القدس: قال وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان الاثنين ان حزب الله هو من أمر باطلاق قذائف الهاون والصواريخ التي انطلقت من سوريا وسقطت في اسرائيل الاسبوع الماضي، من دون ان يكون النظام السوري متورطا.
وخلال حديثه الى اعضاء في الكنيست من حزبه "اسرائيل بيتنا"، قال ليبرمان ان اطلاق النار على القطاع الذي تحتله اسرائيل من مرتفعات الجولان لم يكن "بالتأكيد" مجرد نيران طائشة وعرضية جراء الحرب السورية، كما في حوادث متعددة سابقة.
وقال ليبرمان كما نقل عنه المتحدث باسم حزبه "هذا كان اطلاق نار متعمدا بواسطة مجموعة محلية يشغّلها حزب الله".
وخاضت اسرائيل حربا مدمرة ضد حزب الله عام 2006 وطالما اعربت عن قلقها من ان تورط الحزب الشيعي اللبناني المسلح في سوريا يهدد بفتح جبهة جديدة.
وحزب الله حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الاسد، لكن ليبرمان يقول انه ليس متورطا بحادثتي الخميس والسبت عندما سقطت قذائف هاون وصواريخ في أرض خلاء في القطاع الاسرائيلي.
وردت اسرائيل على القذائف باطلاق نيران المدفعية ضد مواقع عسكرية سورية، وقالت انها تحمّل "النظام السوري المسؤولية عن اي اعتداء من اراضيه".
بدورها قالت وزارة الدفاع السورية ان المسلحين المعارضين أطلقوا النار بشكل مقصود نحو الاراضي التي تحتلها اسرائيل لاستفزاز القوات الاسرائيلية لترد على قواتها.
ويبدو ان ليبرمان يتفق مع هذا المنحى.
اذ قال بالعبرية ان "حزب الله قام بذلك بمعزل عن نظام الاسد"، ملقيا باللوم على زعيم حزب الله حسن نصرالله.
وقال "كان امرا شخصيا من نصرالله ليبقيه سرا عن الأسد"، مضيفا انه مع ذلك رات اسرائيل ايضا ان النظام السوري يبقى مسؤولا عن الهجمات التي تنطلق من الأراضي السورية.
واضاف "خاصة اليوم عندما يسيطر على 90% من المنطقة".
ودعا ليبرمان دمشق والقوات الروسية المنتشرة في سوريا الى كبح حزب الله، الذي على حد قوله يسعى "لجرنا الى المستنقع السوري".
وقال "آمل ان يتحلى الجميع بمسؤولية كافية لمنع ذلك".
وسعت اسرائيل لتجنب التورط المباشر في الحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات، بالرغم من اعترافها بشن عشرات الغارات لوقف ما تسميه نقل اسلحة متطورة الى حزب الله.
واستولت اسرائيل على 1200 كيلومتر مربع من مرتفعات الجولان من سوريا خلال حرب الايام الستة عام 1967 وضمتها لاحقا، وهي خطوة لم تنل اعتراف المجتمع الدولي.
10 قتلى في غارة يرجح انها اسرائيلية ضدّ فصيل "جهادي"
إلى ذلك، قتل 10 عناصر في فصيل جهادي صغير مرتبط بتنظيم الدولة الاسلامية الاثنين بضربة جوية يرجح أنها اسرائيلية في جنوب سوريا، حسبما أعلنت منظمة حقوقية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا في بيان أن الضربات الجوية استهدفت بلدة سحم في الجولان، غرب محافظة درعا السورية.
وأعلن المرصد أن 10 مقاتلين من "جيش خالد بن الوليد" بالاضافة الى امرأتين يعتقد انهن من زوجات مسلحين من هذا الفصيل قتلوا في الغارة.
واستهدفت الغارة موقعا للفصيل الذي اعلن مبايعته تنظيم الدولة الاسلامية دون ان يندمج معه.
ولم يصدر أي تعليق من الجيش الاسرائيلي على تقرير المرصد الذي أشار إلى أن الغارة وقعت بعد عدة أشهر من مقتل 16 جهاديا في الفصيل في غارة يرجح إنها اسرائيلية في المنطقة نفسها.
وتم تأسيس جيش خالد بن الوليد في ايار/مايو 2016، وهو تحالف من مجموعات جهادية متعددة أكبرها "لواء شهداء اليرموك" الذي صنفته واشنطن تنظيما ارهابيا.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016، اعلن الجيش الاسرائيلي استهداف عناصر في "لواء شهداء اليرموك" بعد أن أطلقوا النيران على جندي في هضبة الجولان المحتلة.
ويقدر المرصد ان عدد عناصر "جيش خالد بن الوليد" يبلغ نحو 1200 يسيطرون على أراض في غرب محافظة درعا على الحدود مع هضبة الجولان المحتلة.
ومنذ حرب حزيران/يونيو 1967 تحتل اسرائيل 1200 كلم مربع من هضبة الجولان وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ولا تزال اسرائيل وسوريا رسميا في حالة حرب.
وتسبب النزاع السوري الذي بدأ في آذار/مارس 2011، في مقتل أكثر من 330 الف شخص ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
التعليقات