استعدادًا لمعركة تحرير ما تبقى من مناطق غرب محافظة الأنبار العراقية الغربية، فقد انطلقت خلال الساعات الاخيرة قوات ضخمة الى هناك لانهاء سيطرة التنظيم عليها منذ صيف عام 2014. فقد انطلقت قوات مشتركة كبيرة باتجاه غرب الأنبار للمشاركة في تحرير قضاءي القائم وراوة.

إيلاف من لندن: قالت قيادة الشرطة الاتحادية إن "جحافل قطعات الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الارهاب والجيش العراقي انطلقت باتجاه غرب الأنبار للمشاركة بتحرير مناطق القائم وراوة".

وقالت خلية الاعلام الحربي إن القوات المشتركة تقدمت باتجاه مناطق غرب الأنبار للبدء بعمليات تحرير مناطق القائم وراوة. واستعدادًا للمعركة الوشيكة، فقد نفذ طيران الجيش العراقي ثلاث ضربات دقيقة في قضاء القائم وفق معلومات استخبارية مؤكدة. 

وقال قائد عمليات الحشد الشعبي لمحور غرب الأنبار قاسم مصلح في تصريح لموقع "الحشد الشعبي" إنه "بعد ورود معلومات مهمة عن اماكن تجمعات عصابات داعش الإرهابية في ثلاث مناطق داخل قضاء القائم، فقد تمكن طيران الجيش العراقي من توجيه ضربات دقيقة لتلك الاهداف محققا اصابات دقيقة". 

ومن جهته، اشار قائد عمليات البادية والجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي أمس الى ان القوات الموكل إليها تحرير ما تبقى من مناطق الأنبار مستعدة وستطلق معركتها قريباً منوها الى ان صعوبة هذه المعركة تكمن في وجود أعداد كبيرة من الأهالي في المدن المستهدفة.

نداءات لاهالي القائم

وقد وجهت قيادة العمليات المشتركة نداءات الى اهالي قضاء القائم اكدت فيها قرب تحريرهم من داعش.

وقالت القيادة مخاطبة اهالي القضاء إن "قواتكم الأمنية حسمت الموقف وحررت كل مناطق العراق التي تجرأ الدواعش على تدنيسها يوماً في غفلة من الزمن،.. إنها الآن قادمة لتحريركم، فكونوا قريبين منها بعيدين عن أماكن العدو، سلامتكم، عراقيون نجباء، تهمنا وكل أبناء العراق".

وأضافت القيادة في بيان نقلته خلية الاعلام الحربي وتابعته "إيلاف" ان "هذا هو يومكم.. انصحوا كل عراقي حمل السلاح بوجه الدولة من أبنائكم وأقاربكم أن يرميه فوراً ويلجأ الى أي بيت في القائم يرفع على سطحه علماً أبيض حال دخول قوات التحرير فالله معنا في صولتنا على آخر معاقل الدواعش المرتدين".

كما القت طائرات القوة الجوية آلآلاف من المنشورات على مناطق القائم وراوة.

وتضمنت المنشورات الإشارة الى الإذاعة الراديوية الموجهة لهم لتقديم الإرشادات والتوصيات للمواطنين وتوجيه إنذار نهائي لعناصر داعش بالاستسلام او الموت على أيادي افراد القوات العراقية وتوجيهات للأهالي تعلمهم بأن ساعة خلاصهم باتت قريبة بعد تحرير نينوى وعكاشات والحويجة وتلعفر بوقت قياسي.

المعارك الاخيرة ضد داعش في العراق

وحول معركة تحرير القائم، فقد اعتبر الخبير الامني فاضل ابو رغيف عمليات تحرير المناطق المتبقية من غرب الأنبار والشريط الحدودي مع سوريا هي الاخيرة ضد داعش في البلاد.

وقال ابو رغيف في تصريح صحافي اطلعت عليه "إيلاف"، انه "بعد الانتصارات الكبيرة التي بدأت من 17 اكتوبر عام 2016 في نينوى من الساحل الايسر والايمن والمدينة القديمة وبعدها تلعفر والعياضية والتي شهدت الانكسار الاكبر لداعش بات التنظيم في طور التلاشي".

وأضاف ان "ما تبقى من مناطق الشريط الحدودي وراوة والقائم بعد تحرير عكاشات وعنة ستكون معركتها هي الاخيرة ضد داعش.

ويقع قضاء القائم غرب العراق ويضم أربع مدن وأكثر من 50 قرية ويقدر تعداد سكان القضاء والنواحي التابعة له بحسب تقديرات وزارة التخطيط بحوالي 150 الف نسمة عام 2014 وكان يعتبر منطقة تجارية هامة.

وينتمي اهالي قضاء القائم في الغالب لعشائر الكرابلة والبومحل والبومفرج والبوعبيد والسلمان من قبيلة الدليم والكرابلة والموالي والراويين والبوحردان. وقد سقطت المدينة بيد تنظيم داعش في 20 يونيو عام 2014 بعد معركة دامت خمسة أيام.

أما قضاء راوة فهو احدث أقضية محافظة الأنبار ومركزه مدينة راوة وكان تابعا اداريا الى قضاء عانة ثم فصل عنه عام 2001. ويشمل هذا القضاء مدن راوة والقرى القريبة التابعة لها، وتقع راوة وهي مركز القضاء على شريط ضيق من الأرض محصور بين الجبل والنهر يتراوح عرضه بين (200-800 م) ولما زاد عدد سكانها امتدت بيوت المدينة إلى سفح الجبال.

وتقع راوة على بعد 320 كم غرب العاصمة بغداد وتبعد عن الحدود السورية الشرقية 100 كم وتمتاز بطبيعة جميلة وخلابة ويبلغ عدد سكانها 20.000 نسمة تقريباً وتبلغ مساحة قضاء راوة 5000 كم².

وامس، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اجتماعه مع اعضاء الحكومة المحلية وابناء محافظة الأنبار الغربية من شيوخ العشائر والاكاديميين لبحث توطيد الاستقرار في المحافظة، "لقد حققنا معجزة الانتصار وقطعنا شوطاً طويلاً ومضنياً وقدمت قواتنا البطلة وجميع العراقيين واهل الأنبار تضحيات غالية يجب ان نحافظ عليها بوحدتنا الوطنية وابشركم بعودة آخر شبر بيد داعش في الأنبار قريباً".