان إلى أن الإلتزام من أجل إفريقيا "لا يمكن اختزاله في الموارد المالية، مشيرا إلى أن الأمر لو كان يتعلق بالمال لكان النجاح من نصيب الجزائر لما تتوفر عليه من بترودولار. غير أن الأمر هنا يتعلق برؤية واضحة وسياسة إرادية وفاعلة، تؤمن بالبلدان والشعوب الإفريقية الشقيقة، وتستثمر في المستقبل المشترك معها".

وأضاف البيان أنه، في زمن أصبح فيه الولوج إلى المعلومات متاح للشعوب كما للمؤسسات، لم يعد بإمكان أي كان أن يستمر في الكذب على الرأي العام والفاعلين الاقتصاديين، ولا إهانة ذكائهم إلى ما لا نهاية.

وأشار بيان الخارجية المغربية إلى أن ما تفوه به الوزير الجزائري بخصوص البنوك المغربية وشركة الخطوط الملكية المغربية ينم عن جهل مدقع وعميق بأبسط معايير عمل البنوك والطيران المدني، سواء على الصعيد الوطني أم الدولي.

ونوه البيان بفعالية ما يقوم به المغرب وما يبدله من جهود جبارة في مجال مكافحة ترويج المخدرات، خاصة المواد المهلوسة القادمة من الجزائر، مشيرا إلى أن ما يقوم به المغرب في هذا المجال معروف عالميا ومعترف به من طرف المؤسسات الدولية المختصة.

وسجل البيان أن هذه التصريحات غير المسؤولة للوزير الجزائري تتزامن مع جولة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ومع الإعدادات الجارية لعقد القمة الأوروبية - الإفريقية في أبيدجان نهاية نوفمبر المقبل .

وخلص البيان إلى أن المغرب قرر استدعاء سفيره في الجزائر من أجل التشاور، دون إغفال الإجراءات التي يمكن للمؤسسات الاقتصادية الوطنية التي أهانها الوزير الجزائري أن تتخدها.