عمان: حضرت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردنية مجد الشويكه فعاليات اختتام أسبوع البرمجة للاجئين 2017 مندوبة عن الملكة رانيا العبد الله، حيث جرى الإعلان عن اكتساب أكثر من 15 ألف شاب أردني ولاجئ سوري مهارات تؤهلهم للإسهام في دفع عجلات التنمية في الاقتصاد الرقمي والاستعداد للانضمام إلى القوى العاملة.
واستند تنظيم أسبوع البرمجة للاجئين 2017 على النجاح الكبير الذي حققته دورة العام الماضي، فيما زادت أعداد المتدربين من الشباب واللاجئين في الشرق الأوسط بخمسة آلاف، مقارنة بالعام الماضي. ويقوم البرنامج على دمج البرمجة في المناهج التعليمية، واقامة ورش تدريبية للبرمجيات تهدف إلى تمكين المشاركين من نيل وظائف لائقة.
ويواجه العالم أسوأ أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، إذ نزح أكثر من 65 مليون شخص قسراً من منازلهم في جميع أنحاء العالم، وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
واستطاع الأردن، الذي يستضيف وحده مليوناً ونصف المليون لاجئ سوري، ان يقود مبادرات تعليم اللاجئين في المنطقة، حيث تشير أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن 79 بالمئة من الأطفال السوريين اللاجئين ممن هم في سن الدراسة في الأردن يلتحقون بالمدارس في وقت لا يحظى فيه نصف الأطفال اللاجئين في جميع أنحاء العالم بإمكانية الحصول على التعليم.
ويمكن أن يساعد التعليم في خفض معدل البطالة البالغ 30 بالمئة بين الشباب في المنطقة، والذي تقول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي إنه الأعلى في العالم، كما يمكن أن يساعد الشباب على أن يكونوا ضمن الأربعين مليوناً من ذوي المهارات العالية التي يحتاجها سوق العمل في المنطقة، وفقاً لمكنزي بحلول العام 2020. وتشير أرقام صندوق النقد الدولي إلى أن دمج اللاجئين في سوق العمل يمكن أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة واحدٍ بالمئة بحلول العام 2020.
وأكّد جرجي عبود، المدير التنفيذي لشركة "إس إيه بي" في الخليج وشمال إفريقيا والمشرق العربي وباكستان، أن تنشئة الأطفال وتعليمهم تتطلب تكافل المجتمع بأسره، مشيراً إلى أنه استطاع أن يلمس خلال زيارته لمخيمات اللاجئين مساعي المجتمعات وجهودها المبذولة في سبيل تبني أحلام اللاجئين وتمكينهم من تحقيقها، وقال: "من شأن أسبوع البرمجة للاجئين، عبر مضافرة جهود المؤسسات والشركات في القطاعات العام والخاص والأكاديمي، أن يمكّن مخيمات اللاجئين من أن تغدو مراكز للتعليم والابتكار وصناعة قوى عاملة رقمية ذات تأثير في الاقتصاد الرقمي".
وتنظم مبادرة أسبوع البرمجة للاجئين 2017 كل من شركة "إس إيه بي" والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومركز "غالواي" للتعليم، إلى جانب عدد كبير من الشركاء في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
من جانبه، أوضح ستيفانو سيفير، ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن إعادة بناء المجتمعات لا تنحصر في تشييد البنية التحتية المادية، بل إنها تمتد بالقدر نفسه من الأهمية لتشمل بثّ الطمأنينة في أوساط الشباب ومنحهم راحة البال لكي يتمكنوا عبر التعليم من التغلب على حالة عدم الاستقرار المادي، وقال: "يمكن لأسبوع البرمجة للاجئين، من خلال تعليم الشباب واللاجئين البرمجة، تمكينهم من استعادة كرامتهم ومساعدتهم على عيش حياة ذات مغزى، فضلا عن تزويد اللاجئين بالأدوات التي تساعدهم على إعادة بناء بلدهم وتعزيز استقراره عندما تكون الظروف مواتية لعودتهم إليه".
واتسع النطاق الجغرافي لأسبوع البرمجة للاجئين ليشمل إقامة ورش عمل برمجية مجانية في مخيمات تابعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومراكز مجتمعية وجامعات في مواقع تضم أعداداً كبيرة من اللاجئين. وشمل التدريب المملكة الأردنية الهاشمية ومصر وفرنسا واليونان والعراق ولبنان وفلسطين والسويد وتركيا.
وقال هيو بوسلي، المؤسس والمدير التنفيذي لمبادرة ReBootKamp" إن اللاجئين يتمتعون بالخبرة والإبداع والعزيمة للانضمام إلى القوى العاملة الرقمية، لكن كثيراً ما كانت طموحاتهم تصطدم بظروف غير مواتية، وأضاف: "تُعتبر البرمجة لغة المستقبل الرقمية، ونحن ملتزمون بالعمل مع شركائنا في أسبوع البرمجة للاجئين من أجل تمكين اللاجئين والشباب من الحصول على الأسس التعليمية المناسبة ليصبحوا مهندسي برمجيات مرموقين".
وشمل أسبوع البرمجة للاجئين تنظيم دورات تدريبية للمدربين، هدفت إلى إعداد كل معلم ليدرس ما لا يقل عن 10 طلبة في دورات البرمجة. وتعلم الطلبة من الفئات العمرية (بين 8 و11 عاماً و12 و17 عاماً) أساسيات البرمجة، فيما حصل الطلبة من الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 و24 عاماً على مقدمة تدريبية في برمجة الويب من أجل تمكينهم من إنشاء مواقع ويب متوافقة مع الهواتف المحمولة، إلى جانب تدريب على الحل البرمجي "بزنس ون" من "إس إيه بي" الخاص بإدارة الأعمال.
واستضاف اسبوع التدريب "ريبوت كامب" 50 شابا اردنيا ولاجئا في دورات امتدت لستة عشر أسبوعاً، فيما حرصت مبادرة "ريكودد" التعليمية الإنسانية، في السياق ذاته، على بث الإلهام في أوساط اللاجئين ومدّهم بأدوات العلم والمعرفة.
وفي إطار دعمها للشباب الأردني في تطوير مهاراتهم الابتكارية، أعلنت إس إيه بي أن الجامعة الألمانية الأردنية في عمان قد افتتحت مختبراّ للجيل التالي من حلول إس إيه بي في الحرم الجامعي ضمن قسم منصّة الابتكار، وذلك كجزء من برنامج الجيل التالي من إس إيه بي، وتنضم بذلك الجامعة الألمانية الأردنية إلى شبكة تضم أكثر من 3300 مؤسسة تعليمية موزعة على 111 بلداً تتعاون مع هيئات الابتكار في القطاع العام والخاص والأكاديمي لدفع عجلة الابتكار ودعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ويمكن للطلاب عبر هذه المختبرات تطوير مهاراتهم والمساهمة في الابتكار وإعادة تخيل مستقبل الصناعات عبر نطام إس إيه بي ليوناردو للابتكار.
التعليقات